السبت، 29 يناير 2022 - 03:53 م

حبيبة جمال 

..لم تتوقف جهود وزارة الداخلية على الشق الأمني في مجال ضبط الخارجين عن القانون ومكافحة الجريمة بكافة صورها، وإنما امتدت لجوانب أخرى اجتماعية وإنسانية متمثلة في المساهمة في دور فعال في مكافحة وباء كورونا اللعين ضمن منظومة الدولة بالكامل.

حيث شنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية حملات مكثفة على مصانع غير مرخصة تقوم بتصنيع المواد المطهرة مجهولة المصدر، بالإضافة إلى مصانع أخرى تصنع كميات ضخمة من الكمامات الطبية غير مطابقة للمواصفات، فضلا عن تحرير آلاف المحاضر ضد المخالفين لقرار مجلس الوزراء بمراعاة الإجراءات الاحترازية وضرورة ارتداء الكمامة في الأماكن العامة.. وفي إطار الاحتفال بالعيد الـ٧٠ للشرطة المصرية تقدم»أخبار الحوادث» باقة ورد من خلال استعراض أبرز جهود الداخلية في مواجهة كورونا على مدار عام ٢٠٢١.

منذ ظهور فيروس كورونا اللعين، والدولة بكامل أجهزتها تعمل على التصدي له، لذلك أصدر مجلس الوزراء قرارات بشأن اتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية لحماية المواطنين، والحد من انتشار فيروس كورونا وذلك بإلزام الجميع بارتداء الكمامات الواقية في المواصلات العامة وأماكن التجمعات، لكن كان هناك أشخاص مستهترون لم يلتزموا بتلك القرارات؛ فتحركت وزارة الداخلية بدافع حرصها على سلامة المواطنين من تفشي وباء كوفيد 19، لذلك شنت عدة حملات لضبط المستهترين، وخلال العام الماضي فقط تم ضبط أكثر من ٥٠٠ ألف شخص غير ملتزم بارتداء الكمامة، منهم من تصالح ودفع الغرامة، ومنهم قلة قليلة رفضت الدفع، فتم اتخاذ إجراء قانوني ضدهم وإحالتهم للنيابة للتحقيق معهم.

ففي شهر إبريل وخلال يوم واحد تم ضبط ١٢ ألف شخص غير مرتدي الكمامة، هذا على سبيل المثال، فالإحصائية الأكبر كانت من نصيب شهر نوفمبر حيث تم ضبط ٨٧ ألف شخص غير ملتزم، وفي شهر ديسمبر تم ضبط ٤٠ ألف شخص. 

المحلات وقرار الغلق

أيضا من ضمن قرارات مجلس الوزراء كان غلق المحلات في أوقات معينة، حيث نصت المادة الأولى من قرار وزير التنمية المحلية أن تكون مواعيد فتح جميع المحال التجارية يوميًا من الساعة السابعة صباحا على أن تغلق في الساعة الحادية عشر مساء صيفًا والعاشرة مساء في الشتاء، على أن يتم زيادة التوقيت يومي الخميس والجمعة وفي أيام الإجازات والأعياد الرسمية للدولة لتغلق الساعة الثانية عشرة منتصف الليل في الصيف والحادية عشر مساء في الشتاء، لكن كان هناك بعض الأشخاص الذين ضربوا بهذا القرار عرض الحائط، وعلى الرغم من ذلك كانت وزارة الداخلية تقف لهم بالمرصاد، حيث تحرر 50 ألف مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق على مدار العام، فعلى سبيل المثال شهر ديسمبر فقط تم تحرير ٤ آلاف مخالفة. 

الشيشة 

كما صدر قرار بمنع استخدام الشيشة في المقاهى للحد من انتشار الفيروس، أيضا كانت هناك مقاهي غير ملتزمة، لكن تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من ضبط أكثر من ١٢٢ ألف أرجيلة «شيشة»، فعلى سبيل المثال وخلال شهر واحد فقط وهو شهر نوفمبر تم ضبط ١٤ ألف شيشة. 

مصانع بير السلم

الأمر لم يتوقف عند ضبط أشخاص غير ملتزمين بارتداء الكمامة أو حتى ضبط المحلات غير الملتزمة بقرار الغلق، أيضا جهود وزارة الداخلية امتدت لمحاربة جشع وغياب الضمير لدى بعض الأشخاص، حيث تمكنت مباحث إدارة التموين بمديرية أمن المنوفية من ضبط مالك مصنع مكون من طابقين يقع بالمنطقة الصناعية بمدينة قويسنا، وذلك لقيامه بإدارة المصنع دون ترخيص وتصنيع الكمامات الطبية بدون تصريح وغير مطابقة للمواصفات القياسية، مستخدما علامات تجارية مقلدة، حيث عثر على مليون ونصف المليون كمامة معدة ومجهزة للبيع، و٢٠٠ ألف كمامة تحت التصنيع، و ٥٠٠ ألف لفة قماش خاصة بالكمامات تزن ١٠ طن قماش، و ٩٥ بكرة دعامة تزن طن و٥٠ كيلو جرام أستيك و٥٠ ألف عبوة فارغة وعدد ٨ ماكينات خياطة.

وفي محافظة الدقهلية تم استهداف مصنع غير مرخص أيضا لتصنيع الكمامات وبداخله ٤٠٠ ألف كمامة معدة للبيع، أيضا في محافظة الإسكندرية وتحديدًا العامرية تم استهداف مصنع لتصنيع الكمامات والكحول ومستحضرات التجميل.

حملات طبية

ولا يمكن أن ننسى أن وزارة الداخلية أطلقت بتاريخ ٣٠ يونيو من عام ٢٠١٨م مبادرة «كلنا واحد»، وذلك بالتعاون مع عدد من السلاسل التجارية الكبرى لعرض السلع الأساسية بأسعار مخفضة عن مثيلتها بالأسواق بنسبة تتراوح من ٢٠٪ إلى ٣٠٪ وبجودة عالية وذلك بهدف التخفيف عن كاهل المواطنين، وبعد أن ظهر فيروس كورونا اللعين، لم تتوقف المبادرة على توفير السلع فقط بل امتدت لتشمل توفير الكمامات والمستلزمات الطبية.

وبخلاف المبادرة قامت وزارة الداخلية بعدة حملات وقوافل طبية، ففي شهر ديسمبر وجهت مديرية أمن الوادي الجديد قافلة طبية تشمل العديد من التخصصات المختلفة لتوقيع الكشف الطبي على المواطنين وصرف العلاج اللازم لهم بالمجان وكذلك توزيع المساعدات العينية.

أيضا تم تنظيم حملة للتبرع بالدم شارك فيها رجال الشرطة وذلك ضمن الخطة المتكاملة المعنية للوقاية من فيروس كورونا.

كما استقبلت مستشفيات الشرطة السيدات لتوقيع الكشف الطبي عليهن مجانا وتم استقبال ٦٢٠٠ سيدة، كما تم توجيه قافلة طبية تضم جميع التخصصات إلى دور المسنات بالاشتراك مع قطاع حقوق الإنسان خلال يومين وتم توقيع الكشف الطبي على ٦٥ سيدة.

هذا التقرير مجرد نبذة عن جهود وزارة الداخلية خلال عام ٢٠٢١م لمواجهة كورونا، فمنذ ظهور الوباء والداخلية أثبتت جدارتها وحرصها الدائم على سلامة الإنسان، دون أن تنتظر الشكر من أحد إيمانا بواجبهم الوطني نحو الوطن، فتحية لهم في عيدهم الـ 70.