محمد وحيد
محمد وحيد


محمد وحيد يكتب: وداعًا ياسر رزق.. فارس الصحافة.. ومعشوق الكلمة

محمد وحيد

الخميس، 03 فبراير 2022 - 09:01 م

في رثاء الأستاذ الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق عليه رحمة ومغفرة من الرحمن الرحيم، لم أتأخر يا مشير الصحافة المصرية، وفارس الكلمة ومعشوق الصحافة، لكني عجزت عن الكتابة وعن التفكير في فقدك يا صاحب الفضل، في يوم وفاتك استيقظت كالعادة أطالع قنوات الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي الموثوقة، وصدمت بخبر رحيلك للأبد، وعلمت حينها أنك كنت في مكتبك بدار أخبار اليوم، وجاءك نداء الله بالحق، وفي بداية الأمر رفض عقلي تصديق تلك الواقع الأليم.

كانت لي معك أحداث مؤثرة في حياتي المهنية والشخصية، فدائمًا كنت أجدك الأستاذ والإنسان والفارس المغوار في عالم الصحافة، الغيور على وطنه ضد أعدائه، كما عاصرت بعض مواقفك الإنسانية، وحنوك على كل من يحتاج إليك، بل كنت أنت رحمك الله من كان يسأل عن أحوال أولئك الناس.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر، وعقب ثورة يناير، كان موقفك شجاع وجريء مع أشخاص سُلبت إرادتهم وغُسلت عقولهم ومُلئت بكراهية الوطن ومؤسساته، عندما أتوا إلى دارنا الغراء أخبار اليوم، كي يحرقوها، ولم أنسى رفضك لكل من حولك في الابتعاد عن تلك المواجهة، خوفًا عليك من بطش هؤلاء الأشخاص الملثمون والمسلحون أيضًا بالخرطوش والميليتوف والأسلحة البيضاء، وخرجت أنت إليهم في شارع الصحافة، والأرض تشهد بذلك، وتحدثت إليهم في ثبات وعيون تشبه عيون الصقر، وقلب ينبض بداخله الحب والانتماء للوطن، وقلت لهم: "إنتوا جايين تحرقوا مؤسسة صحفية، إذا لا لسان لحالكم بعد الآن" وهنا وقف جميعهم ينصت ويستمع إليك بكل اهتمام، ولم يحركوا ساكنًا، ورحلوا في صمت.

وأخذني فضولي الصحفي لكي أعرف من هؤلاء ومن أين أتوا، فترجلت خلفهم، وهم يهمسون فيما بينهم، "الراجل ده عنده حق، إحنا نحرق مؤسسات صحفية ليه؟ عشان الفلوس تغور الفلوس يا ناااااااس".. هكذا قال أحدهم وابتعد عن المجموعة التي كانت في طريق العودة لمن أرسلهم، واتجه خلفه أشخاص آخرين وقالوا "إحنا معاك"، وهنا سألته: "أنت كنت بتسأل زملائك عن الشخص الذي تحدث إليكم؟.. قال لي: نعم .. فقلت له إنه الأستاذ ياسر رزق، وهنا دمعت عيناه وأنا معه، وقال صح مفيش غيره يقدر يخرج يكلمنا واحنا جايين نحرقها، فعلًا الراجل ده سكتنا ومعرفناش نرد عليه"، وباغتني بسؤال: "إنت مين بقى يا أستاذ إنت مكنتش معانا وإحنا جايين" فأجبته ويملؤني شعور بالفخر أنا صحفي وتلميذ أستاذ ياسر رزق، نظر إلي وقال لي: "امشي أنت دلوقتي عشان محدش يؤذيك"، فودعته وهو يبتسم لي ويقول: "هو أنتوا كلكوا كده مبتخافوش.. ابتسمت له وقلت: كلنا أخوه في الله هنخاف من بعض ليه؟".

حسبنا الله ونعم الوكيل في أعداء الوطن الذين يريدون تفكيكه وتدميره.

وأخيرًا وليس آخرًا
لا أقول إلا ما يرضي الله ورسوله
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمك الله وغفر لك يا مشير الصحافة المصرية وصاحب الفضل، الإنسان، صاحب الورقة والقلم، الأستاذ ياسر رزق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة