الثلاثاء، 01 فبراير 2022 - 05:35 م

يخط بيده اليسرى أقوى الكلمات فى نسق بلاغى سامق..

تنحنى الحروف لتطاوع أفكاره المتدفقة لتنساب على الورق سبائك من الذهب.دائما ما انحاز النبيل ياسر رزق إلى ما اعتقد أنه صواب رغم ما كلفه ذلك من ثمن، لكن نشهد الله إنه لم يحجر على رأى مهما خالف قناعاته أو وصلت المفاصلة مع وجهات نظره إلى آخرها. يكفيه» نشرة أخبار الفساد» البارزة على الصفحة الأولى لجريدتنا الأخبار طوال أيام يناير المجيدة وما بعدها والتى تفضح جرائم بطانة مبارك، وهى الفترة التى شهدت فيها الصحافة المصرية قمة فوران حريتها بشكل لم تعهده من قبل.

فجر وقتها ياسر رزق الطاقات الكامنة داخل صحفيى أخبار اليوم الشبان وكتابها  وشيوخها لتظهر أقوى التحقيقات الصحفية عن جرائم عهد مبارك وأجرأ الحوارات مع ضحايا هذا العصر، واذا عدت عزيزى القارئ إلى مقالات وتحقيقات وحوارات هذه الفترة سيشتعل شعر رأسك شيبا من هول ما أتيح من حرية. كل هذا بفضل إيمان ياسر رزق بحرية للصحافة حدودها سماء الله الواسعة وأفاق أرضه  الشاسعة.

لم نر يوما قط قلما أحمر فى يده. فهو المهنى المتدثر بعباءة من القيم الصحفية الأصيلة سار عليها دون انثناء أو انحناء. لذلك أحبه الصغير قبل الكبير وعامل النظافة قبل المسئول الرفيع . التواضع  والألفة والإيلاف شيمته فلا يستنكف أن يقف ليسمع شكوى ساعٍ مر بضائقه فيحلها له فورا. فكان حقا على الجميع أن يذكروه بالخير ويودعوه بدموع القلب قبل العين.

ويتبارى كثيرون فى أن يهبوا لروحه  الطاهرة ختمات قرآنية. حزنت لفقده أشد الحزن واشتد حزنى لعجزى بأمر الأطباء عن مغادرة الفراش بفعل أزمة صحية عاتية، فلم أتمكن من المشاركة فى وداعه الأخير،وعزائى أننى عكفت على الدعاء له فى كل سجداتى بأن يعامله ربى بفضله لا بعدله وبإحسانه لا بميزانه وأن يوسع فى قبره مد بصره، وأن يحسن إليه ويغفر له ويرحمه برحمته التى وسعت كل شيء.

وعزائى إلى زميلتى الصابرة زوجته الفاضلة أمانى ضرغام وأن يربط على قلبها وقلب السيدة الفاضلة  والدته وأولاده الكرام وأن يلحقنا به على الإيمان الكامل. ونختم بدعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زيارته للمقابر»اللهم رب هذه الأرواح الباقية والأجساد الفانية والعظام النخرة التى خرجت من الدنيا وهى بك مؤمنة أدخل عليها روحا منك وسلاما منا».