فالنتاين افتراضى
فالنتاين افتراضى


فرفش كده | فالنتاين افتراضى

الأخبار

الخميس، 10 فبراير 2022 - 08:23 م

 

عبد الصبور بدر 

الرجل المغلوب على أمره غير مضطر لشراء باقة من الزهور وكميات مهولة من الشوكولاتة، أو تكدير سلمه الخاص بخروجة على النيل تكلفه الشيء الفولانى، وبوزه فى بوز المدام، لا يجد من ينقذه من حفلة التعذيب السنوية التى تسمى بـ«عيد الحب»، لن يواجه الزوج تلك المشكلة فى عالم الـ«ميتافيرس».


معاناة الفالنتاين التى يعيشها الرجل كل عام، وجد لها السيد مارك حلا جذريا عن طريق استحداث مخلوق الأفاتار، ليمتلك الزوج نسخته البديلة، نسخة غير مزودة بمشاعر العداء تجاه الزوجة..

لا تشعر بالملل من رغى الست وهى تخرج من موضوع وتدخل فى آخر، نسخة لا تحترق أعصابها من انتظار الهانم وهى تمضى الساعات تضع المكياج، وتقف أمام الدولاب ساعات أخرى حتى تختار فستانا يليق بالمناسبة.


خطة الخداع الاستراتيجى التى اعتمدها السيد مارك تسمح للزوج أن يرسل الأفاتار الخاص به لينوب عنه فى كل شيء، اختيار الورود الحمراء، وقطع الحلوى السوداء، والتجول مع «الجماعة» فى أى بقعة من العالم دون أن يستنزف أمواله وروحه فى ذلك اليوم الملزق..

يستطيع الزوج المسكين التحرر من بروتوكولات الفالنتاين بقضاء اليوم نائما يشخّر دون إزعاج، أو لاعبا للبلايستيشن مع أصدقائه من غير زن على التليفون من زوجته التى سوف تكون فى تلك اللحظات تعيش سهرة رومانسية مع الأفاتار على شواطئ المالديف، أو جالسا على المقهى يدخن الشيشة وهو يستمتع بمشاهدة مباراة الأهلى والجونة.


ولكن ماذا لو فهمت الزوجة الفولة وقررت استعمال الخطة نفسها مع الزوج بأن تبقى الأفاتار الخاص بها معه طيلة ذلك اليوم، وكلما تحرك وجد أفاتارها فى رجليه، وإذا جلس فى مكان يكبس على مراوح قلبه ولا يتركه لحظة واحدة؟!


وماذا لو استعانت المرأة المصرية بخبرتها الطويلة فى النكد وفكرت خارج الصندوق، بحيث تقوم بإرسال أفاتارها مع أفاتار الزوج إلى أى مكان ليحتفلا سويا بالفالنتاين، بينما تبقى معه فى البيت بنسختها الأصلية، وبالتالى تفوت عليه جميع الفرص وتحبط مخططاته التى رسمها وهو يمنى نفسه بيوم من أيام العزوبية البائدة، ليجد الرجل المقهور نفسه فى نهاية الأمر محاصرا فى الواقع والعالم الافتراضى، ويحتضر مرتين فى الوقت الذى لا تسمح له زوجته بالموت!


يبدو أن السيد مارك عقّد المسألة، وبدل ما يكحلها عماها، وأن التكنولوجيا التى ظنها الرجل وسيلة إنقاذ سحرية للهروب من غرام الزوجة، ماهى إلا أسوار جديدة مزودة بأحدث الكاميرات والتقنيات.


عزيزى الزوج المصرى:


ما يزال أمامك يومان قبل معركة الفالنتاين لتفكر فى طريقة جيدة للزوغان من المواجهة، سوف تكون فى منتصف الشهر، يعنى على فيض الكريم، وليس من المعقول أن تقترض من أجل أن تشترى بوكيه ورد وشوكولاتة وتعزمها على النيل وتسدد تمن العشوة على أقساط.


أنا واثق أنك سوف تجد الحيلة المناسبة للتخلص من عبء ذلك اليوم الثقيل على قلبك، استعن بالرحمن، وداوم على الاستغفار، وانتظر الفرج بإذن الله.

إقرأ أيضاً|الشوكولاتة فعالة في خفض نسبة كوليسترول الدم

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة