أسامة عجاج
أسامة عجاج


الحوثى - إيران البحث عن السر

أسامة عجاج

الثلاثاء، 01 فبراير 2022 - 05:32 م

تعددت الأسئلة حول أسباب الهجوم الحوثى الأخير على الإمارات ، ولكنى سأحاول الإجابة عن تساؤل كاشف عن حقيقة الموقف الإيرانى من ذلك الهجوم، خاصة وأن العلاقة العضوية بين الطرفين ليست خافية على  أحد ، فالجماعة أحد أذرع طهران فى المنطقة، لا تختلف عن حزب الله فى لبنان، أو العديد من ميليشيات الحشد الشعبى فى العراق، أو مجموعات فى مملكة البحرين ،

ناهيك عن التواجد الإيرانى فى سوريا باعتباره مع الروس أحد أسباب بقاء النظام منذ عام ٢٠١٥  ،فالنفوذ الإيرانى فى اليمن يحقق لها مصلحة كبري، من خلال التواجد على شواطئ البحر الأحمر، وعلى مضيق باب المندب الاستراتيجى ، ناهيك عن إمكانية تهديد أحد أذرعها للخاصرة الجنوبية للسعودية، ولعل سبب التساؤل يعود إلى أن الهجوم الإرهابى الحوثى على الإمارات،

توافق مع تطورات إيجابية فى مسار العلاقات الإيرانية الخليجية، خاصة الإمارات والسعودية ، والأخيرة سمحت لبعض الدبلوماسيين باستئناف نشاط عدد من دبلوماسى طهران لها فى منظمة التعاون الإسلامى فى جدة، وقيل إن الخطوة استعداد لفتح القنصلية الإيرانية فى المدينة،

فى إطار الإعداد لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقد خطت العلاقات بين الإمارات وإيران خطوات أوسع ، من خلال الزيارة التى قام بها الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومى الإماراتي، ولقائه مع كبار القادة هناك ومنهم الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي، ونظيره الإماراتى على شمخانى . 


نحن أمام ثلاثة احتمالات لتفسير الموقف الإيراني، خاصة وأنه  استثناء من كل دول العالم، التى أدانت ذلك الاعتداء الإرهابي، بشكل واضح وصريح لا لبس فيه، (الاحتمال الأول) ،وهو الأقرب للمنطق، ان إيران متورطة وداعمة للهجوم، اعتمادا على سوابق التاريخ القريب، وآخرها اعتراض البحرية الأمريكية أكثر من مرة لسفن إيرانية محملة بالأسلحة والذخائر، كانت فى طريقها إلى جماعة الحوثي، وأيضا نوعية الأسلحة المستخدمة، والتى تجاوزت الطائرات المسيرة بعبواتها المتفجرة المحدودة، إلى صواريخ بالستية وأخرى كروز ،والهدف فى هذه الحالة إرسال رسائل فى اتجاهات مختلفة، فى الخليج وإلى الدول الأعضاء فى مباحثات فينيا للبرنامج النووى الإيراني، بضرورة رعاية مصالح إيران فى المنطقة، وإظهار قدرتها على استخدام أذرعها السياسية والعسكرية فى المجال العربى فى أى وقت ،  أما (الاحتمال الثاني) فهو ان إيران لم تكن على علم بالهجوم، وفوجئت به ولكنها لم تستطع إدانته ، وهو احتمال خطير، فهو يعنى أن الجماعة خرجت عن (الطوع الإيراني) وانهت (كفالة طهران)

 وأصبح لها أهداف ومصالح مختلفة، وغير متطابقة، وهذا نذير للفوضى، وعلينا أن نتوقع عمليات كارثية، ويمكن تفسير ذلك بمخاوف حقيقية لدى جماعة الحوثي، بأنها أول من سيدفع ثمن التقارب الخليجى الإيراني، وفى القلب منه الإماراتي، فسعت إلى تخريبه أو تأجيله، وذلك لتحسين شروط أى تسوية سياسية قادمة، قد يتم فرضها عليها لأسباب إيرانية أو دولية فى المرحلة القادمة، أما (الاحتمال الثالث) فقد يكون ان الإيرانيين عرفوا بالهجوم ،ولم يتدخلو لمنعه بشكل حاسم وواضح، لأنه فى نهاية الأمر، يحقق لها بعض أهدافها ، دون أن تتصدر المشهد ،أو تكون فى الصفوف الأمامية للصراع الدائر منذ سبع سنوات . 


مهما كان الأمر فنحن أمام لعبة خطرة، باستمرار الهجمات على السعودية والإمارات، والتى  تؤشر لمرحلة جديدة من تلك الحرب، سيدفع ثمنها الشعب اليمني، وتدفع باتجاه الفوضى فى المنطقة، ناهيك أن المستفيد الأكبر منها قوى من خارج الإطار العربي، وفى القلب منها إسرائيل، والأدلة على ذلك واضحة ، فمن يعى الدرس ؟وهل نشهد جهداً صادقاً وحقيقياً، وتوافر لإرادة يمنية أولاً، وإقليميا ودولياً ،فى وضع حد لها، أتمني!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة