حازم نصر
حازم نصر


حازم نصر يكتب.. عبد السلام المحجوب

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 31 يناير 2022 - 11:14 م

أبى يناير الحزين أن يمضى دون أن يودعنا  رمزا وطنيا كبيرا وإنسانا نبيلا من طراز فريد ليضاعف من أوجاعنا في أول شهور عامنا الجديد.
فمنذ ساعات رحل  الوزير محمد عبد السلام المحجوب.
فبعد أن ودعنا نخبة من القامات الصحفية والإعلامية الذين تركوا فراغا كبيرا يصعب تعويضه ..ها نحن نفقد عزيزا على قلب كل من عرفه عن قرب.
قيمة الوزير المحجوب لم تكن في أدائه المتميز بالمواقع التي شغلها وآخرها محافظ لمحافظتي الاسماعيلية والاسكندرية ثم وزيرا للتنمية المحلية.
 لكن قيمة الرجل في  التاريخ الذي كان وراءه والذي كان  حافلا في خدمة الوطن كأحد العيون الساهرة لرصد كل المؤامرات التي تحاك له والوقوف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمنه واستقراره.
لذا لم يكن غريبا على رجل حمل روحه على كفه وهو يزود عن الوطن في أن يتسم بالنزاهة  وبطهارة اليد  وعفة اللسان علاوة على امتلاكه لرؤية شاملة لتطوير العمل بكل المناصب التي  شغلها بعد ذلك.
فلا ينسى الجميع ما قام به أثناء تحمله مسئولية  محافظة الاسكندرية من عام 1997 وحتى عام 2006 حيث جدد معظم مرافق المدينة وأعاد لها جانبا من رونقها المفقود  وارتبط بأبنائها بعلاقة حب وتقدير فأطلقوا  عليه لقب " المحبوب ".
وعندما تولى مسئولية وزارة التنمية المحلية ظل هدفه إصلاح منظومة المحليات المختلة ووضع أسس راسخة  لإصلاحها وظل يغلب الصالح العام على ما عداه  .
ارتبط اسمه بالكثير من العمليات المخابراتية  الناجحة التي لاتزال عالقة بالأذهان ورفض الحديث عنها تاركا مخزون أسراره  عنها وعن غيرها من العمليات التي لم يكشف عنها الستار بعد لتكون جزءا من تاريخ هذا الوطن يتم الكشف عن كل منها في الوقت المناسب .
وأذكر آخر لقاء جمعنا على إفطار رمضاني مع عدد محدود من الأصدقاء ..حاولت وقتها أخذ وعد بأن يفصح لنا عن جانب مما يحمله من أسرار تلك العمليات الناجحة  لإخراجها في كتاب للأجيال القادمة لكنه اعتذر بلباقته المعهودة كما سبق وأن اعتذر لعدد من الزملاء من قبل .
 بعد الافطار وفي حوار امتد لقرابة الثلاث ساعات  حول هموم الوطن وآماله وطموحاته  كان الرجل يمتلك رؤية شاملة دون أن يتجاهل  المؤامرات التي تحاك  للنيل من استقراره وتماسك نسيجه وكانت لديه قناعة جازمة بأن وعي أبناء هذا الوطن وفطنتهم وتماسكهم ستظل الصخرة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات ولترتد تلك السهام المسمومة لصدور أصحابها .
رحم الله الوزير الإنسان والوطني الشريف ابن الدقهلية  محمد عبد السلام المحجوب وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة فقد كان نموذجا من الرجال الذين يضن علينا الزمان بهم  .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة