إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

مصر أولا.. قولا.. لا فعلا

الأخبار

الخميس، 03 فبراير 2022 - 06:57 م

هل تذكرون حين خاض فريق الأهلى المباراة النهائية لدورى أبطال أفريقيا قبل بضعة شهور.. وكيف كانت طموحات وأحلام جماهيره الكبيرة فى الفوز باللقب العاشر والتأهل لكأس العالم للأندية بالإمارات..

يومها عبرت الملايين عن فرحتها وانتظارها لتحقيق فريقها نتائج جيدة وإنجاز جديد فى المونديال استفادة من إقامة الحدث العالمى فى العاصمة الإماراتية ووسط الآلاف من الجماهير المصرية..

وظل الكل يتلهف.. وسط أحلام كبيرة. 


تذكروا هذا، وقارنوه بردات فعل الملايين من جماهير الأهلى تحديدا وهى تتخلى عن حلمها المونديالى لفريقها متفهمة لقيمة ما تقدمه من دعم لمنتخب وطنها حتى وإن كان هذا بحرمان فريقها من كل عناصره..

 لكنها سعيدة وهى تتابع تبخر هذه الأحلام فقط من أجل المنتخب الوطنى ومنافساته فى الكان.. تذكروا. وقارنوا لتدركوا قيمة ما يحققه المنتخب ونجومه.


الأهلى وهو يخوض منافسات كأس العالم للأندية فى «أبو ظبي»؛ يفتقد ثمانية من لاعبيه الأساسيين المؤثرين، لكن جماهيره الكبيرة، ومن قبلها رئيس النادى الكابتن محمود الخطيب الذى جدد وشدد على أن مصلحة مصر وفريقها الوطنى قبل كل شيء واى اعتبار، تقدم الدليل الناصع والبرهان الأكيد على يقظة الحس الوطنى لدى هذه الجماهير الغفيرة وتعظيمها لمصلحة المنتخب وتقديم مصلحته فوق كل اعتبار حتى لو كان هذا بالتخلى عن احلام المونديال الكبيرة.. وهذه نقلة مهمة.


كثيرا ما تتعرض جماهير الكرة عامة للاتهام بالتعصب الاعمى أو عدم الترتيب الجيد للاعتبارات عندها.. لكن لو رصد أحد ردات فعل الجماهير ودرجة تفاعلها وحماستها الوطنية وتفاعلها الكبير مع المنتخب الوطنى ومبارياته ونجومه.. لأدرك من الزحام الشديد فى حدائق مقرات النادى الأهلى والزمالك والاتحاد وغيرها من الأندية ومراكز الشباب بل وعلى المقاهى الشعبية وفى المولات والأماكن السياحية، حجم التدفق الشديد فى الحس الوطنى والتفاعل مع منتخب مصر ونجومه.. وهو  تطور لو تعلمون عظيم.


وبعيدا عن نتيجة مباراة الأمس بين المنتخب الوطنى مع الكاميرون والتى رأيناها صعبة وشاقة وتحتاج لتركيز شديد وتوفيق كبير من جانب زملاء صلاح لمواجهة هدير المدرجات وزئير الأسود ومخاوف التحكيم، فإننا نرى أننا بصدد جيل جديد للكرة المصرية يولد من على أرض الكان..

جيل يمثل منتخبا قويا قادرا على تحقيق الطموحات الكبيرة للجماهير..

جيل يقوده أحسن لاعب فى العالم وفخرنا ومصدر زهونا محمد صلاح يستحق أن يذهب بعيدا.


المنتخب الوطنى وبعيدا عن الكان، أمامه تحد كبير لبلوغ كأس العالم. بالدوحة من بوابة السنغال  الشهر المقبل، وهى مواجهة تحتاج منا جميعا الحفاظ على وحدة الفريق ومعنويات لاعبيه وثقة جماهيره وتجمعها واصطفافها على مختلف انتماءاتها وألوانها خلف الفريق الوطنى وعلم مصر..


مكاسب الكان كثيرة وحصاد الفراعنة فيها كبير، لكن الأمر بحاجة للحفاظ على ما تحقق والبناء عليه.


 كان البعض يظن أن اهتمام ملايين الجماهير المصرية بالكرة ونجومها وشئونها قد بهت وتراجع لمصلحة اهتمامات أخرى بينها الكرة العالمية ونجومها، لكن جاءت الكان لتعبر ليس فقط على تعظيم الجماهير مصلحة فريق الوطن فوق كل الاعتبارات ولكن لتأكيد شغف الجماهير بالكرة المصرية ونجومها ومتابعة ملايين الجماهير لمباريات المنتخب وفرحتها بكل زملاء صلاح من دون تفرقة بين انتماء هذا اللاعب أو ذاك..

نظرة واحدة على المقاهى تكفى دليلا.. وهو دليل لو تعلمون عظيم.


كرة القدم قادرة على تحقيق السعادة وضبط المزاج العام وبث الروح الإيجابية وتحقيق اللحمة الوطنية وكلها مكتسبات مهمة تحتاج لتنظيم جاد لأوضاع اللعبة الشعبية..

ويكفى أن من هذه الفوضى تعرض الأهلى وهو يمثل الكرة المصرية والأفريقية فى المونديال بحرمان فريق بالكامل تقريبا بسبب تخلينا عن تأثيرنا على قرار عادل من الكاف أو تواصل فعال ومنصف مع الفيفا.. دورنا الغائب حقيقة هو ما عرض الأهلى لهذا الإهدار الواضح لأبسط حقوقه العادلة جدا.

والتى بسببها اتهم الجنوب افريقى بيتسو موسيمانى مؤسسة الفيفا بالعنصرية وإهمال حقوق ناديه حفاظا على حق تشيلسى فى الوجود بالبطولة!


كرة القدم لدينا تحتاج لمزيد من ترتيب أوراقها ومزيد من الضبط والربط لشئونها وإعلامها الرياضى الأشد احتياجا لبث الوعى وضبط الأداء والتخلص من وليمة الفوضى والجهل الفضائية!
مصر أولا.. فعلا لا قولا..


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة