الشرطة الأمريكية
الشرطة الأمريكية


مكتب التحقيقات الفيدرالي: 2021 العام الأكثر دموية في تاريخ الشرطة الأمريكية منذ 92 عامًا

أخبار الحوادث

الأحد، 06 فبراير 2022 - 01:07 م

دينا جلال

الشرطة مصدر الأمن والأمان في كافة دول العالم وحين تنقلب الامور ليجد أفراد الشرطة وعناصر إنفاذ القانون أنفسهم معرضين إلى تهديد متزايد يصل إلى حد سقوط قتلى وضحايا لأعمال الشغب وحوادث القتل الانتقامية، حينها تنطلق صيحات الإنذار بوقوع المزيد من الفوضى في المجتمع وبالفعل تتزامن تلك التحذيرات مع صدور ارقام وإحصائيات تفجر مفاجآتها بالكشف عن خسائر أجهزة الشرطة فى الولايات المتحدة الأمريكية لتنذر بخطورة الأوضاع الأمنية على كافة الأصعدة.

تقرير خطير تناولته الصحف الأمريكية وأفردت له صفحات كاملة لتحليل مشاهد الفوضى فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن إحصائية ضحايا حوادث القتل العمد لضباط إنفاذ القانون والتي وصلت لأعلى معدلاتها بالمقارنة مع اعداد الضباط ممن تعرضوا للقتل العمد أثناء أداء واجبهم منذ الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001.

تكشف الاحصائيات أن عدد الضباط القتلى وصل إلى 458 ضحية في عام 2021 ليوصف بالعام الاكثر دموية وهي زيادة تعكس وتتزامن مع استمرار تصاعد العنف المسلح في جميع أنحاء البلاد، وتشير الإحصائية إلى زيادة عدد القتلى عن عام 2020 بنسبة  تصل إلى 55 بالمائة، كما تخطت تلك الاحصائية عام دموي آخر كان يوصف بالاكثر عنفا ودموية ضد الشرطة في تاريخ امريكا بعدد ضحايا يصل إلى 312 حالة وفاة في عام 1930، وتختص الاحصائية بضباط إنفاذ القانون على المستوى الحكومة الفيدرالية ومستوى الولايات والمقاطعات والبلديات المختلفة.

كمين للأمن

تطرق التقرير إلى المزيد من التفاصيل التي كشفت أسباب حوادث القتل بسبب انتشار الاسلحة النارية والتي تسببت فى مقتل 62 ضابطًا بزيادة 36٪ عن عام  2020، كما قتل 58 ضابطًا آخر في حوادث تتعلق بتأدية اعمالهم ضمن حركة المرور بزيادة 38٪ عن العام السابق، كما توفي ضباط آخرين في كمائن لاستدراجهم وقتلهم بعد تلقي بلاغات كاذبة من استغاثات أو بلاغات إزعاج أو عنف منزلي وتعرض عدد منهم للقتل أثناء اعتقال المشتبه بهم أو التحقيق معهم، ويحل فيروس كوفيد ضمن أسباب ارتفاع وفيات ضباط الشرطة كما يشير المحللون إلى أن ارقام الوفيات اعلى بكثير ولم يتم الإبلاغ عنها بالكامل من قبل وكالات إنفاذ القانون.

نقترب من قصص عناصر الشرطة ممن يصنفهم مكتب التحقيقات الفيدرالي بضحايا حوادث القتل الجنائي من ضباط الشرطة بسبب إصابتهم بجروح قاتلة كنتيجة مباشرة لعمل متعمد من قبل الجاني، ولفتت الإحصائية إلى تكرار وقوعهم ضحايا كمين او فخ لاصطيادهم وقتلهم وهو ما تكرر على مدار العام الماضي وآخرها حادث برادلي بولاية الينوي في ديسمبر الماضي حين سارع ضابطا الشرطة مارلين ريتمانيك وتايلر بيلي إلى عنوان بلاغ بعد تلقي اتصال بسبب الإزعاج من نباح الكلاب في موقف سيارات، وفوجئ الضابطان بأنهما ضحيتا فخ إجرامي حين هجم عليهما الجناة باسلحة نارية، وانتهى الحادث بوفاة الضابطة مارلين ريتمانيك في الحال متأثرة بجراحها ونقل الضابط تايلر بيلي إلى المستشفى في حالة حرجة ليصبحا آخر ضحايا الشرطة فى العام المنصرم.

عجز أمني

حادث آخر وقعت أحداثه فى بالتيمور حين لقيت الضابطة كيونا هولي مصرعها  بعد إصابتها برصاصة وهى جالسة في سيارة الشرطة الدورية، وكشفت التحقيقات أن القاتل تعقب سيارة الشرطة من الخلف وبدأ في إطلاق النار نحو هولي التي ضاعفت سرعتها بالسيارة لتتحطم وينتهي الامر بحادث مؤلم حيث ظلت الضابطة هولى في حالة حرجة على قيد الحياة إلى أن تم فصل أجهزة الإنعاش عنها لتعلن الشرطة وفاتها.

كشف مايكل هاريسون مفوض شرطة بالتيمور تداعيات اخرى للحادث حيث لم ينته الامر بإلقاء القبض على المشتبه بهما ليعترفا بارتكاب الجريمة دون أن يكشفا عن الدافع وراء الحادث، وإنما تسبب فى تأثير سلبي آخر للقتل أثناء تأدية الواجب حيث تقدم العديد من الضباط بطلب إجازة بعد مقتل هولي  وهو الامر الذي اثر على خدمات الشرطة في جميع الاقسام والمواقع ودفع القائد هاريسون لطلب إمداده بالمزيد من العناصر الامنية بالإضافة إلى اقتراحه اعداد برامج لتعافي الضباط نفسيًا وصحيًا بعد وقوع تلك الحوادث لضمان مواصلة العمل بشكل جيد.

أول قتيلة

نتطرق إلى حادث آخر وقع فى اغسطس 2021  حين اعربت السلطات الامنية عن قلقها فى  اكبر ثالث مدينة امريكية «شيكاغو» بولاية الينوى بسبب ارتفاع معدلات اطلاق النار خلال الاعياد والعطلات لتتسبب في إصابة او قتل ما يصل إلى 64 شخصًا في أقل من 72 ساعة، وتسببت حالة الفوضى فى مقتل ضابطة الشرطة الشهيرة إيلا فرنش وعمرها 29 عاما والتي تخدم ضمن فريق سلامة المجتمع حيث تلقت طلقات رصاص اثناء تأدية مهامها بمحاولة توقيف سيارة تضم ثلاثة اشخاص في نقطة تفتيش المرور، وكشفت الإحصائيات ان إيلا فرينش هى أول ضابطة تتعرض للقتل بالرصاص أثناء تأدية عملها منذ 33 سنة، كما أعادت الواقعة حوادث قتل ضباط الشرطة فى شيكاغو بعد توقفها منذ عام 2018، وتلقى ضابط آخر زميل فرينش رصاصة طائشة، ونجحت الشرطة في تعقب الجناة واعتقالهم دون أن يكشفوا عن دوافعهم لارتكاب الحادث، وتحمل القائمة اسماء عشرات الضباط ممن لقوا مصرعهم أثناء تأدية عملهم فى حوادث متنوعة بالإضافة إلى ضباط أصيبوا فى حوادث مختلفة.

أزمة ثقة

نعود للتقرير الذي صدر مؤخرًا من مكتب التحقيقات الفيدرالي والذي دفع الاعلام الامريكي إلى تحليل أسباب استهداف الشرطة بنظرة عميقة لتفسير الارتفاع الحاد في تقارير الهجمات الغامضة على عناصر الشرطة وخاصة أنها لا تتركز في منطقة واحدة من الولايات المتحدة حيث تتصاعد حالة العنف المسلح وحوادث إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد.

عرضت شبكة «سي ان ان» آراء الخبراء الأمنيين ومنهم ماريا هابرفيلد، رئيسة قسم القانون وعلوم الشرطة وإدارة العدالة الجنائية في كلية جون جاي لتشير الى ان تصاعد العنف ضد ضباط الشرطة هي ظاهرة تحدث كل بضع سنوات بسبب ظهور أحداث فوضوية مثيرة تنشط روح العداء نحو الشرطة، وتزداد الامور سوءًا بسبب القضايا رفيعة المستوى التي يُتهم فيها الضباط بسوء السلوك مثل قضية مقتل جورج فلويد على يد ضابط شرطة في مينيابوليس والتي استكملت محاكماتها خلال العام المنصرم وهو الامر الذي ينقل اجواء الكراهية والعنف ضد اغلب ضباط الشرطة في جميع أنحاء البلاد، وتسببت حركات الاحتجاج ضد الشرطة في تراجع الثقة نحوهم إلى مستويات قياسية وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة جالوب، مما يؤكد وجود مناخ عام معاديا للشرطة وكان من المفترض أن تهدأ الامور بعد مرور عامين على واقعة قتل فلويد إلا أن الامور تزداد اضطرابًا.

وأشار كريستوفر هيرمان، الأستاذ المساعد في كلية جون جاي للعدالة الجنائية أن الزيادة الكبيرة في الهجمات غير المبررة والكمائن خلال العام الماضي قد تشير إلى أن ضباط الشرطة معرضون لخطر أكبر من السنوات السابقة، وهم مكلفون بإعادة بناء هذه العلاقات مع مجتمعاتهم التي تمزقها الاحتجاجات والحوادث العنصرية التي تثير المزيد من الفوضى. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة