طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

مذكرات «شورزكوف»

طاهر قابيل

الثلاثاء، 08 فبراير 2022 - 05:11 م

مرة واحدة شعرت بالغيرة .. كنا شباباً نحرص على متابعة كل ما ينشر بالصحف والمجلات حتى الإعلانات ونتنافس فى استعراض معلوماتنا وتبادلها وشرائها من فلوسنا القليلة ..

وفى أحد الأيام أثناء جولتنا على «فرش بائع الجرايد» وبالمكتبات جذبنا كتاباً عن «حرب الخليج عام 1990 «وما تبعها من أحداث باحتلال العراق للكويت ووجدنا كتاباً عن مذكرات «شورزكوف» قائد جيوش التحالف فى «عاصفة الصحراء» وأخذنا نسختين واحدة لى والثانية له.


أنهينا عملنا بصالة تحرير «الأخبار» وذهب كل منا إلى بيته وبدأنا فى تناول وجبتنا الثقافية الدسمة..

وبصراحة لم أستطع أن أنهى إلا «ثلث «صفحات الكتاب الضخم وغلبنى النوم .. وذهبت فى اليوم التالى فخوراً بما أنجزته والتقيت مع صديقى ورفيقى الكاتب الصحفى الكبير - رحمة الله عليه - « ياسر رزق نائب رئيس القسم العسكرى «فى ذلك الوقت ..

وابتسم لى «ياسر» قائلاً لم أستطع النوم حتى انتهيت من قراءة الكتاب وظللت مستيقظاً حتى التاسعة أو العاشرة صباحاً ..

ظل هذا الموقف فى ذهنى لسنوات حتى أستطعت فى ليلة من إنهاء رواية «جابرييل جارسيا ماركيزحب فى زمن الكولرا» رغم ضخامتها .
هذا ليس الموقف الوحيد الذى جمعنى برفيق العمر فقد كان نعم الصديق والعمود الذى استند عليه واستفيد من خبرته ومهارته فهو واحد من عمالقة الصحافة التى أحبها وعشقها وعمل لها .. وأتذكر عندما بدأت عملى بالقسم العسكرى جلست ساعات فى أرشيف أخبار اليوم الزاخر بالكنوز أقلب ما كان يكتبه «ياسر رزق وعم فاروق الشاذلى» فى تغطيتهما الصحفية ..

وفى إحدى المرات بعد أن كنا نغطى المناورات كتقرير إخبارى أبدع «ياسر» فى أن يقدم للقارئ فى شكل سيناريو انفردنا به وتبعتنا صحف أخرى ..

وفى أحد الملاحق عندما كان رئيساً للتحرير عرضت عليه أن أكتب موضوعاً عن دور»فتحى رزق» وحياته الصحفية من النكسة حتى انتصارات أكتوبر فرفض مؤكداً أن البعض سوف يفسرها أنه استغل منصبه للكتابة عن والده.


الحكاوى والمواقف كثيرة.. وعندما كلفنى الأستاذ جلال دويدار بمهمة لتغطية توقيع اتفاق وزير الخارجية الأمريكى « تنت» بين الفلسطينيين والإسرائيليين استغل ياسر علاقاته النقابية وأصدقاءه بالمؤسسات الإعلامية الأخرى لتأمين رحلتى والبحث عن وسائل راحتى وأداء مهمتى بنجاح .. واتصل بمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى «غزة «وأوصاه طالبا منه توفير اللقاءات ووسائل المواصلات التى احتاجها وهو ما حدث ..

رحمة الله عليك يا صديقى وأخى وأفضل من التقيته فى بلاط صاحبة الجلالة فى جنة الخلد.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة