خالد جبر
خالد جبر


أضواء وظلال

سنوات الغليان.. والخماسين

خالد جبر

الإثنين، 31 يناير 2022 - 06:15 م

تتشابه الأجيال المتعاقبة.. حتى المتباعدة فيما بينها فى بعض الأمور والظواهر.. وربما الشخصيات.. وهذا أكبر دليل على أن الحياة لا تنتهى بل تستمر فى طريقهما.. وكل جيل يأخذ نصيبه.

أبدأ بأربعة أصدقاء فقدتهم فى يومين متتاليين.. لا أستطيع أن أغفل عزاءهم لما كانوا يمثلونه من طاقة نور وأمل بالنسبه لى.. وأختم بصديق وأخ وزميل تعلمت منه رغم أننى أكبر منه سنا، الصديق والزميل إبراهيم حجازى الذى كانت له بصمة فى مجال الصحافة والرياضة ومن خلال جريدة الأهرام ومجلة الأهرام الرياضى ليسير على درب حماه وأستاذه نجيب المستكاوى رائد النقد الرياضى فى مصر.. وكان مثالا للتفانى فى عمله وخدمة زملائه من خلال عضويته فى مجلس نقابة الصحفيين.. والثانى هو الموسيقى الموهوب أحمد الحجار الذى سار على درب أبيه وفى ساحة الموسيقار الملهم رياض السنباطى أحد أهم البصمات فى عالم الموسيقى العربية.. والزميل والصديق الصحفى والإعلامى الموضوعى المتميز وائل الإبراشى.. صاحب الطلة البهية على الشاشة والرابع زميلى وصديقى وحيد السنباطى مدير تحرير الأخبار والفنان أيضا.. رحمهم الله بقدر ما أعطوا من حب وسعادة.

أما من سنتحدث عنه اليوم فهو الراحل أخى وزميلى وصديقى ورئيسى بعد ذلك وهو ياسر رزق رئيس مؤسسة أخبار اليوم  ورئيس تحرير الأخبار فى فترة مهمة وحساسة فى تاريخهما.. وهو أكثر أبناء جيله تشبها بالصحفى الأسطورة محمد حسنين هيكل رغم الفارق الزمنى بينهما.
 على نمط سنوات الغليان الذى صور فيه هيكل سنوات نكسة يونيو ١٩٦٧.. قدم رزق للمكتبة العربية كتابا قيما عن السنوات الصعبة والمرة التى عاشتها مصر خلال السنوات العشر الماضية.. والتى أسماها سنوات الخماسين.. عشناها.. وشاهدنا أحداثها يوما بيوم.. بل لحظة بلحظة..
 لم يسجلها رزق كصحفى فقط.. بل سجلها كأستاذه الكبير كشاهد عيان للكثير من تفاصيلها.. بل وشريكا فى بعض أحداثها.
 وقدم الكاتب الصحفى ياسر رزق إهداء فى أول أوراق الكتاب إلى الشعب المصرى، وقال: إلى شعب عظيم لا يرضخ لظلم، ولا ينحنى لعاصفة، ولا يركع إلا لرب العباد.

كما وجه رزق الإهداء إلى الأجيال وقال: إلى أجيال آتية هذه ملامح من قصة آبائكم فى زمن عصيب، ولمحات من حكاية وطنكم فى حقبة فاصلة، عساها تنير لكم طريقاً، وتُعبد درباً، وأنتم تشيدون مجداً جديداً، معطراً بعظمة تاريخ.
 ويقول رزق فى مقدمة الكتاب: «قبل أن أبدأ. هذه ليست محاولة لكتابة تاريخ، إنما محاولة لقراءة حاضر، علنا نهتدى بها عند مفارق طرق قد تقابلنا فى المستقبل».
 فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماضٍ قريب، بينما هى تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هى مازالت تدمى وتوجع وتؤثر.
لكن يمكنك أن ترصد مجريات الأحداث.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة