الخفافيش
الخفافيش


تطورها وتنقلها.. الخفافيش مصدر الفيروسات القاتلة

هناء حمدي

الأحد، 30 يناير 2022 - 03:46 م

على مدار السنوات الطويلة الماضية ظهرت العديد من الفيروسات منها ما توصل العلم إلى القضاء عليه ومنها ما تمكن العلماء من دراسته ووضع حلول له وصولا في النهاية إلى فيروس مازال في طور التغيير والتطور ودائما ما يجدد من نفسه ليقف العلم عما توصل له ليعيد ترتيب أوراقه من جديد ورغم تعدد هذه الفيروسات وتنوعها إلا ان جميعها يشير إلى سبب واحد وهو الخفاش.

فمعظم مسببات الأمراض الفيروسية في البشر لها أصول حيوانية نشأت من خلال الانتقال عبر الأنواع ولكن يظل الخفاش ثاني أكثر الثدييات تنوعا على وجه الأرض هو مصدر الكثير من هذه الفيروسات مثل فيروس "السعار" وفيروس "إيبولا" وكذلك فيروس " ماربورغ" المرتبط به وكذلك فيروس "نيباه" وفيروس "هندرا" وأخيرا فيروس "كورونا" بتفرعاته المختلفة بداية من "المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة/ SARS-CoV" وكورونا "الشرق الأوسط التنفسي/ MERS-CoV " واخيرا "SARS-CoV-2" وفقا لموقع" nature".

حيث تحتضن الخفافيش تنوع فيروسي عالي مقارنة بغيرها من الثديات وهو ما ينتج عن تنوع انواعه فكل فيروس مما ينقله الخفاش مرتبط بنوع معين منها ويظل الأعلى خطورة هو خفافيش الفاكهة وذلك لقدرتها العالية على نقل الفيروسات بصورة مباشرة للإنسان لوجود احتكاك مباشر معه وهو ما يجعل خطورتها ونسبة الوفيات التي تسببها أعلى عن غيرها ولذلك تم تحديد الخفافيش كمضيف طبيعي للعديد من الفيروسات الناشئة التي يمكن أن تسبب مرض شديد لدى البشر فهي بمثابة مركز تدريب للفيروس تقوم باحتضانه وتطويره ومن ثم نقله للبشر سواء بشكل مباشر أو من خلال وسيط.

ويعود البحث عن فيروسات الخفافيش إلى ثلاثينيات القرن الماضي عندما حدد "جوزيف باوان" لأول مرة فيروس داء الكلب "السعار" في الخفافيش لتبدأ معها سلسلة من الفيروسات مصدرها الخفاش ليعلن عن نفسه أنه أصل معظم الفيروسات المميتة ومن أبرزها حسب موقع " bat conservation trust"

دائما ما يكون انتقال الفيروس من الخفاش إلى البشر إما بشكل مباشر من خلال الاتصال بالخفافيش المصابة أو بشكل غير مباشر من خلال عوامل وسيطة مثل الحيوانات الأليفة أو الحيوانات البرية التي تلوثت بالدم أو اللعاب أو البول أو براز الخفافيش وتكون البداية مع فيروس "الإيبولا"

-  الايبولا

حمى الإيبولا النزفية هو ذلك الفيروس القاتل الذي تعد خفافيش الفاكهة من الفصيلة "بتيروبوديداي" هي المضيف الطبيعي له ويعد أخطر الفيروسات حيوانية المنشأ التي ظهرت من حيث عدد الوفيات البشرية تم التعرف عليه منذ أكثر من 40 عام في قرى الغابات المعزولة عبر وسط إفريقيا وتمكن من الانتشار والتفشي في موجات مما تسبب في وفاة ما يصل إلى بضع مئات من الوفيات حيث أصيب ما يقرب من 30 ألف شخص توفي منهم أكثر من 11 ألف

-   ماربورغ

ينتمي هذا الفيروس إلى نفس عائلة فيروس "ايبولا" ليكون المتسبب الرئيسي به أيضا هو خفاش الفاكهة وظهر هذا الفيروس في عام 1976 على شكل موجات تفشي شملت بشكل رئيسي عمال المناجم في أوغندا والسياح الذين زاروا الكهوف ليكون أكبر تفشي له في أنغولا بإصابة 252 حالة لتكون 90 ٪ من حالات الإصابة قاتلة.

- المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة

يسببها فيروس كورونا "SARS-CoV" وظهرت لأول مرة في عام 2002 في الصين وانتشرت في جميع أنحاء العالم مع أكثر من 8 آلاف حالة مؤكدة ووفاة 800 حالة وبعد فترة قصيرة من تفشي المرض تم العثور على الفيروس في القطط والكلاب في سوق بمقاطعة قوانجدونج وبعدها تم تحديد خفافيش حدوة الحصان على أنها مضيفة طبيعية للفيروس.

- متلازمة الشرق الأوسط التنفسية

ناتجة أيضا عن فيروس كورونا "MERS-CoV" ظهرت في شبه الجزيرة العربية في عام 2012 وانتشرت بشكل رئيسي عن طريق الاتصال البشري وبلغت إصابتها حول العالم 1200 إصابة توفي حوالي 450 منهم ليكتشف مصدره في خفاش قبر.

-  هندرا

تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في أستراليا أثناء تفشي مرض الجهاز التنفسي المعدي في الخيول والبشر في عام 1994 كانت هناك عدة تداعيات لاحقة أدت إلى 7 حالات بشرية و4 وفيات وبعدها تم التأكد من أن الخفافيش المجنحة هي مصدر المرض وينقل من خلال الخيول المصابة بالعدوى عندما ترعى المراعي الملوثة ببول الخفافيش وينقل المرض لمن يعتنون بها.

- نيباه

ظهر لأول مرة في عام 1998 في الخنازير وعمال الخنازير الذين يعانون من التهاب الدماغ في ماليزيا حيث أسفرت 265 حالة عن 105 حالة وفاة أدى ذلك إلى توقف حركات الخنازير وإعدام أكثر من مليون خنزير إلى السيطرة على المرض وأثبت البحث أن خفافيش الفاكهة هي مصدر للعدوى من خلال ناقل وسيط وهو الخنزير حيث تأكل الخنازير الفاكهة الساقطة الملوثة بالخفافيش ومنذ عام 2001 حدثت حالات إصابة بشرية في بنجلاديش مع معدلات وفيات أعلى مما هي عليه في ماليزيا

اقرأ أيضًا.. شاهد| تفاصيل فيروس جديد متواجد في الخفافيش بالصين


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة