إضاءة المرجل الأولمبي
إضاءة المرجل الأولمبي


مخرج افتتاح أولمبياد بكين الشتوي: إضاءة غير مسبوقة للمرجل الأولمبي تنقل مفهوم حماية البيئة وتضامن البشرية

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 11 فبراير 2022 - 03:24 م

 

شهد حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوي الذي أقيم مساء 4 فبراير، مفاجأة في آخر حلقاته، حيث تم إضاءة المرجل الأولمبي بطريقة وصفها المخرج الرئيسي لحفل الافتتاح تشانغ يي مو بغير المسبوقة على مدار تاريخ الألعاب الأولمبية الممتد لأكثر من مائة عام.  

وذلك من خلال وضع الشعلة على المرجل مباشرة، بدلاً من إشعال كامل المرجل بطرق متعددة كما جرت العادة في الافتتاحات الماضية، مما ينشر مفهوم "دورة أولمبية خضراء صديقة للبيئة، ويمثل إبداعا مميزا في طريقة إضاءة المرجل الأولمبي في تاريخ الألعاب الأولمبية.


Photo by Jia Haocheng/Xinhua

لطالما كانت الطريقة التي تضاء بها المرجل الأولمبي هي السر الأكبر في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، وخلق الفريق الإبداعي لحفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوي تصميما عبقريًا لعملية إضاءة المرجل الأولمبي، ليظهر المرجل أمام أعين الجميع في وقت مبكر، دون أن يعترف به أحد. حيث وضع فنانو الأداء قطعًا على شكل نُدفات ثلج تحمل أسماء الأمم والمناطق المشاركة في الأولمبياد على الأرضية لتشكل ندفة ثلج عملاقة متألقة، ثم تم تعليقها في وسط المعلب الوطني "عش الطائر" طوال فترة العرض.
ولم يدرك الجمهور حتى اللحظة الأخيرة أن تصميم مرجل أولمبياد بكين الشتوي يختلف تماما عما تصوره الجمهور، فإن ندفة الثلج العملاقة هي بذاتها المرجل الأولمبي. وتمثل عملية إضاءة المرجل الأولمبي تجسيدا حيا مفهوم حماية البيئة وخفض انبعاثات الكربون.
وأظهر تصميم المرجل الأولمبي وطريقة إضاءته المبتكرتان الثقة الثقافية للشعب الصيني في العصر الجديد. وبهذه الطريقة، يقدم الفريق الإبداعي الصين للعالم، وينشر أيضًا مفهوم المصير المشترك للبشرية.
وذكر المخرج الرئيسي تشانغ يي مو أنه في الماضي، كانت جميع المراجل الأولمبية تقريبًا تعكس ثقافة البلد المضيف فقط، لكن مرجلنا تضمنت أسماء جميع الأمم والمناطق المشاركة، وتتلاقى ندفات الثلج التي تحمل أسماء الأمم والمناطق في الصين. وأوضح تشانغ أن مفهوم "ندفة الثلج" دار حولها العرض منذ بداية العد التنازلي، وحمل فنانو الأداء ندفات ثلج صغيرة عليها أسماء الأمم والمناطق المشاركة لمرافقة البعثات أثناء موكب الرياضيين، حيث تمثل كل ندفة ثلج صغيرة دولة أو منطقة وتتلاقى ندفات الثلج في بكين لتشكل ندفة ثلج عملاقة وتحولت نُدفة الثلج العملاقة أخيرا إلى المرجل الأولمبي الذي يتضمن أسماء جميع الأمم والمناطق المشاركة.
وقال المخرج الرئيسي تشانغ يي مو إن الشعلة التي تظل مشتعلة كتقليد حتى اختتام الدورة الأولمبية تتطلب استهلاكا كبيرا للوقود إذ أنها ستظل مشتعلة لفترة أكثر من شهر خلال دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية. وأضاف أنه على الرغم من أن الشعلة المشتعلة هي رمز للروح الأولمبية الخالدة، إلا أنه يفكر دائما فيما إذا كانت صديقة للبيئة وأخيرا أبدع طريقة مبتكرة بوضع الشعلة على المرجل مباشرة بدلا من إشعاله بالكامل لتشتعل الشعلة الصغيرة بشكل مستمر خلال أكثر من شهر من الزمن، ما يعبر عن مفهوم حماية البيئة وخفض انبعاثات الكربون. وأكد تشانغ أن إضاءة مرجل أولمبياد بكين الشتوي ستصبح لحظة كلاسيكية في تاريخ الألعاب الأولمبية.
وتابع تشانغ أنه تم إشعال الشعلة الأولمبية في أولمبيا القديمة باليونان ثم تم نقلها وتتابعها في الصين لتصل أخيرا إلى ملعب "عش الطائر"، وذلك يرمز إلى الروح الأولمبية المستمرة.
وكشف الفريق الإبداعي لحفل الافتتاح أن شعلة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين تستخدم تقنية محرك المركبات الفضائية. ومقارنة بوقود البروبان التقليدي، يعتبر الهيدروجين صديقًا للبيئة وخاليا من التلوث، ولكنه قابل للاشتعال والانفجار وسهل التسريب، مما يجعل من الصعب السيطرة عليه. وإذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب، فإنه سيؤثر حتما على اشتعال المرجل الأولمبي، لذلك لم يتم استخدام الهيدروجين كوقود الشعلة في دورات الألعاب الأولمبية الشتوية السابقة. ومع ذلك، وبفضل جهود العديد من الباحثين الذين عملوا جنبا إلى جنب مع الفريق الإبداعي، تم تصميم هيكل خاص لتحقيق استقرار احتراق الهيدروجين كما تم تطوير مادة تغيير لون اللهب، بحيث أظهر الهيدروجين المحترق تأثيرًا مرئيًا دافئًا ونابضًا.
وقال مسؤول في فريق تطوير الشعلة إن فريقه قام بجمع معلومات حول شعلات دورات الألعاب الأولمبية الشتوية السابقة لما يقرب من قرن من الزمان خلال عملية التصميم والتطوير، وتعلم من التجربة الناجحة لمختلف البلدان. وقد تطور وقود الشعلة الأولمبية تدريجياً من كتل المغنيسيوم إلى البروبان وثم إلى الهيدروجين الخالي من التلوث وانبعاثات الكربون، الأمر الذي يعكس مساعي أولمبياد بكين الشتوي لحماية البيئة والقوة العلمية والتكنولوجية للصين، ويساعد أيضًا على تعزيز وتطوير تكنولوجيا طاقة الهيدروجين الصينية في المستقبل. وبالمقارنة مع المراجل الأولمبية السابقة، يمكن أن توفر الشعلة الصغيرة لأولمبياد بكين الشتوي حوالي 99.9٪ من الطاقة، وذلك يجسد مفهوم حماية البيئة وخفض انبعاثات الكربون بشكل كامل. 
 






























 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة