معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب


نجاح جماهيري كبيرl معرض القاهرة للكتاب .. دفء الكتب يبدد صـقيع الشـتـاء

آخر ساعة

السبت، 05 فبراير 2022 - 01:57 م

حسن حافظ

فى الموعد المحدد وأمام بوابات المعرض، أقبل العشاق، عشرات الآلاف من محبى الكتب تراهم يحجون من كل فج عميق فى مصر والعالم العربى، صوب معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 53، ففى أول الأيام زار المعرض 91 ألف محب، وفى اليوم الثانى زاره 127 ألف عاشق، وفى اليوم الثالث تجمع 70 ألف قارئ، أى أن المعرض استقبل 280 ألف زائر فى ثلاثة أيام فقط، لتولد دورة المعرض الحالية من رحم النجاح، فدفء الكتب وونس القراء بدد صقيع موجة شتوية جعلت بعض الأصوات تتوقع تراجعا فى إقبال القراء، لكنهم كانوا على الموعد، واحتشدوا لإنجاح معرضهم، فمعرض القاهرة هو معرض الجماهير، وبحضورهم يكون العرس الثقافى الأول فى العالم العربى قد حقق نجاحه.

 

الملاحظة الأولى أن الجميع يتكاتف لإنجاح المعرض، سواء جهات منظمة أو ناشرين أو جمهور، فالجميع يلتزم بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات من أجل مواجهة فيروس كورونا المستجد، كما استجابت الجهات المنظمة لمطالب الجماهير، وتخلت عن شرط دخول الزوار إلى المعرض مع تقديم شهادة اللقاح، والاكتفاء بتقديم شهادة اللقاح فى حال رغبة الزائر حضور ندوات النشاط الثقافى داخل القاعات، وقد لا تُطلب شهادة اللقاح داخل صالات بيع الكتب بشرط الالتزام بالكمامة والإجراءات الاحترازية، والسماح بالدخول المجانى للأطفال أقل من 12 سنة، وكبار السن، وذوى الاحتياجات الخاصة ومرافقيهم، كما تم السماح بحجز التذاكر عبر الموقع الإلكترونى وكذلك من أمام البوابات لمن يرغب، من أجل تسهيل إجراءات الدخول طوال أيام المعرض الممتد من 26 يناير الماضى حتى 7 فبراير الجارى، فى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل".

وحول حفلات التوقيع التى تنظمها دور النشر فى أجنحة المعرض عادة لتنشيط المبيعات، فقد عادت هذا العام لواجهة المعرض بعد منعها فى الدورة الماضية بسبب الإجراءات الاحترازية، ولن يتم عقد ندوات أو حفلات توقيع إلا بإخطار مسبق وبالاتفاق مع الجهات المنظمة للمعرض، وفى حال مخالفة هذه الإجراءات توقع غرامة مالية على العارض أو الناشر، وفى حال تكرار المخالفة يتم غلق الجناح لنهاية المعرض، ويتم عقد أنشطة المعرض فى مناطق مفتوحة أو شبه مفتوحة خصوصا ما يخص الندوات وحفلات التوقيع، ويتم توفير سيارات كهربائية لأول مرة لتوصيل رواد المعرض بين القاعات، بالإضافة لتخصيص أماكن لاستراحة الزوار، وتوفير مراكز متخصصة فى توفير لقاحات فيروس كورونا بالتعاون وإشراف وزارة الصحة.

ومن الأمور التى يتميز بها المعرض فى دورته الحالية، الاحتفاء الواضح بالطفل، عبر تخصيص نصف قاعة كاملة لدور نشر الأطفال، فى تجربة غير مسبوقة أطلق عليه "معرض كتاب الطفل"، والذى يقدم أنشطة متنوعة تتميز بالتفاعلية بين الأطفال الزوار والقائمين على أجنحة المعرض، بما فى ذلك مسرح للعرائس وأنشطة لذوى الهمم من الأطفال، والألعاب التى تقدم بالمجان لجميع الأطفال، ونجحت إحدى الشركات الخاصة، فى أن تحظى بقبول الأطفال بعدما سمحت لهم بنشر قصصهم، بشكل مجسم عن طريقة الديجيتال، على أن تطرح عبر تطبيق إلكترونى يمكن من قراءتها وسماعها.

وعن معرض كتاب الطفل، صرح الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، بأن معرض كتاب الأطفال يعد الإضافة الأبرز للمعرض فى دورته الحالية، وأكد أن مصر كانت تشهد معرضا للطفل، لكنه توقف قبل 20 عاما، لافتا إلى أن المنطقة المخصصة لمعرض كتاب الطفل، تضم أربعة أجزاء، منها مسرح للحكى والندوات، ومساحة مفتوحة لكى يجلس فيها الأطفال ويستخدمون نظارات الواقع الافتراضى، لعرض جزء من قصة الكاتب عبد التواب يوسف، رائد الكتابة للأطفال وشخصية معرض كتاب الطفل لهذا العام، فضلا عن تخصيص مساحات للرسم والتلوين.

كما تركز الدورة الحالية للمعرض على البرنامج المهنى الذى تولى إدارة المعرض اهتمامًا كبيرًا به، لأنه يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، ويسعى لتوفير منصة مهنية متخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقى بالمنتج الثقافى العربى، وذلك عبر سلسلة من المؤتمرات والبرامج وورش العمل والجلسات المتخصصة، ويضم سبعة محاور رئيسية، هى: برنامج كايرو كولينج للناشرين الأجانب، ويحضرها ناشرون من أكثر من ١٥ دولة غير عربية.

ثم المؤتمر الدولى لتعاون الناشرين فى عصر ما بعد كورونا، والذى ينظم بالتعاون مع معرض بكين الدولى للكتاب افتراضيا، ويضم كلمات مسجلة لأكثر من ٣٠ متحدثا من مختلف الدول حول موضوع "سبل التعاون وتعزيز التنمية المشتركة فى صناعة النشر"، ثم مؤتمر "الترجمة عن العربية جسر للحضارة- كتبنا تنير العالم" بمشاركة وزارتى الثقافة والهجرة ومجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومركز أبوظبى للغة العربية ودولة اليونان ضيف الشرف، ويضم مؤتمرا افتتاحيا وثلاث ورش متخصصة حول الترجمة من العربية، ثم البرنامج التدريبى للناشرين والذى يضم خمس ورش تدريبية متخصصة يحاضر فيها ناشرون ومتخصصون فى الجوانب المتعلقة بصناعة النشر، وتهدف لتقديم معرفة احترافية للناشر المصرى.

أما عن مبيعات الكتب، فأكد عدد من القراء والناشرين لـ اآخرساعةب، أن مبيعات الروايات تأتى فى مقدمة المبيعات فى المعرض، خصوصا فى دور النشر المصرية، التى قدمت وجبة دسمة من الروايات والمجموعات القصصية التى تغطى أجيالا أدبية مختلفة ومختلف أنواع الرواية بين الرواية التاريخية والرومانسية والواقعية والخيال العلمى والرعب، بينما تحولت أجنحة دور النشر الحكومية خاصة جناح الهيئة العامة للكتاب وقصور الثقافة والمركز القومى للترجمة فضلا عن جناح الأزهر الشريف إلى نقطة جذب حقيقية، وأكثر الأجنحة التى تستقبل زوارا على مدار اليوم، لما تقدمه من إصدارات مختلفة المشارب وتغطى اهتمامات مختلف القراء بأسعار مناسبة للجميع، وإن اشتكى عدد من القراء من ارتفاع أسعار الكتب فى دور النشر الخاصة، وكذلك فى الهيئة العامة للكتاب والمركز القومى للترجمة، بينما سعت عدة دور لجذب القراء عبر تقديم عروض وخصومات مضاعفة.

ويقام المعرض على مساحة 80 ألف متر مربع، ويضم خمس قاعات للعرض، ويبلغ عدد الأجنحة 879، ويصل عدد الناشرين، والجهات الرسمية المصرية والأجنبية إلى 1063 دار نشر وتوكيلًا، ويبلغ عدد الناشرين المصريين (نشر عام) 292 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب أجنبى) 43 ناشرا، ويبلغ عدد الناشرين المصريين (كتاب الأطفال، ووسائل تعليمية، وكتاب تعليمى مدرسى) 89 دار نشر، وعدد الناشرين المصريين (كتاب إسلامى وتراث) 97 دار نشر، ويصل عدد مكتبات سور الأزبكية 49 مكتبة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة