دينا توفيق
المظاهر خداعة
الثلاثاء، 08 فبراير 2022 - 10:19 ص
قد يخطفنا جمال البحيرة المتلألئ سطحها بانعكاس الشمس عليها، ومع ذلك، قد تكون مخبئة فى قاعها مواد سامة. نحمل مشاعر الاستياء من البحر الملوث ماؤه بالنفط المتسرب من السفن، وربما يخفى فى أعماقه جمالا كبيرا وكنوزا. مثلما تجذبنا عناوين الصحف دون قراءة المحتوى، وكذلك البشر، الذين يبدون مثقفين وما هم بذلك، تعرفهم فى المواقف وردود الأفعال، كل ما يمتلكونه مهارة التلاعب بالكلمات.. وسريعًا نكوِّن رأيًا ونصدر حكمًا، ونندم عليه فيما بعد.
المظاهر غالبًا ما تكون مضللة؛ ما نراه ليس صحيحًا دائمًا، ولا يمكننا إصدار الأحكام بالنظر إلى المظهر الخارجي. ربما نخطئ فى كثير من الأحيان فى تقدير ما نراه لأننا لم نخترق عمق الأمور.. الحقيقة لن تظهر كاملة دائمًا، هناك جزء خفي، معرفته يمكن أن تغير مجرى الأمور، قد نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد للوصول له، لا شيء فى هذا الزمن يظهر حقيقته كاملة.
كثير من البشر يتخفون وراء أقنعة لتمرير مصالحهم. يمكن أن تكون البساطة والتواضع وعمل الخير خادعة أيضًا.. قد يكون شيطانًا يتنكر فى هيئة ملاك أو ذئبًا فى ثياب حمل. كم من فنان وإعلامى ورجل دين ومشاهير وغيرهم من أنُاس تعاملنا معهم أظهروا عكس ما يبطنون؛ يسقط الكثير منا وننساق وراءهم دون محاولة اكتشاف حقيقتهم المخفية، هدوؤهم فى الحديث قد يحمل سمًا.. والابتسامة والوجوه البراقة لا تعكس طيبة النوايا. وكذلك، بات تأثير مواقع التواصل الاجتماعى والشبكات الإخبارية التى تروِّج لأهداف سياسية تخدم مصالح من يدفع أكثر وليس كشف الحقيقة.. لا تحكم بالمظاهر، ليس كل ما يلمع ذهبًا، والابتسامة ليست دليلا على السعادة، والحزن لا يحكى عن معاناة.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة