أولمبياد الصين الشتوية
أولمبياد الصين الشتوية


تجمع حميم لجميع أنحاء العالم كأسرة واحدة

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 11 فبراير 2022 - 03:28 م

 

في الـ 4 من فبراير 2022، كان اليوم الرابع 4 من يناير من السنة القمرية الصينية الجديدة حيث جاء فصل الربيع فانتعش كل شيء. وفي الساعة الـ 8 مساء، كان الجو في ملعب "عش الطائر" الرياضي الوطني باردا بعض الشيء وعلى الشاشة الكبيرة للملعب بدأ بث الفيلم القصير الذي يظهر العد التنازلي للأيام الشمسية الـ 24 المحددة في الصين:  حيث يتناغم اللاعبون المتعرقون مع أيام مهرجان تشينغ مينغ الممطر......جنبا إلى جنب مع صور أو رموز الأيام الشمسية الـ24، وضوء الحضارة المجدد الذي يربط بين العصور القديمة والحديثة وينقل الحكم القديمة المراقبة للطبيعة من الثقافات التقليدية الصينية، ويظهر اللوحات الخلابة في البلد من خلال التغيرات المتعاقبة في فصل الربيع والصيف والخريف والشتاء، فيمتلئ الجو بالشاعرية المزدهرة، وهذا ما يمثَل طريقة تعامل الشعوب الصينيين مع الطبيعة والعالم.

وفي هذه اللحظة، يتطلع الجميعُ إلى المستقبل.

يصل العد التنازلي في الفيديو القصير إلى الأرقام العشرة الأخيرة، وجمهور المشاهدين في الملعب يصرخون جميعا في انسجام ، وفي آن واحد، والألعاب النارية تخط الأرقام المناسبة "3، 2، 1......" فتتطاير الشرر في اللحظة والجمهور يصرخ وتشرق سماء الليل ساطعة على الشاشة الكبيرة على أرض الملعب الرياضي، وينفخ الأطفال الهندباء، فتناثر بذوره البيضاء في الهواء وتتطاير الشرر في السماء مبعثرة وهذا ما يرمز إلى أن بذور الربيع قد انتشرت في جميع أنحاء الأرض.

استخدام الثلج والجليد للسير مع العالم 

تنمو الأوراق الكثيفة من خلال قطعها، وتتفتح الأزهار الجديدة من خلال قطفها المتناسق. وتتمايل الأوراق الخضراء النضرة على سطح الجليد الأبيض، وترتفع حيوية الجو الربيعي إلى السماء من خلال نسيجها الأخضر، وتفتتح الألعاب النارية رمز "بداية الربيع" في سماء ليل ملعب عش الطائر الرياضي الوطني فيسطع الضوء على وجه جميع الناس ويشع.

الليلة، ارتفع العلم ذو النجوم الخمسة اللامعة بعد أن نقله ممثلو كل قومية في جميع مناحي الحياة يدا بيد وقلبا بقلب. الليلة، تجمعت وفود الرياضيين القادمة من 91 دولة مشاركة في بكين، لتستقبل معا نور الشمس الذي تم جمعه أمام معبد هيرا اليوناني القديم.

في هذه اللحظة، جميعنا من الشرق والغرب، من الصين والعالم، نحن، أنتم وهم، ننظر معا ونشهد معا ولادة صفحة جديدة من التاريخ : وقد أصبحت بكين المدينة الأولى في العالم التي تقام فيها " دورتا الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية". 

سقطت قطرة من الحبر الأزرق الجليدي  من السماء وتحوّلت إلى مياه النهر الأصفر المتدفقة  نحو الأسفل. وتجلّدت الموجات المتماوجة على الأرض الجليدية الثلجية اللامعة. وارتفعت المياه الضخمة من سطح الجليد وتحولت إلى جليد. وظهر تاريخ المدن الـ 23 المضيفة لدورات الألعاب الأولمبية الشتوية السابقة مع نحوت البورين الليزري الـ 24 التي دارت في كل الملعب وومضت مرة أخرى حتى ثبتت اسم " بكين الصين 2022".

كسر الجليد وذاب تدريجيا مع 6 ممثلين ضربوا الكرة الافتراضية الظاهرة في المكعب الجليدي في الساحة، فظهرت الحلقات الأولمبية الجليدية بعد تكسر الجليد والتي ترمز إلى العالم الذي أزال الحواجز بناء على إلهام روح الألعاب الأولمبية حتى يتعرف كل منهم على الآخر ويتناغم معه.

الرقاقة الثلجية مليئة بالأحلام

دخول الرياضيين إلى الملعب في بداية الربيع يرمز إلى أن الأصدقاء في جميع أنحاء العالم يرحبون مجتمعين بالربيع الجديد. ويظهر "صنوبر ترحيبي بالضيوف" مصنوع من الألعاب النارية في الفضاء حيث يمتد غصن من أحد الجوانب في موضع جميل عجيب وكأنه شخص يفتح ذراعيه للترحيب بالضيوف الذين جاؤوا من بعيد. وفي فضاء ملعب عش الطائر، تطايرت الألعاب النارية وشررها، التي تعبر عن ترحيب الشعب الصيني بالضيوف من جميع أنحاء العالم.

في هذه اللحظة، يمكننا أن نشعر من خلال المظاهر المذهلة المتواترة بمفاهيم الحماية وفلسفتها التي تكمن في الحضارة الصينية منذ العصور القديمة التي تسعى وتتوق لتحقيق السلام.

تفتح بوابة الصين المنحوتة من الجليد والثلوج ببطء، فيدخل المرشد إلى الملعب أولا وهو يرتدي قبعة رأس النمر الملونة باللون الأزرق والأبيض ويرفع بين يديه لوحة مرشدة على شكل الرقاقة الثلجية التي نسجت وفق تصميم "العقدة الصينية" ، وكتب عليها كلمة "Greece希腊 اليونان" متوهجة بالنور الأزرق الجليدي في منتصف الرقاقة الثلجية الشفافة.

وتبدأ مراسم الدخول المتعلقة بالثلوج. والوفد الذي دخل أولا إلى الملعب كان وفد اليونان الذي يمثل مسقط رأس الألعاب الأولمبية. ثم دخلت الوفود الأخرى وفق ترتيب بساطة عدد أحرف أسمائها في اللغة الصينية. ورقص منظمو الاستعراض فرحا وهم يرتدون الأقنعة المكتوب عليها "مرحبا" باللغتين الصينية والإنجليزية، وأرسلوا تحيات خاصة إلى جميع المشاركين في ظلّ الوباء العالمي. 

وأظهرت بكين ترحيبا واحتراما للرياضيين من جميع الدول والمناطق المشاركة. وقد شاركت المملكة العربية السعودية وهايتي في الألعاب الأولمبية الشتوية للمرة الأولى، وعادت ساموا الأمريكية إلى دورة الألعاب الأولمبية بعد 28 عاما.

وستصبح هذه المشاهد لحظة رمزية بارزة تسلط الضوء على الروح الأولمبية المحفورة في سجلات التاريخ الأولمبي، وكما قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية باخ:" في عالم اليوم وخاصة في ظل الوباء لا يمكن أن نحل المشاكل معا إلا بمزيد من التضامن".

وبالنسبة للعديد من الرياضيين، إن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين هي حلم تحقق، وفي الموكب المسير أصبحت بعض الوفود ذات الرجل الواحد مشهدا خاصا. وقد قالت حاملة العلّم للوفد الإكوادوري سارة اسكوبار: " لقد كانت القدرة على المشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية حلمي منذ أن كنت طفلة، شكرا للصين لأنها جعلت حلمي يتحقق!"

وقد بدأ اللحن المعروف "أغنية الوطن الأم" المشهورة عند دخول الوفد الصيني المضيف، وقد كان الجمهور مبتهجا وسعيدا. وقد رفع حاملا العلم قاو تينغ يوى وتشاو دان العلم معا، في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية هذه، وشارك الوفد الرياضي الصيني في 7 مباريات رئيسة و15 مباراة فرعية محققا إنجازا تاريخيا جديدا، وعدد الرياضيين المشاركين فيها 177 رياضيا، وهو الأعلى في التاريخ، ومتوسط أعمارهم 25 سنة مما يظهر حيوية. يجتهدون من أجل شرف المسيرة والمنافسة من أجل الحصول على أفضل النتائج في تاريخ المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، قد استعدّ الرياضيون الصينيون لها.

في مشهد الحلقات الخمس، كانت رقائق الثلج الصغيرة التي تحمل اسم الوفود المكتوبة للمكان أو المنطقة على الشاشة الكبيرة في الملعب تجمّع وترفع رقاقة الثلجة الكبيرة في وسط الملعب، وتتكون رقاقة الثلجة الكبيرة هذه من جميع الدوال والمناطق المشاركة وتكتب أسماءها عليها بصورة زخرفية على شكل غصن الزيتون وهذا ما يرمز إلى "تناغم الدول". إن الألعاب الأولمبية هي المكان الذي تحقق فيه أحلام عدد لا يحصى من الناس، وهي أسرة كبيرة يتفاهم فيها الناس مع بعضهم البعض ويتعاملون تعاملا وديا ويتعارفون ويتقاسمون الفرح ويتحملون المعاناة. 

في هذه اللحظة، الشعار الأولمبي" أسرع، وأعلى، وأقوى-وأكثر اتحادا" رُسم على أرض ملعب عش الطائر، وقد دخل 6 من الرياضيين الصينين المشهورين حاملين علم الأولمبياد إلى الملعب. وأينما ساروا، رمزت رفرفة "العقدة الصينية" بمغزى الوحدة والبركة والتضامن.

وفي هذه اللحظة، وعلى المسرح العجيب الملون للألعاب الأولمبية، ظهرت مشاهد التنظيم والتبادل والتكامل والتناغم العالمي.

وئام العالم وأسرة واحدة

"نتشارك في السراء والضراء، ونضمر الأماني نفسها، نسير لتحقيق الأحلام فنحرص على الحب نفسه" وبصحبة ألحان أغنية "دع العالم يمتلئ بالحب"، اصطف 76 شابا من جميع أنحاء العالم في صف واحد يسيرون في الاتجاه نفسه ويتحركون إلى الأمام جنبا إلى جنب، ويظهرون أنفسهم بهذه الطريقة البسيطة ويرسلون التحيات إلى الشعب. وفي الأماكن التي مشى فيها هؤلاء الشباب شكلوا نهرا طويلا من الصور. وهذا النهر مليء بالذكريات والأحلام، وجميع الصور تظهر الأحوال المعيشة للناس في جميع أنحاء العالم، بما فيها من مضامين يتشارك الجميع فيها في السراء والضراء ويعملون من أجل محاربة الوباء والتغلب عليه ، واللحظات الرائعة التي يكافح الرياضيون فيها من أجل تحقيق أحلامهم. وبينما كان هؤلاء الشباب يسيرون، أصبحت " العقدة الصينية" من كلا الجانبين وهمية تدريجيا وقد تم إصلاحها وكتب عليها "معا من أجل مستقبل مشترك "( Together for a shared future).

ويعد نقل الشعلة الأولمبية من تشاو وي تشانغ، ولي يان، ويانغ يانغ، وسوه بين تيان وتشو يان، وقد سلّمت إلى الرياضيين تشاو جيا وين ودينيغال يلاموجيانغ اللذين ولدا بعد عام 2000، من الجيل الأكبر من الرياضيين المولودين بعد الخمسينات إلى الرياضيين الشباب، ويظهر نقل الشعلة الأولمبية ميراث الألعاب الثلجية الجليدية الصينية من جيل إلى جيل.     

تحت أعين الجمهور، مشى الرياضيان الشابان حاملين الشعلة إلى صورة ندفة الثلج وتركاها في منتصف ندفة الثلج الكبيرة. ندفة الثلج الكبيرة كتب فيها جميع أسماء الوفود التي رفعت ببطء حاملي الشعلة نحو السماء، وعلى شرر الألعاب النارية التي أضاءت سماء الليل وألحان الموسيقى، احتفل العالم بدورة الألعاب الأولمبية في تاريخ الألعاب الأولمبية في القرن الماضي ، وسجّل التاريخ أسلوب إشعال "النار الصغيرة" غير المسبوق.

"وئام العالم في أسرة واحدة." في هذه اللحظة، حطمت شعوب العالم حواجز وتخلوا عن التحيزات وذهبوا إلى " المستقبل معا" في ضوء مجد الحلقات الخمس. وفي هذه اللحظة، سيجتمع أفضل الرياضيين الشتويين في العالم تحت راية الحلقات الخمس، في الأيام الـ 16 القادمة، سيتنافسون معا في الملعب وسيواصلون خلق قصص أسطورية جديدة عن الألعاب الأولمبية 

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة