غلاف سنوات الخماسين
غلاف سنوات الخماسين


صاحب صورة غلاف «سنوات الخماسين»: رفضت فلوس من ياسر رزق فوهبني مكافأة أكبر

أمنية فرحات

الثلاثاء، 01 فبراير 2022 - 05:50 م

رحل عن عالمنا فجر الأربعاء الماضي، أحد رموز الصحافة في مصر والوطن العربي، الصحفي الإنسان صاحب القلم الجريء ياسر رزق .

بين الصدمة والحزن عاش محبيه يوما من أصعب الأيام التي مرت في ذاكرتهم، فقد كان صاحب بصمة ومواقف إنسانية خرجت للعلن بعد وفاته على لسان من أحسن إليهم من كبير وصغير.

قبل أن يرحل "رزق" قرر أن يكتب كل ما لديه من كواليس وأسرار عن ثورة 25 يناير، خرج إلينا بكتاب جديد من مؤلفاته يحمل عنوان "سنوات الخماسين بين  يناير الغضب ويونيو الخلاص".
 
قرر "رزق" أن يسطر بحروف من نور ما عاشه عن قرب من  أحداث يناير 2011 وحتى يونيو 2013، وهي الفترة الصاخبة والمليئة بأهم الأحداث التي غيرت وجه الحياة في مصر.

حمل كتاب "سنوات الخماسين" صورة غلاف تعبر عما حدث خلال هذه الفترة، من خلال مشهد يجمع ملايين المصريين وهم يحتشدون دفاعا عن أحلامهم والإشارة بعلامة النصر لتؤكد أن ثورة يناير بداية الغضب الذي انتهي في يونيو بالخلاص والنصر.

كان لـ "بوابة أخبار اليوم" لقاء مع  "تحسين بكر" أحد مصوري "المصري اليوم" صاحب صورة غلاف سنوات الخماسين، للتعرف على كواليس أخر لقاء جمع بينه وبين الكاتب الصحفي "ياسر رزق".

يقول "تحسين": في أواخر شهر نوفمبر الماضي، تحدث إلي هاتفيا " حسام دياب " رئيس قسم التصوير في "المصري اليوم" سابقا، وحاليا رئيس قسم التصوير في موقع "مصراوي" ، وهو من أكبر المصورين في مصر والشرق الأوسط، ليخبرني أنه تم إختيار صورة من أرشيفي لتكون غلاف كتاب "سنوات الخماسين للكاتب الصحفي "ياسر رزق" الأمر الذى أثار الدهشة والسعادة لدي، وأخبرني بأن الاستاذ ياسر رزق سيتحدث إلى هاتفيا.

وأضاف: وبعد مرور 15 دقيقة، رن هاتفي وكان الأستاذ ياسر رزق، وقال لي أنه يبحث منذ فترة عن صورة غلاف تناسب محتوى الكتاب، بحث في عشرات الألاف من الصور عند كل المصوريين، حتى وجد أن هذه الصورة التي تعبر عن ما يجول في خاطره للتعبير عن تلك المرحلة التي يتحدث عنها كتاب سنوات الخماسين، فأخبرته أن هذا شرف عظيم لي لم أكن أتوقعه، فعرض علي مبلغ من المال لكنني رفضت بشدة قائلا: "شرف لي أن يتم وضع صورة لي على كتاب يحمل إسم ياسر رزق فهذا أكبر ثمن في حياتي والكنز اللي هعيش بيه" فأخبرته أني لي طلب واحد وهو نسخة من الكتاب.

وتابع: وفي صباح أحد الأيام ذهبت إلىه في مكتبه بمؤسسة "أخبار اليوم"، وكعادته الإنسانية رحب بي وتحدث معي وسألني عن مكان عملي حاليا، فأخبرته أنني تركت عملي بالمصري اليوم منذ عام، وأعمل حاليا في أحد المواقع، فأخبرني أنه سيبحث لي عن فرصة عمل جيدة بجانب عملي الحالي، ورفع سماعة التليفون وتحدث هاتفيا إلى أحد المسؤلين في إحدى المواقع، وقال له: "أنا عندي مصور هايل لو محتاج مصور قولي"، وفتح درج مكتبه وأعطاني نسخة من كتابه مكتوبا عليها إهداء لي بخط يده، وأعطاني ظرف فيه مبلغ من المال، وأخبرني انه لن يتركني دون الحصول على فرصة عمل.

غادرت مكتبه وأنا سعيد أن يلهمني القدر لقاء ياسر رزق والحديث معه، لن أنسى كلماته لي ونصائحه الغالية عندما أخبرته بأنني قضيت عام كامل في منزلي دون عمل، نظر لي وقال: "إوعى تفقد ثقتك في الله خلى سقف أملك في الله ملوش نهاية ربنا هيوسعها عليك " .

وذكر أيضًا: وأخبرني  أنه مرت عليه لحظات كثيرة تعرض فيها لعثرات مادية كثيرة، وحكى لي أحد المواقف، قائلًا: "في أحد السنوات كنت لا أملك سوى 17 ألف جنيه، وكانت أمي تريد الذهاب للأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وكان هذا المبلغ هو سعر تذكرة الحج فأعطيتها المبلغ وكان هو أخر ما أمتلك في حياتي، ولأن الله كريم لا ينسى أحد رزقنى الله في اليوم التالي نفس المبلغ الذي أعطيته لأمي ليخبرني الله بعطف أن الرزق بيده".

وتابع: حدثني أيضًا أنه وفي يوم 4 يناير ذهبت إلى معرض شعبة المصوريين في ساقية الصاوي، اتصل بي هاتفيا وأخبرني غدا الساعة الرابعة عصرا تذهب إلى أحد المسئولين عن موقع إخباري كبير وذهبت بالفعل ولم أجده لإرتباط خاصة به، وقابلتنى السكرتيرة وذهبت بي لمدير التحرير في هذا الموقع، وتحدث معي ووعدني بالإنضمام للعمل معهم وقال لي حرفيا "أنت جاي بتوصية من الغالي"، ولكن كان للقدر كلمة أخرى ورحل الإنسان ياسر رزق.

اقرأ أيضا .. نعيد نشر مقال «حدث منذ ٦٥ عامًا» للكاتب الصحفي ياسر رزق


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة