يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

نجيب محفوظ بين القصة والرواية

يوسف القعيد

الخميس، 03 فبراير 2022 - 08:23 م

بعة جديدة من كتابين من أهم الكتب التى صدرت عن نجيب محفوظ فى حياته للناقد إبراهيم فتحى. منهما كتاب: العالم الروائى عند نجيب محفوظ. وهو العمل الذى اعتبره نجيب محفوظ أفضل كتاب نقدى عن أعماله الروائية.


إبراهيم فتحى "1931 - 2019"، له ترجمات عديدة، علاوة على كتاباته النقدية. وهو ناقد أدبى قضى عمره فى متابعة الأعمال المصرية والعربية والعالمية بقدر من الحب الذى مكَّنه من متابعة الأعمال الأدبية.


هذه الطبعة الجديدة صدرت بإشراف الدكتورة هناء سليمان، وفيها كتاب: نجيب محفوظ والقصة القصيرة. وكتاب آخر عن روايات: الثلاثية، وأولاد حارتنا، والحرافيش. حيث درس الروابط الملحمية بين الروايات الثلاث التى تُعد من أهم أعمال نجيب محفوظ. وهذا باعتراف المؤلف فى حياته.


يقول الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة. والصديق المُقرَّب من نجيب محفوظ، والذى أملاه نجيب محفوظ بعض أحلامه فى أيامه الأخيرة عندما توقفت القدرة على الكتابة عنده.

وهذا لم يحدث إلا مع حسين حمودة، يقول عن هذا الكتاب كما هو مدوَّن فى التقديم وعلى غلافه الخلفى:
- فى هذا الكتاب يتوقف الأستاذ إبراهيم فتحى ليحلل بقدر هائل من العمق والإحاطة والشمول جوانب مهمة فى إبداع نجيب محفوظ. ومن هذه الجوانب قصص محفوظ القصيرة ومسرحياته القصيرة أو حوارياته، أو ما كان نجيب محفوظ يحب أن يسميه النصوص الدرامية.


وفى هذا الكتاب سمات عظيمة ظلت علامات على أعمال إبراهيم فتحى، ومنها: الحرص على اقتناص ما هو جوهرى فى النص الأدبى، وتقصى أبعاد الفكرة أو القضية الواحدة فى مجمل أعمال الكاتب. والوصل بين العمل الأدبى والسياقات المتنوعة التى تحيط به فى الثقافة المحلية والإنسانية معاً، والاحتفاء بالقيمة الجمالية الكامنة. وأحياناً الغافية فى أعماق النص. والاستناد فى ذلك كله إلى وعى فلسفى عميق، وإلى خبرة وذائقة عظيمتين، وإلى روح نقدية تُعد فى حد ذاتها ضرباً من ضروب الإبداع.. لو زرت جناح دار الشروق فى معرض الكتاب بدورته الأخيرة، ستجد عشرة مجلدات هى كل الأعمال الأدبية التى أبدعها نجيب محفوظ. وهذا ما لا تجده فى أى دار نشر أخرى.


يكتب إبراهيم فتحى فى مقدمة كتابه الأول:


- السمة المميزة لعالم نجيب محفوظ الروائى القصصى هى العكوف على اكتشاف الحاضر فنياً. وليس الحاضر هو الواقع الخارجى. بل هو معاصرة متدفقة متحولة فى تلقائية فورية لا تعرف اكتمالاً. ويتطلب الحاضر استمراراً فى حركته نحو مستقبل لا يعرف تعيُّناً.


وفى عالم محفوظ نجد أن الحاضر لا يبدأ من كلمة أولى ولا ينتهى بكلمة أخيرة. فهو صيرورة لا تنقطع. لأنها متعددة الاتجاهات حافلة بإمكانات لا تتجسد ولا تتحقق. وبذلك يفقد كل معطى من معطيات الواقع طابعه الجاهز فى غمرة تدفق الحياة. وتُنقل صورة الشخصية الإنسانية لمنطقة الاتصال المباشر بالتلامس الحميم مع صيرورة محيِّرة.


رحم الله إبراهيم فتحى رحمة واسعة وأمد فى عمر وحياة وإبداع حسين حمودة من الآن وللأبد.


فهل أقترح على الدكتور فتحى عبد الوهاب مدير صندوق التنمية الثقافية اقتناء نسخة من الكتاب لمتحف نجيب محفوظ؟.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة