محمد فاروق
محمد فاروق


محمد فاروق يكتب : ياسر رزق .. المسئولية والسلاح والوداع 

محمد فاروق

الجمعة، 28 يناير 2022 - 09:55 م

الدموع جفت والكلمات توقفت ، منذ سماعي الخبر المشؤوم ولا استطيع ان أتمالك نفسى فجلست وحيدا غالبتني دموعي حزنا ولوعة على فراقه وكأن شريط سينمائي يعرض امامى لحظات عملي بجواره وكيف كان يتحدث ويدير كبري الندوات واللقاءات الصحفية ولمحاته الإنسانية لكل من بعرفة. 

العمل مسئولية 

كنت محظوظا جدا عام ٢٠١٤ عندما رافقته أول يوم منذ توليه مسئولية رئاسة مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ، ومرورا بجميع الاقسام والقطاعات وكلامه مع جميع العاملين ، داخل الأسانسير دار بيننا حوار عن كيفية الخروج من الأزمة الراهنة والمستقبل فقال لي الحل هو العمل ليل نهار وعدم الجلوس ونتفرج لابد من المشاركة فى بناء مستقبلنا وربنا هيبعت الخير للمجتهدين،  وصولا الى مكتبه ليضرب المثل والقدوة وعمل  أول اجتماع مع مديرين العموم لوضع اليه العمل للنهوض بالمؤسسة قبل أن يجلس على كرسي مكتبه كرئيس مجلس إدارة أخبار اليوم. 

الكلمة سلاح 

كنت محظوظا عند اختياري ضمن فريق عمل منتدي الاخبار للحوار ومشاركة الكاتب الكبير ياسر رزق برئاستة فى وضع إستراتيجية مستنيرة أثناء منتدى الأخبار للحوار وحواره مع جميع المسئولين والطوائف بداية بالرئيس عبد الفتاح السيسى مرورا بالوزارة منتهيا بالأحزاب والشباب ضيوفا بالمنتدى للوصول إلى التنمية الحقيقية والتنورية لملامح  الجمهورية الجديدة ، كلمة حق كان واجهة مشرفة وسياسيا محنك وصاحب رؤيه وكلمة مسموعة وصاحب تأثير ساحر بين الحضور  . 

وصيته الاخيرة 

اختار فارس الكلمة أيقونة الصحافة مشهد الوداع له وكأن القدر مكافأة لأخلاصه  وتفانيه وصدقة فى ما يكتب، حيث ظهر قبل رحيله بأيام ليعلن عن كتابة وكأنها وصية واجبه للأجيال القادمة  وكتابة وصيتة المستنيرة فى كتابه الأخير" سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، كاتبا : إلى شعب عظيم لا يرضخ لظلم، ولا ينحنى لعاصفة، ولا يركع إلا لرب العباد. 
إلى الأجيال، وقال: إلى أجيال آتية هذه ملامح من قصة آبائكم فى زمن عصيب، ولمحات من حكاية وطنكم فى حقبة فاصلة، عساها تنير لكم طريقاً، وتُعبد دربا، وأنتم تشيدون مجداً جديداً، معطراً بعظمة تاريخ. 
ويقول رزق فى مقدمة الكتاب،" قبل أن أبدأ" هذه ليست محاولة لكتابة تاريخ، إنما محاولة لقراءة حاضر، علنا نهتدى بها عند مفارق طرق قد تقابلنا فى المستقبل ، فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماض قريب، بينما هى تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هى مازالت تدمى وتوجع وتؤثر. 


الوداع الاخير 
الساعة الثامنة صباحا يوم الخميس ٢٧/١/٢٠٢٢ رغم سوء الأحوال الجوية وموجة الصقيع الا ان الشمس اعطت للجو دفىء ، هنا داخل منزل الأستاذ ياسر رزق حالة حزن لا يوصف بحضور اقرب شخصيات له ومحبيه وأصدقائه فى المهنة . 

كنت من القلائل الذين اتيحت لهم الفرصة لوداعه داخل غرفة نومه بمنزلة بمنطقة التجمع ، ولأول مرة اجلس معه قرابة الساعة وكأنه عريس مشدود العود وجهه يبعث بالنور ، اتكلم اليه دون أن يتكلم معى وهو يسمعنا وقراءة سورة ياسين على روحه الغالية .

وداعا الحبيب ياسر رزق ..لا نملك أمام الموت الا أن نقول انا لله وانا اليه راجعون... لكن الفراق صعب وقاسي لأحد نجوم دفعة اعلام 86 بل نجمها الزاهر في عالم الصحافة. وداعا يا صديقي فأنت الآن بين يدي العادل الذي لا يظلم عنده أحد ابدا.

وعند الرحمن الرحيم الذي تتسع رحمته لمن يشاء. في مكان خير من دنيانا هذه التي تركتها يا ياسر لمن يتصارعون ويتحاربون ويتقاتلون ويظلمون... وداعا حتى نلقاك ..ولروحك السلام .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة