صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


عندما تحرك الدموع مشاعر الأبوة.. ينتهي دور المحكمة

علاء عبدالعظيم

الأحد، 30 يناير 2022 - 04:07 م

تزوجته عن حب، ولم أكن طامعة في ثراءه، ولم أكن أيضا مندفعه في عواطفي بل كنت واثقة من استقرار حياتي معه،  رغم إنني حاصلة على مؤهل جامعي، أما هو فلم يكن يحمل مؤهل سوى تجارته الرائجة، ورصيده الضخم في البنوك.

اقرأ أيضا|الزواج العرفي.. حلال.. ولكن!
بهذه الكلمات بدأت الزوجة الشابة حديثها أمام محكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة، واستكملت، وبصوت يشوبه حنان، وحب جارف لزوجها، قالت: مضى عام وراء عام ولم يكن لي نصيب أن أنجب، واعترف بأنني ترددت على الدجالين، والمسؤولين رغم عدم اقتناع بهم، لكن جنون الأمومة داخل كل امرأة وأن الزواج في حد ذاته ليس خوفا تسعى إليه النساء لكنها الأمومة المقدسة.

وتستطرد.. لم أترك طبيبا، ولا أستاذا إلا ترددت عليه أيضا لكن إرادة الله لم تكن قد منحتني بعد هذا الشرف العظيم أن أكون أما، وعندما شعرت ببعض الآلام اصطحبني زوجي إلى الطبيب، ولم أصدق نفسي فبعد أن استسلمت لمدة ١٥ عاما من الزواج، كانت المفاجأة، عندما همس الطبيب لزوجي يبارك له بأنني حامل.

تبدلت ملامح زوجي، وعلا وجهه علامات الغضب، وأصفر وجهه أيضا وخرج من العيادة مختل التوازن، وقدمه لاتقوى على حمله، وفي الشارع صرخ في وجهي يتهمني بأبشع الألفاظ، وسرق مني فرحتي، وأعلن شكوكه صراحة لأهلي، لكنه هدأ مع الأيام، وكموج البحر الغادر اندفع ثائرا عندما اقترب موعد ولادتي، وترك البيت ثم عاد ليطردني ومعي صغيرتي، وعلمت أن بعض أصدقاءه، وأقاربه يزرعون الشكوك في نفسه.

تحملت على نفسي ورضيت العذاب لكنه امتنع عن الانفاق على أنا والطفلة وراح يتهمني في كل مكان بأنني تخطيت سن الحمل لكن ها هي الشهادات الطبية التي تؤكد إنني لم أتجاوز المرحلة، وانهمرت الزوجة في البكاء تطلب نسب الطفلة.

بينما وقف الزوج الثري يؤكد للمحكمة أن الصغيرة ليست ابنته، مما جعل الزوجة تنطلق منها صرخات مكتومة تحمل أسى وحزن بسبب اتهاماته، وفجأة تعالي أيضا صرخات الطفلة عندما أحست ببكاء أمها، واختلط صوت البكاء بين الأم وطفلتها، بينما أخذ الزوج يختلس النظرات إلى الصغيرة، ولم يكن قد رآها من قبل، وعيون القضاة تتابع وترقب تصرفات الزوج الذي انشغل تماما ببكاء الصغيرة، وانطلق نحو الطفلة يأخذها من بين أحضان أمها، ويضمها إلى صدره، وتستسلم له الصغيرة وتكف عن البكاء.
والمحكمة تتابع الموقف الإنساني دون تعليق، وأخذ الأب يهدهد الصغيرة، واقترب من زوجته يعتذر لها وسط دهشة الموجودين بالقاعة، والصغيرة مستلمة تماما لأحضان أبيها الذي ضمها إلى صدره بعد عام ونصف من ولادتها.

 قضت المحكمة برئاسة المستشار، أحمد عبد اللطيف، وعضوية المستشارين، علاء دراهم، وهشام الطوخي  وأمانة سر، محمد السيد بثبوت نسب الطفلة الصغيرة إلى أبيها.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة