إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة: «مدعكة» وفاة سيد القمنى!

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 10 فبراير 2022 - 07:57 م

توفى الكاتب والمفكر سيد القمنى صاحب الكتب المهمة مثل «حروب دولة الرسول» و«الحزب الهاشمى وتأسيس الدولة الإسلامية» و«النبى إبراهيم والتاريخ المجهول» و«الفاشيون والوطن» و«الأسطورة والتراث» وغيرها من الكتب التى بدأ فى نشرها فى الثمانينيات من القرن الماضي، وأثارت جدلا واسعا خفت مع الوقت، ثم ارتفع مع ظهور الميديا وحوارات تمت معه، ومناقشات لا يعرف أحد على وجه اليقين هل هى مكتملة، أم مقتطع كثير من الكلام فيها، بحيث يثير ما تبقى جدلا لا ينتهي.

رغم ذلك لم تكن هناك ضجة. إلا أن وفاته أخيرا أقامت الدنيا بسبب ترحم البعض عليه - بالمناسبة حدثت هذه الضجة أيضا حين توفى مبارك وبعض رجاله وطبعا كان وراءها السياسة - فورا ظهر من يرفضون الترحم وموقنون أن مصيره النار، ونقلوا معركتهم إلى مهاجمة من ترحموا عليه، واعتبروهم مثله فى أفكاره دون أن يكلفوا أنفسهم قراءة أىّ شىء من أعمالهم، وطبعا لم يكلفوا أنفسهم قراءة شىء من أعمال الفقيد سيد القمنى نفسه.

أثارنى هذا الموضوع لسببين: الأول أنى من جيل العجائز الذين تعودوا الترحم على أى ميت، ولقد عاصرت مصر حين كانت بها جماعات من اليونانيين والأرمن واليهود والقبارصة وغيرهم، يعيشون بيننا. كنا نترحم على كل فقيد حين نعرف خبر وفاته، وينصرف كل منا إلى حياته فكلمة «يرحمه الله» كلمة عادية مُرتجلة تريح صاحبها ومن يسمعها من أقارب المتوفى أو أصدقائه، اما الرحمة من عدمها فهى أمر موكول إلى الله سبحانه وتعالي.  السبب الثانى لدهشتى وهو يتكرر كثيرا، أن معظم من أكدوا بدخوله النار ولا رحمة له، من الشباب على الميديا، وراح أكثرهم يلعن كل من ترحم عليه بألفاظ لا تليق أبدا.

السؤال الغائب عن الجميع كيف وكُتب سيد القمنى قد أحدثت كل هذا الرفض، لم يظهر مفكر حتى الآن يكتب كتابا يفنِّد فيه ما جاء فى هذه الكتب رغم مرور سنين طويلة؟ كل من ناقشوه فى البرامج التليفزيونية وكلهم من علماء الإسلام كما يقال عنهم، لماذا لم يتوفر واحد منهم على هذه الكتب ينتقدها، وسوف يجد بدلا من الناشر مائة ناشر ينشر له كتابه. لماذا صارت البرامج التليفزيونية هى المرجع؟ أنا من الذين تعودوا على الدراسات العميقة كمرجع لتفكيره لا البرامج التليفزيونية التى تبحث عن التريند والضجيج .

كثير جدا مما قاله القمنى وقطع به، سبقه مفكرون عرب وأجانب كثيرون إليه وليس أسهل من إدراك ذلك، لكن أحدا لا يدرى ولا يريد، كأن القمنى هو من فتح هذا الباب وحده، وكل ذلك بسبب حوارات تليفزيونية الله أعلم بصحة بنائها. يا معشر الرافضين لديكم كتبه ادرسوها وفندوها فى كتب، واتركوا الآخرة لله عز وجل فهو وحده فاتح باب الجنة أو الجحيم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة