هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

رسالة لن يقرأها ياسر رزق

أخبار اليوم

الجمعة، 28 يناير 2022 - 06:03 م

بقلم: هشام عطية

 

كنت نقياً وتقياً يا ياسر وأنقى من صادفتهم فى مشوار عمرى ولدى مئات الروايات التى تصدق قولى تكفى لكتاب. ولكن دعنى أسألك وأنت الآن فى رحمة الله هل كنت ولياً يا ياسر كشفت لك السماء من الحجب ما لم نره نحن؟!.
أصدقنى القول يا أعز الأحباب، يا من أورثتنا جبالاً شاهقة من الحزن على رحليك المباغت، أكنت تعلم يا ياسر أنك ستغادرنا وتترك دنيانا الفانية التى نحيا فيها صرعى بين طول التمنى وانقطاع الرجاء؟!.

قلبى الموجوع على غيابك يحدثنى أنك كنت تدرى أن موعد الرحيل قد أقترب وإلا لماذا دعوت كل أصدقائك واخلص احبائك لتراهم فى مكتبك - رأى العين - والذين جاءوا بكل الود إكراماً لسنوات الحب التى جمعتك بهم ليحصلوا على كتابك الرائع والمهم سنوات الخماسين؟!
لا أظن يا اغلى الأحباب أن ما حدث فى حفل توقيع كتابك بدار الأوبرا وعلامات الرضا تكسو ملامح وجهك الطيب كان عفويا، أكان حفل توقيع لكتابك أم حفل توديع لاحبائك؟!. هل يمكن أن تفسر لى يا أعز الناس كل هذا الحضور المذهل فى ساعات عمرك الأخيرة، أكنت تمهد لمن أحبوك بصدق رحلة غيابك المؤلم والطويل؟.
تعلم ياياسر وجميعاً نعلم أنك تعلم ونتعلم منك أن الموت على قسوته حرية لأنه يتيح لك القدرة على البوح بما فى قلبك دون أن تخشى أن ترجم بالنفاق أو توصم بالرياء، شقى من لم يعرفك عن قرب فقد كنت لدى من أغلى الناس ، وأدركت مع فيض إنسانيتك وأخلاقك أن علاقات الأخوة قد لا تحتاج أحيانا إلى شهادات ميلاد أو صلات دم.

أتدرى يا ياسر أنه برحيلك اهتديت لحقيقة كانت غائبة عنى وهى أن الموت رغم مرارته به شىء من العدالة لانه قد يمنحك فى مشهدك الاخير حباً لم تحصل عليه وأنت حياً ترزق حتى من الذين توهموا انهم أعداؤك!!
يا اغلى الاحباب فى مقامك الآن نتضرع إلى الله أن تكون فى عليين مع الشهداء والصديقين، ندعو لك بالرحمة، ونرجو أن تدعو لنا نحن أحبابك بالصبر على فراقك.
أدرك الآن أنك لن تستطيع الإجابة على تساؤلى هل كنت من الأولياء يا ياسر؟ ، أبشرك بأن الإجابة جاءتنى على لسان ابنك الغالى الذى انبأنا ونحن على قبرك أن آخر كلماتك فى الدنيا كانت «إنا إلى الله راغبون» كنت ولياً يا ياسر.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة