بئر يوسف بمصر
بئر يوسف بمصر


بئر يوسف بمصر.. سر تاريخي لإزالة العقم لدى السيدات

علاء عبدالعظيم

الخميس، 10 فبراير 2022 - 07:32 م

 

بالرغم من تقدم الطب في الأعوام الأخيرة تقدما ظاهرا، فقد فشل الأطباء في إيجاد دواء نهائي لإزالة العقم، ولم يتبق للنساء العاقرات سوى أمل واحد هو التشبث بأشياء الخرافات والخزعبلات ومنها بطبيعة الحال مصر.

وشهرة بئر يوسف بالقلعة هي أحد هذه الخرافات، وكانت النساء يعتبرن بأنه القشة الصغيرة التي تتعلق بها كل امرأة عاقر، وشهرة هذا البئر ليست مقصورة على مصر وحدها بل تمتد إلى الخارج.

وبئر يوسف كان يأتي إليها مئات السائحات اللاتي يحضرن إلى مصر يطلبن زيارة البئر، الذي يتبع مصلحة الآثار، ويعتبر من أعجب الآثار الموجودة في العالم، فهو مكون من طابقين تحت الأرض، ومحفور في الصخر على عمق ٩٠ مترا، ويمكن النزول إلى القاع بسلم حلزوني، وفي جدرانه نوافذ يدخل منها الضوء والهواء، وكانت تستخرج من جوفه المياه فيما مضى بواسطة ساقيتين، الساقية الأولى تستخرج المياة من قاع البئر إلى حوض كبير في الطابق الثاني، والساقية الثانية تحمل المياة من الحوض إلى سطح الأرض.

بينما اختلف المؤرخون في تحديد اسم منشأ هذا البئر، فبعضهم يقول إن صلاح الدين الأيوبي قد حفر هذا البئر كي ينتفع بماءه إذا ماقدر لقلعته أن تحاصر، ويؤكد البعض الآخر إن البئر رومانية مائة في المائة، وأن الرومان هم أصحابها وليس صلاح الدين، لأن عملية حفر بئر في الصخر وبعمق ٩٠ مترا تحت سطح الأرض، ولا سيما لم يكن هناك ديناميت، وألغام لتحطيم الصخر تحتاج إلى عدة سنوات تزيد بكثير على مدة حكم صلاح الدين، ويقسم فريق آخر إن هذا البئر المقدس أقدم بكثير من صلاح الدين، ومن الرومان وأنه هو نفس البئر التي ألقي فيها أخوة سيدنا يوسف أخاهم ليتخلصوا منه.

ومن ناحية أخرى نجح الدراويش، والتنابلة الذين كانوا يقطنون منطقة القلعة، وما يجاورها من ترويج الرأي الأخير جيلا بعد جيل، ويؤكدون أن مياة البئر اكتسبت أثناء وجود النبي يوسف ففيها خاصية عجيبة هي أن جرعة منها كفيلة بإزالة عقم النساء إلى الأبد.

ومن العجيب أن كثيرات من السيدات المثقفات، المصريات والأجانب يؤمن بهذا البئر إيمانا عميقا، ويعتقدن فيه اعتقادا راسخا، فقد حدث أثناء وجود الليدي كليرن في مصر، والتي ظلت مدة طويلة عقب زواجها من اللورد كليرن لاتنجب أطفالا، وعرضت نفسها على عدد كبير من الأطباء ولكن دون جدوى، حتى أيقنت أنها عاقر ونصحتها صديقتها بزيارة بئر يوسف، وأن تشرب جرعة من مائه فعلت ولم تلبس بأن رزقت بمولود اسمته فيكتور أي نصر ومن يومها آمنت زوجة كليرن ببئر يوسف!؟

وقالت إحدى بنات البلد واقسمت بأن هذا البئر هو العلاج الوحيد للعقم، فقد حدث أن أنذر زوج شقيقتها بالطلاق إذا مالم تنجب له طفلا يدلله كبقية الآباء في ظرف عام، بعد أن مضى على زواجهما ٥ سنوات، فجاءت بصحبة شقيقتها لزيارة البئر وبعد ٩ أشهر كان الأب يدلل ابنه.

وقصة أخرى ترويها زميلة لها، قالت إنها أجرت عملية جراحية في المستشفى، كانت نتيجتها أن أصبحت عاقرا، وشربت من مياة البئر وسرعان مازال عقمها، وأصبحت ترزق بنين وبنات، بمعدل طفل كل سنة حتى أصبح لديها ٨ في وش العدو بحسب قولها؟!

أما عم محمد حارس البئر، الذي قال إنه عند بدء تعيينه لحراسة البئر تنامى إلى سمعه ذات مساء بضعة أصوات كانت تصدر من قاع البئر، فأمسك عكازه وهبط  إلى القاع ففوجئ برؤية خليط من الرجال والنساء يعبثن عبثا غير كريم فاوسعهم ضربا، وقام بإبلاغ الجهات المسئولة، وألقي القبض عليهم وأصدر مدير الآثار أمرا بعدم نزول النسوة إلى البئر لأي سبب من الأسباب بإستثناء الزائرات الفاضلات فقط!؟

 في النهاية أكد حسن عبدالوهاب مفتش الآثار الإسلامية آنذاك، أن قدرة هذا البئر على الشفاء من العقم هي خرافة من الخرافات المتداولة، ويقول أيضا أن الأطباء الذين قاموا بتحليل ماء البئر بأن مياهه عادية ولا تختلف كثيرا عن أي مياه بئر آخر، وأن مسألة الحمل لمن يشرب منها لاتزيد على أنها شيئ من قبيل المصادفات البحتة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا: «مكافحة الإدمان»: 33 ألف متطوع يشاركون في توعية الشباب .. فيديو

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة