المعلِمة «أم مينا».. صعيدية تربي أولادها بـ«سكاكين الجزارة»
المعلِمة «أم مينا».. صعيدية تربي أولادها بـ«سكاكين الجزارة»


حكايات| المعلِمة «أم مينا».. صعيدية تربي أولادها بـ«سكاكين الجزارة»

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 07 فبراير 2022 - 01:36 م

كتب: حمد الترهوني

 
«ست بـ100 راجل».. تقف على أرض صلبة مفتاحها «أكل العيش» في مهنة تكاد تكون متقصرة على الرجال.. ظهرت «أم مينا» لتصبح أول سيدة تعمل بمهنة الجزارة بعد وفاة زوجها، الذي كان يعمل في نفس المجال لتكمل مسيرته.

 

لم تعر أي انتقادات اهتماما فهمها الأول هو تربية أبنائها دون الاحتياج إلى أحد لتحطم كل القواعد متحدية نظرات المجتمع للمرأة وعادات وتقاليد المكان الذي تعيش فيه، وتفخر بمهنتها التي تعمل بها من أجل سد احتياجات أبنائها، وكافحت حتى ربت وعلمت ابنيها من العمل في هذه المهنة.

 

تشتهر «أم مينا» بـ«جزارة المنيا» كما يطلق عليها أبناء قريتها؛ حيث تعيش في قرية البرشا التابعة لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا؛ حيث عملت في هذه المهنة الصعبة لإثبات قدرة المرأة على العمل في أي مهنة، ويومها يبدأ منذ الساعة السادسة صباحًا، بالقيام بأعمال المنزل وشراء متطلبات أبنائها، وبعدها تقوم بجمع عدة الجزارة لكي تمارسة مهنتها المحببة إلى قلبها.

 

 

«مفيش حاجة اسمها الشغل للرجال بس، والست تقدر تشتغل في أي حاجة».. هكذا بدأت «أم مينا» حديثها؛ إذ بدأت عملها في تلك المهنة التي لا يعرفها النساء من خلال زوجها الذي كان يعمل جزارا.

 

ومضت في حديثها: «بعد وفاة زوجي، قررت أساعد نفسي بنفسي، بأدوات الجزارة من السكين والسواطير، وشراء المواشي من المزارعين، وذبحها يوم السوق الخاص بالقرية، والبدء أمام منزلي الصغير الذي يعد مسكنًا ومشروعًا في نفس الوقت».

 

وتحكي أم مينا: «زوجي كان يعتمد علي بعض الشيء أثناء عمله في الجزارة، وأنا سعيدة جدا بمهنتي دي التي يعتبرها الكثيرون من الناس.. إنها مهنة خاصة بالرجال فقط، لا تتناسب إطلاقا مع النساء خاصة أنني أعيش داخل مجتمع صعيدي معروف بعاداته الخاصة، ومع ذلك أعمل حتى يكتمل حلم حياتي بالعبور في تربية أولادي وحصولهم على مؤهلات دراسية عالية، لتحقيق حلم زوجي الذي كان يحلم بها دائماً قبل وفاته».

 

 

لا تزال «أم مينا» ترفض أي مساعدات مالية من أي شخص، خوفا على شعور أولادها بين الناس، وهنا تقول: «أنا دائمًا متمسكة بعملي من أجل توفير احتياجاتهم وتلبية مطالبهم في حياتهم اليومية والتعليمية بشكل مناسب».

 

واختتمت المعلمة أم مينا حديثها قائلة: «حلم حياتي الوحيد إني أشوف أولادي في أعلى المناصب عشان أحس بطعم وشقاء وتعب السنين، في تربيتهم وهم صغار مرحش بلاش».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة