حرب نفسية جديدة بين بوتين وبايدن
حرب نفسية جديدة بين بوتين وبايدن


حرب نفسية جديدة بين بوتين وبايدن

الأخبار

الأحد، 30 يناير 2022 - 10:24 م

هل قرعت روسيا طبول الحرب بإطلاقها مناورات عسكرية فى شبه جزيرة القرم على أبواب جارتها الغربية أوكرانيا؟ تحذيرات واشنطن لموسكو من فرضها عقوبات اقتصادية قاسية لم تجد نفعا واستمر التصعيد بين موسكو والغرب بوتيرة تبعث على القلق فى الفترة الأخيرة وسط مؤشرات على مواجهة عسكرية محتملة.. كانت كل من الولايات المتحدة وروسيا لعقود حذرتين فى نشر قوات فى أماكن يمكن أن تستفز الطرف الآخر. وتراجع الوجود العسكرى الأمريكى من نحو نصف مليون جندى فى الخمسينيات إلى نحو 300 ألف جندى أثناء تفكك الاتحاد السوفيتي، ثم 63 ألفاً فى الوقت الراهن. لكن قرار واشنطن نشر 8500 جندى فى شرق أوروبا، غيّر هذا المسار التنازلى، وقدم رسالة واضحة لموسكو التى طالبت الحلف بأن يتخلى عن أنشطته العسكرية فى أوكرانيا وأوربا الشرقية وهو ما رفضته واشنطن وحلفاؤها مما أسهم فى زيادة التوتر.

يبدو أن الحرب النفسية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن أوكرانيا باتت تقترب بسرعة من نقطة يكون فيها الخروج السلمى من الأزمة ذات التداعيات الحقيقية على الأمريكيين أمرًا مستحيلًا.


يخوض الرئيس الأمريكى جو بايدن المدعوم بالقوة الرمزية الكاملة للتحالف الغربي، مواجهة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى يستخدم أوكرانيا كرهينة لمحاولة إجبار الولايات المتحدة على إعادة التفاوض بشأن النتيجة المحسومة للحرب الباردة.

ولا يبدو أن أيا منهما سيتراجع؛ لأن الأمر أصبح غير ممكن بالنظر إلى المخاطر السياسية الهائلة التى راهن عليها كلاهما.


قد تبدو المواجهة فى أوروبا الشرقية وكأنها مشكلة شخص آخر، إذ أن الأمريكيين يواجهون وباء وتضخمًا مرتفعًا ويشنون معاركهم السياسية الخاصة فى الوقت الذى أكد فيه بايدن أنه لن يرسل قوات أمريكية إلى أوكرانيا، لكن الحقيقة هى أن أكبر قوتين نوويتين فى العالم تتنافسان على اختبار الإرادة الأكثر خطورة منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، فقد يؤدى الغزو الروسى لأوكرانيا إلى أكبر صدام بين الجيوش التقليدية النظامية فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


ويعتبر أن ما هو على المحك بالنسبة للأمريكيين هى مصداقية الغرب وسمعة الولايات المتحدة كقوة عالمية، وإمكانية حدوث عواقب ثانوية تؤثر بشدة على الأمريكيين بما فيها ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الأزمة.


ويدرس بايدن إمكانية عقد قمة جديدة مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، كما حذّر من «كارثة إذا ما أقدم فلاديمير بوتين على غزو أوكرانيا، متوقعا قيام الرئيس الروسى بتحرك داخل أوكرانيا، لكنه قال إن الإقدام على غزو شامل سيؤدى إلى رد واسع النطاق سيكون مكلفا لروسيا ولاقتصادها.


ويعتقد بعض المحللين إن الرجل القوى فى الكرملين، الذى لديه 100 الف جندى على حدود أوكرانيا يخادع ويخلق تهديد الغزو لكسب قوة عظمى متساوية فى المحادثات مع الولايات المتحدة، بينما يرى آخرون محاولة لزعزعة استقرار أوكرانيا دون غزو أو مسرحية قومية من أجل الشعبية فى الداخل.


لكن قد يشعر بوتين أيضًا أن الولايات المتحدة ضعيفة حاليا، وأن أزمته ستكون هدية للجمهوريين الذين يصورون بايدن على أنه مرتبك ومتلعثم قبل انتخابات التجديد النصفى هذا العام والانتخابات الرئاسية فى عام 2024.

وأن أوروبا منقسمة وأنه إذا ما أراد يوما ما سحق آمال أوكرانيا الموالية للغرب فإن الوقت قد حان. لذلك فمع رفض الولايات المتحدة لمطالبه، ومع تراجع الكثير من هيبته فى الأزمة، يبدو من غير المرجح أن بوتين سيحزم أمتعته ويعود إلى منزله.


على الجانب الآخر بالإضافة إلى العقوبات التى من شأنها أن تمزق العديد من روابط روسيا بالغرب ، يبدو أن بايدن يلعب لعبة ذهنية محفوفة بالمخاطر مع بوتين وهو يتعامل مع قراره الوحيد، لقد رسم صورة تمرد دموى مطول فى أوكرانيا فى وقت تفكر فيه واشنطن فى محاولة تسليح حكومة كييف كما فعلت مع المجاهدين الأفغان الذين طردوا الاتحاد السوفيتى من أفغانستان فى الثمانينيات.


قد يمثل الغزو الروسى تحديًا خطيرًا لأوروبا - التى لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة كضامن لأمنها - مما يخلق صداعًا مستهلكًا فى السياسة الخارجية لرئاسة تعانى بالفعل من الأزمات، فسوف تهتز السياسة العالمية من قبل روسيا المنبوذة الأكثر تصميماً على إحباط أهداف واشنطن.

اقرأ ايضا | ارتفاع التكاليف .. هل تجبر موسكو على التراجع؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة