الأربعاء، 02 فبراير 2022 - 04:25 م

على مدار 30 عاما ، يصعد فيها المنبر، يلتزم بتعليمات وزارة الأوقاف، خطيبا مفوها، حريص على تطبيق صحيح الدين الإسلامي، لم يتأخر يوما عن عمله، حسن السير والسلوك بشهادة رؤساءه بالعمل، حتي أتى يوم الإحالة للمعاش، يودعه زملائه بالعمل متمنين له حياة جديدة بعد الستين، ولكن كانت هناك صدمة فى إنتظاره مع موظفى الشئون الإدارية بمديرية أوقاف سوهاج، فيعد أن صعد المنبر، قرابة الثلاثون عاماً، والكل شهد وبصم بالأربع أنه أمام وخطيب ، بداية من دراجته البخارية التي يستقلها، نهاية بعصاه التي يتوكأ عليها.. إلا مديرية أوقاف سوهاج كان لها رأي آخر في ذلك.
حيث عمل الشيخ صلاح محمد محمود كإمام وخطيب بمديرية أوقاف سوهاج قرابة الثلاثون عام، وعند ذهابه لتسوية المعاش وجمع أوراق ملفه لتقديمه للمعاشات لم يجد قرار تعيينه بمديرية أوقاف سوهاج ، فلقد ضاع القرار بين «رزم» المستندات والأوراق المتناثرة في كل أرجاء المكان، فتش «الموظف» المباشر للعمل هناك في الأدراج ، والأرفف ، ولم يعثر علي القرار ، إضافة إلي قيامة بتشغيل جهاز الكمبيوتر ليبحث عليه فلم يجده أيضاً، ليتضح أنه لم يتم تسجيل  القرار علي أجهزة الحاسب الآلى.
فيقول «الشيخ صلاح» بداءت  الدراسة في كلية أصول الدين جامعة اسيوط عام 1986م ، وتخرجت منها بتقدير عام جيد، ثم إلتحقت بالجيش لمدة عام، ثم جاء قرار تعيني يوم 1/1/1992م وبعد صدور قرار تعيني ، كأمام وخطيب لمسجد اولاد الشيخ بمدينة جهينة ،عكف الشيخ علي العمل والخطابة لفترة تجاوزت الثلاثون عاماً ،دون كلل او ملل من ذألك ، حتي جاءت الحظة الفارقة والتي ينهي فيها الموظف مرحلة العمل لينتقل لمرحلة المعاش، وذهب للمديرية الأوقاف بسوهاج ليجهز أوراقه، حينها اكتشف أن قرار التعين لا وجود له إطلاقاً.. وكأن الريح أخذه، أو مسحوراً أخفاه من بين المستندات، والأوراق المتجمعة في المكان، وبرهن له الموظف المسئول أن قرار التعين قد ضاع أو قد «قطع» ورمي ضمن الأوراق الغير لازمة .
«الأوراق الضائعة .. من المسئول عنها»
لم يكن قرار الشيخ صلاح الوحيد من بين تلك الملفات، بل يوجد عشرات القرارات الآخري  الضائعة ، من بين ادراج مديرية أوقاف سوهاج، حينها إشتكي الشيخ صلاح للمسئول هناك ماذا يفعل الآن حيال تلك الكارثة التي أحلت به، قال له المسئول آنذاك، عليك بالتوجه لوزارة الأوقاف بالقاهرة لإستخراج «قرار تعين جديد» الأمر الذي يصعب فعله ويحتاج إلي جهد كبير لعمله، ويبقي السر الدفين خامل بين جدران المديرية ، والسؤال الذي يطرح نفسه مع كل مره لم يوجد فيها ورقة للتعين، أين اختفت قرارات التعيين لبعض الأشخاص المعينين في مطلع التسعينيات.

اقرأ أيضا | الأوقاف: انطلاق مشروع صكوك الإطعام الخميس المقبل بتوزيع 25 طن لحوم