صورة موضوعية
صورة موضوعية


أكبر خدعة في تاريخ الحروب.. دبابات وطائرات من «البلالين»

سلمى خالد

الجمعة، 28 يناير 2022 - 10:03 م

حين كان الزعيم النازي هتلر في أوج قوته وإنجازته عام 1944 تعرض لواحدة من أكبر خدع الحروب في التاريخ بعد أن سقط أسيرا لجيش وهمي من الطائرات المطاطية ودبابات البلالين التي جعلت الحلفاء يستعيدون فرنسا من بين جيوشه.. فما تفاصيل تلك القصة؟


 

تعود التفاصيل إلى استخدام كومة من الألعاب الملائمة لطلاب المدارس، مثل الطائرات المطاطية ودبابات التفجير وأجهزة الراديو المزيفة وبعض أنظمة السماعات المتطورة المسجلة مسبقًا بتأثيرات صوتية "تشبه المعركة".


 

ولم يكن تدريب الجنود الوهميين ضمن كتائب عسكرية بل جيش متقن من الممثلين الماكرين، لانتحال شخصية جيش حقيقي والذين تحدثوا جميعًا في "حديث عسكري" وقاموا بارتداء أزياء الجيش المعروفة إلى جانب أزيائهم ودعائمها وتم تصميم العروض بعناية لإرباك قوى المحور وجعلهم يعتقدون أن جيوش الحلفاء كانت أكبر مما كانت عليه في الواقع.


 

حينها بلغ عدد القوات الخاصة التابعة للمقر الثالث والعشرين أكثر من 1100 ممثل، وكانت قوة موهوبة بشكل فريد بفن "الخداع التكتيكي"، بالإضافة إلى أنه اتضح أنه لم يتم اختيار أي واحد منهم بسبب براعتهم القتالية، ولكن بسبب إبداعهم و"ذكاء الشاشة"، كما تم تنظيم "جيش الأشباح" كما عُرف فيما بعد في الثقافة الشعبية لممارسة "حشود عسكرية" زائفة لإرسال الرعب بين صفوف القوات الألمانية.


 

وبعد هذه الخطة باستخدام أنظمة "الراديو المخادع" الخاصة بهم، مدركين تمامًا أن الألمان سيكونون منشغلين بفك تشفير أي إشارات لاسلكية يمكنهم اعتراضها، وقاموا بتقليد لغة الضباط الحقيقيين وتركوا انطباعًا بأنهم كانوا ببساطة يشاركون في "اتصال رسمي".


 

ولكن كانت الحقيقة، أن أنظمة الراديو كانت غير مشفرة عن عمد ولم تكن الاتصالات أكثر من مجرد شظايا مصممة لإلقاء العدو في دوامة من الارتباك والحيرة.

اقرأ أيضا | أول صورة لجثة هتلر بعد انتحاره.. كيف مات الزعيم النازي؟

والشيء المضحك هو أن هذه الحيل نجحت بالفعل، فلم يتم إطلاق أعيرة نارية، ولم يتم إرسال قنابل ولم يتم نقل أكياس الجثث بسرعة إلى المستشفيات الميدانية، ولكن القوات الألمانية سرعان ما بدأت تغفل عن ساحة المعركة أمامها ولا تعرف مكان تمركز قواتهم أو أين كان الحلفاء على وشك الهجوم؟


 

 وتمكن هذا التخطيط من الإعاقة بشكل كبير وغالبًا ما أرسلت قوات المحور إلى حيث لم تكن هناك حاجة إليها، كما كان متوقعًا فكان هذا يعني أيضًا أنه أينما كانت هناك حاجة فعلية للقوات فإنها غالبًا ما تكون منتشرة، ورقيقة جدًا بحيث تمنع تقدم الحلفاء، تمامًا كما خططوا. 


 

وفي بعض من الأحيان، كان الخداع يتسلل إلى خطوط العدو لدرجة أن المروج الإذاعي الشهير أكسيس سالي، أعلن عن طريق الخطأ أن هجومًا ضخمًا من الحلفاء كان وشيكًا في منطقة لم يكن بها أي من قوات الحلفاء على الإطلاق.


 

وفي أحيان أخرى، يكون من السهل التساؤل عن السبب الذي جعل مجموعة غير مهددة من الألعاب فعالة بشكل مذهل، والذي كان يعنى بالتأكيد أن القوات الألمانية لا يمكن أن تكون ساذجة إلى هذا الحد، فلا يهم إذا أثيرت أي شكوك، لأن الممثلين المرتبطين كانوا دائمًا متقدمين بخطوة، وكان جزء من الخطة ليس فقط نشر أقسام وهمية بأكملها ولكن أيضًا تجميعها جنبًا إلى جنب مع الدبابات والطائرات الحقيقية. 


 

كل هذا التمويه جعل قوات المدفعية والمقاتلات تبدو أكبر مما كانت عليه في الواقع، كما ظهر الأمر مربكًا بشكل مضاعف بالنسبة للألمان حتى يفصلوا بين الحقيقي والمزيف، إلى جانب أنظمة الراديو ومكبرات الصوت المضبوطة ببراعة، فلم يترك الجندي الشبح أي فجوة في الأعمال المثيرة المخططة بدقة.


 

وتشير التقديرات إلى أن جيش الأشباح أنقذ حياة ما لا يقل عن عشرة آلاف جندي من جنود الحلفاء، كما حدث لاحقًا. واستمرت هذه الأرواح التي تم إنقاذها في إلحاق المزيد من الهزائم بالقوات الألمانية، مما أدى إلى استسلامها في نهاية المطاف في أبريل 1945 .

 

بصفته استراتيجيًا عسكريًا، يؤكد صن تزو في كتابه "فن الحرب" جدارة تلك الخطة، قائلاً: "كل الحروب تقوم على الخداع، ومن ثم عندما نكون قادرين على الهجوم، يجب أن نبدو غير قادرين؛ عند استخدام قواتنا ويجب أن نظهر غير نشطين، فعندما نقترب يجب أن نجعل العدو يعتقد أننا بعيدون وعندما يكون بعيدًا، يجب أن نجعله يعتقد أننا قريبون".

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة