أم كلثوم وزكى طليمات وفؤاد شفيق فى فيلم «نشيد الأمل»
أم كلثوم وزكى طليمات وفؤاد شفيق فى فيلم «نشيد الأمل»


كنوز | أزمة اللقاء الأول بين «ثومة» وزكى طليمات

عاطف النمر

الأربعاء، 02 فبراير 2022 - 04:56 م

يروى الفنان القدير زكى طليمات فى كتابه «وجوه وذكريات» واقعة طريفة حدثت له مع أم كلثوم عندما كان يشاركها فيلم «نشيد الأمل» فيقول : «جرى هذا الموقف عندما قدمنى إليها أحد المساهمين بالمال فى إنتاج الفيلم وهو صاحب مال ووجاهة وكرش، وعرف بتعاطى العبوس والآراء المتخلفة، ويبدو أن هذا الوجيه شاء أن يذكرنى بطريق غير مباشر بما يجب أن أكون عليه من مظاهر الخلق الطيب فى معاملة أم كلثوم،

فانطلق يعدد محاسن نشأتى ودماثة خلقى، والحياء الذى يصبغ الخدين بلون الورد إذا وقفت بين يديه أى سيدة فما بالكم بأم كلثوم، وكنت أصغى وأنا مطرق إلى الأرض محاولًا كتم أنفاسى فيما عدا ما يسمح لى بالتنفس من أجل أن يكتسب وجهى ذلك اللون الأحمر الذى كان يتحدث عنه، وما كاد الوجيه ينتهى حتى قالت أم كلثوم فى سخرية «ما شاء الله.. يا أهلًا بالشباب المستعصى..

الشباب الناهض.. عد يا شاطر من واحد لعشرة عشان أسمع صوتك»، ودون أن أدرى أخذت أعد «واحد.. اثنين.. ثلاثة» ثم أفقت لأكتشف أنها كانت تمزح بسخرية !!..

وكنا أمام الكاميرا فى مشهد عاطفى دافئ يقتضى منى حسب السيناريو أن أطوق خصر أم كلثوم بيدى وما كدت أنجز هذه الحركة حتى ارتفع صوت كريه من جانب أحد العمال يصيح محذرًا «إيدك يا حنش»، فأخرجتنى هذه الكلمة من حالة الاندماج مما جعلنى أندفع بكل قوة نحو هذا العامل وأخذت أدق وجهه بقبضة يدى فتدخل المخرج توجو مزراحى معتذرًا بأن هذا العامل من «مجاذيب» الست أم كلثوم.

بعدها أعطانى المخرج الإشارة لكى أعانق أم كلثوم عناقًا حارًّا وأطبع على فمها «قبلة» الشوق بعد الفراق حسب أحداث الفيلم، فتقدمت من أم كلثوم بحذر ومازال صوت العامل يصرخ فى داخلى بعبارة «إيدك يا حنش»، الأمر الذى جعلنى أطبع «القبلة» التى لم ترضِ المخرج واعتبرها باردة وأمر بإعادة المشهد بحرارة وصدق.

وما أن دارت الكاميرا حتى فوجئت بالوجيه المتزمت يصيح مطالبًا بوقف التصوير وهو يقول لى: «إحنا يا أستاذ فى مصر مش فى أمريكا.. إيه البوسة الطويلة دى؟!»، ابتلعت الغضب فى داخلى ونظرت للمخرج ولأم كلثوم التى التزمت صمت الحكيم فأخذ الوجيه يبرطم متحدثًا عن الآداب العامة والخاصة، فأحسست بنفسى تثوروارتميت على مقعد بعيد عن ميدان المعركة ووضعت رأسى بين يدى ولا أعرف كم من الوقت مكثت وأنا على هذا الحال، ولم أنتبه إلا على وقع أقدام تقترب منى فرفعت رأسى لأجد أم كلثوم وهى تهمس فى أذنى قائلة: «مثل زى ما انت عاوز..

وأعطِ الدور كما يتطلب منك ولا يهمك»، دارت الكاميرا مرة أخرى وكانت عيون العمال تحاصرنى ووجه الوجيه المتزمت يطاردنى ولكننى لم أعبأ بكل هذا بعد أن تلقيت الأمر من صاحبة الأمر فقبلتها كما يقتضى الدور وعندما صاح المخرج: «كويس خالص..

أحسنت يا أستاذ»، التفت مذعورًا إلى الوجيه المتزمت فلم أجده، غادر المكان وهو يصب لعناته على اليوم الذى شارك فيه فى إنتاج الفيلم!!.


زكى طليمات - من كتاب «وجوه وذكريات»

إقرأ أيضاً|كنوز | فاطمة رشدي.. جميلة الزمن الجميل

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة