كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الفن والقيم الأخلاقية

كرم جبر

الجمعة، 28 يناير 2022 - 06:31 م

القيم الدينية تعلو فوق كل شيء، والفن الحقيقى هو الذى يقف حارساً أميناً على الوعى والأخلاق والضمير، فينميها ويزيد تأثيرها.. ولم يكن الإبداع يوماً عدواً للقيم الأخلاقية.

ولم يكن الفن يوماً محركاً للاصطدام بثوابت الضمير أو مفرقاً بين الناس ولكن يجمعهم جميعاً تحت مظلة التفاعل والجمال والإبداع.
 جوهر الموضوع هو محاولات لتعرية الفن المصرى العريق، وإظهاره فى صور متدنية، مثل تصوير مطربى المهرجانات على أنهم نجوم الغناء المصري، فى وقت كان فيه رئيس الوزراء يفتتح الأوبرا فى العاصمة الإدارية، وكنا نشاهد عرضاً مسرحياً رائعاً فى منتدى شباب العالم، يعكس آلام وأوجاع العالم بشأن كورونا، وكانت هذه الصور المشرقة هى الأولى بالاهتمام.

وننقسم ونتشاجر، وكل فريق يصوب حججه فى وجه الآخرين، ما بين مدافعين عن الإبداع ومحاربين من أجل الأخلاق، وكأن الإبداع والأخلاق لا يلتقيان.
 رأيى الشخصى أننا مستهدفون، وكلما اشتد عود البلاد وزادت صلابتها، كلما زاد الهجوم عليها، فالبعض يتصور أن ارتفاع قامته وعلو شأنه، لا يتحقق إلا بالهجوم على المكونات الفنية والثقافية بمختلف روافدها.

ننتبه.
فالمنظومة واحدة، والدولة الناهضة التى يحاولون تصدير صور غير حقيقية عنها، هى التى أسست أكبر مدينة ثقافية فى المنطقة وربما العالم ومقرها العاصمة الإدارية الجديدة، لتبدأ إطلاق الإبداعات المصرية المعبرة عن الدولة الجديدة.
زمان، كانت هناك أفلام سينمائية، فيها عشرات المناظر، ولكن لم يلتفت إليها أحد، لأن الزخم الإبداعى الهائل، كان يجرف أمامه الزبد فيذوب ويزول، ولا يحدث صخباً أو ضجيجاً.

فمن يملأ الفراغ ؟
 نتشاجر بشأن حكايات وقصص لا تمثلنا، فأين عشرات الأفلام الإبداعية التى تعكس ما يحدث فى مصر، وتعبر عن الواقع الحقيقي، فلا يهتم أحد بهذه النماذج التى يحاول البعض إلحاقها بشبابنا ؟
فى عهد الازدهار الثقافى والفنى كانت هناك أغنيات هابطة، ولكنها تلاشت وذابت وسط التدفق الفنى الكبير، فلم تشغل بالاً، وكل الشواهد تمهد لعودة عصر التفرد والتفوق والإبداع، لتعكس حالة الاستفاقة التى تعيشها البلاد.

مستهدفون .. نعم .
ولا سبيل لعبور عنق الزجاجة، إلا بنهضة ثقافية وفنية، تعيد البلاد إلى الصدارة، وتعدل الدفة وتضع عجلة القيادة فى أيد متوضئة بالوطنية والإبداع الحقيقي.
 عشنا فترة كانت إحدى الجهات المنتجة للغناء تتعاقد مع كبار مطربينا بالملايين، ليس من أجل أن يغنوا ولكن ليمتنعوا عن الغناء، فاتسع الفراغ وتراجعت المواهب، ووصلنا إلى حالة من الجفاف.

الفراغ مجرد بداية لفتن صغيرة قد تمتد شرارتها، فتصرف العقول والقلوب عن الهدف الرئيسي، وهو استعادة الساحة الثقافية والفنية، وإضاءة إشراقات إبداعية خلاقة، تجعلنا نبحث عن الإبداعات الحقيقية وتسلط الأضواء عليها.
 فلا نتشاجر ولا نقوم بتمصير حكايات قد لا تمت للواقع بصلة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة