صورة موضوعية
صورة موضوعية


دراسة: الخلايا المناعية المقاومة لنزلات البرد يمكنها التصدي لـ«كورونا»

سارة شعبان

الثلاثاء، 01 فبراير 2022 - 09:27 م

تعد مناعة الجسم من العناصر المهمة في مواجهة فيروس كورونا المستجد، فكيف يعمل هذا الجهاز ويتفاعل مع اللقاحات المضادة لكوفيد-19.

يتكون جهاز المناعة من أجزاء أبرزها "خط الدفاع الأول" ويتضمن الخلايا المناعية التي تنبه الجسم إلى أي هجوم، وتستوطن الخلايا المصابة، وتنشط ما يعرف باسم جهاز المناعة "التكيفي"، ذا الدور الأساسي في التمتع بالمناعة بالمستقبل.

وكشفت دراسة جديدة أن المستويات العالية من الخلايا المناعية الواقية، التي تقاوم بعض نزلات البرد الشائعة، بمقدورها أيضاً تقليل احتمالية إصابة الأشخاص بـ"كوفيد- 19".

اقرأ أيضا| رئيس لجنة كورونا: الدولة توفر أدوية لمرضى «كوفيد» بالمجان

وفقاً للدراسة، التي صدرت عن "إمبريال كوليدج لندن" في المملكة المتحدة، اكتشف الباحثون مستويات أعلى من الخلايا التائية ضد أنواع محددة من نزلات البرد لدى الأشخاص الذين لم يصابوا بكوفيد أثناء مخالطتهم لشخص مصاب بالمرض.

وكانت الأمراض السابقة الناجمة عن فيروسات كورونا مختلفة ومرتبطة بفيروس "سارس- كوف–2".

وتوصلت النتائج إلى دليلاً إضافياً على التأثيرات الوقائية للخلايا التائية، وهي سلاح الجهاز المناعي الذي حظي بانتباه متزايد مع دخول الوباء في عامه الثالث، في حين تؤدي المتغيرات الجديدة مثل "أوميكرون" إلى تراجع مستويات الحماية التي يوفرها اللقاح، وذلك حسب ما نشرته مجلة "نيتشر" (Nature Communications).

تقول ريا كوندو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، والباحثة في المعهد الوطني للقلب والرئة التابع لـ"إمبريال كوليدج": "التعرض لفيروس( سارس– كوف–2) لا يؤدي دائماً إلى الإصابة بالعدوى، وحرصنا على فهم السبب في ذلك، ووجدنا أن المستويات العالية من الخلايا التائية الموجودة مسبقاً، التي أنشأها الجسم عند الإصابة بفيروسات كورونا البشرية الأخرى مثل نزلات البرد، يمكن أن تحمي الإنسان."

وكشفت فريق العلماء البريطاني عن عينات دم من 52 شخصاً عاشوا مع شخص ثبُتت إصابته بفيروس كوفيد، ولم يصاب نصفهم بالعدوى.

يقول سام فاضيلي، محلل أقدم لقطاع المنتجات الصيدلانية بـ"بلومبرغ إنتليجنس" في لندن، إن هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الدليل على حدوث تف متبادل من الخلايا التائية، وهناك حاجة لأبحاث أكثر لمعرفة كيف يمكن تطوير لقاحات أفضل في ضوء هذه الرؤية.

بالمقارنة مع الأجسام المضادة، تميل الخلايا التائية إلى البقاء على قيد الحياة لفترة أطول في الجسم، وبمقدورها قتل الخلايا المصابة، مما يمنع الإصابة بأمراض خطيرة.

يقول بيتر إنجليش، الرئيس السابق للجنة العامة للأدوية التابعة للرابطة الطبية البريطانية، في تصريحات نشرها المركز الإعلامي للعلوم في المملكة المتحدة، إن الخلايا التائية تميل أيضاً إلى مهاجمة مجموعة أكبر من مسبّبات الأمراض ذات الصلة بالفيروس أكثر من الأجسام المضادة، مما يسمح بدرجة أعلى من الحماية المتبادلة ضد فيروسات أو سلالات مختلفة.

وتحجب الأجسام المضادة، التي تحفّزها لقاحات "كوفيد"، بروتين "سبايك"، الذي يستخدمه الفيروس لاختراق الخلايا. وتميل هذه الجرعات إلى فقدان فعاليتها عندما يتعرض البروتين لمتحولات كبيرة، كما حدث في متغير "أوميكرون".

ويقول العلماء، إن الخلايا التائية، التي تم إنتاجها استجابة لفيروسات كورونا الأخرى، تستهدف البروتينات الداخلية الداخلة في نطاق "سارس– كوف– 2".

ذكر مؤلفو الدراسة أنَّ مثل هذا النهج يمكن أن يساعد في تطوير لقاح شامل، وبمقدوره منع العدوى من المتغيرات الحالية والمستقبلية.

يقول كوندو من "إمبريال كوليدج": "البروتينات الداخلية التي تستهدفها الخلايا التائية الواقية، والتي حددناها تتطور بشكل أقل بكثير". وأضافت: "اللقاحات الجديدة، التي تتضمن هذه البروتينات الداخلية المحفوظة، ستؤدي بدورها إلى تحفيز استجابات الخلايا التائية الواقية واسعة النطاق، والتي يجب أن تحمي من المتغيرات الحالية والمستقبلية".

هناك بعض التحفظات على نتائج الدراسة، فبحسب البيان؛ كانت الدراسة صغيرة، و88% من المشاركين من ذوي الأصول العرقية الأوروبية البيضاء.

اختتمت "كوندو" موضحة أن أفضل طريقة يمكن للأشخاص حماية أنفسهم بها من "كوفيد" هي الحصول على جرعات التطعيم الكاملة، بما في ذلك تلقي جرعة معززة.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة