الإمام حسن شلغومي
الإمام حسن شلغومي


هل ينقذ «منتدى الإسلام» الجديد مسلمي فرنسا من براثن الإرهاب والتطرف؟| تقرير

أخبار الحوادث

السبت، 12 فبراير 2022 - 03:55 م

كتب: مى السيد


رسميًا دخل «منتدى الإسلام فى فرنسا»، وهو التشكيل الجديد الذي يدير أحوال المسلمين فى فرنسا حيز التنفيذ، بعدما تم عقد أول اجتماع بين عدد من أطرافه برعاية الحكومة الفرنسية منذ أيام، بهدف مناقشة بعض الأمور المنظمة لأحوال المساجد وتدريب الأئمة الجدد، بجانب كيفية مواجهة الأعمال العدائية ضد المسلمين.


ويعتبر ذلك الاجتماع هو المسمار الأخير فى نعش المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية، الذى شهد منذ تأسيسه قبل 20 عامًا العديد من الخلافات بين أطرافه الذين تنتمى مؤسساته لعدد من الدول، وهو الأمر الذى اعتبرته فرنسا تدخلا أجنبيًا فى شئون المسلمين، حيث كانت الاتهامات تتمثل فى محاولة كل فئة استقطاب المسلمين للأجندة الخارجية التى تعمل عليها.
 

وما زاد التشكيل الجديد قوة هو تأييد محمد موسوى، رئيس المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية للمنتدى، والذى صرح بأن المجلس الفرنسى لم يعد قابلا للاستمرار، ولابد أن يحل نفسه بنفسه.. والذى كان على مدار سنوات عمله يشهد خلافات وتنافسات متواصلة بين اتحاداته العشرة، التى كانت تنتمى لعدد من البلدان العربية.


تشكيل المنتدى
وكان العام الماضى قد تصاعدت الخلافات على أوجها، بعدما طلبت الحكومة الفرنسية إقرار «ميثاق مبادئ الإسلام الفرنسى» الذى يمنع تدخل دول أجنبية ويعيد تأكيد تماشى الإسلام مع مبادئ الجمهورية الفرنسية، الأمر الذى رفضه ثلاثة اتحادات، مما أدى إلى انقسام أول فى المجلس.


بعد ذلك انسحب المكتب التنفيذي المكون من أربعة اتحادات أخرى من بينها مسجد باريس وشكلت تنسيقية خاصة بها، ولكن بعد فوات الآوان عادت الاتحادات المتحفظة على الميثاق عن قرارها ووقعت عليه فى نهاية ديسمبر الماضى، ولكن وزير الداخلية الفرنسى اعتبر فى هذا الوقت طبقا لتصريحه أن المجلس «مات».


ويتشكل المنتدى من حوالى 100 شخص أغلبهم من الأئمة، بجانب أفراد من المجتمع المدنى ومسئولين ثقافيين، بهدف أن يكون ممثلو الإسلام والمسلمين من الفرنسيين المسلمين المحليين، وهو الأمر الذى كان يفتقده المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية، الذى كانت تتبع مؤسساته دولا بعينها.


ولم يأت تشكيل المنتدى الجديد بين يوم وليلة، ولكن كان هناك اجتماعات ومشاورات فى كافة المقاطعات الفرنسية على مدار السنوات الماضية، برعاية الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسى نفسه، من أجل الانتهاء من الخطوط العرضية لعمل المنتدى، الذى يهدف فى المقام الأول قطع الطريق على التدخلات الخارجية، وإعداد أئمة وتنظيم عمل الديانة والمسلمين ومواجهة أى أعمال مناهضة للمسلمين.


المجلس ولد ميتا
ومن ناحيته أكد الإمام حسن شلغومى رئيس منتدى أئمة فرنسا وإمام مسجد درانسى بالضاحية الباريسية : «بالنسبة لهذا المنتدى فبخبرتى منذ أيام نيكولاساركوزى،2003 منذ أن كان وزيرا للداخلية وتأسيسه للمجلس الفرنسى للديانة الإسلامية عام 2005، كان لى تصريحا وقتها بأن المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية قد «ولد ميتا»، ذلك لأن ساركوزى أراد أن يؤسسه مثل المعابد اليهودية الفرنسية أو مثل ممثلات الكنائس الفرنسية .


وأضاف الإمام الفرنسى حسن شلغومى لأخبار الحوادث «الكنائس الفرنسية قبل 1905 قديمة، ولها تاريخ وبالنسبة لمعبد اليهود فتم إنشاؤه منذ مئتى عام، وتلك الكيانات تم إنشائها من أجل الديانات وهناك كذلك مؤسسة سياسية تسمى «ريكاريف»، لكن المجلس الفرنسى الإسلامى جمع فيه ساركوزى المؤسسات التى بها طابع الإسلام السياسى، والممولة من جهات خارجية».
وشدد رئيس منتدى أئمة فرنسا أن المؤسسات التى ينتمي لها المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية، يتبع كيانات إرهابية ودولا أجنبية، حيث أكد أن «اتحاد منظمى مسلمات فرنسا»، وهو أحد  أشهر مؤسسات المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية، يعتبر مؤسسة إخوانية و»ميلى جوروش» هى الأخرى تتبع دولة أجنبية تدعم جماعة الإخوان، وهى الذراع الأيمن لرئيس تلك الدولة سياسيا، وبالنسبة «لمجد باريس» هى الأخرى فتتبع دولة عربية، أما بالنسبة «لموسكيه دو فرانس» أيضا تتبع دولة عربية أخرى، واعتمد نيكولا ساركوزى عليهم من أجل تقسيم الكعكة الإسلامية فيما بينهم.
وتابع إمام مسجد درانسى بالضاحية الباريسية؛ «هذا المجلس لا يمثل الإسلام فى فرنسا بأى حال من الأحوال، فهذا ليس بالإسلام الحقيقى النير الروحانى،  بل هو فقط إسلام سياسى وأجندة أجنبية، ومنذ ذلك الوقت وأنا متأكد تماما أن تلك المرحلة ستنتهى، فالمجلس الإسلامى  في الواقع  مجلس لا أثر له ولا تمثيل له بين الناس، وكلما يقع خلاف بينهم يفتحون الباب لباقى الجمعيات في الولايات والعمد، في محاولة لكسب أصوات المسلمين.
وأضاف شلغومى: «أنا دائما أقول أن الحل فى فرنسا ليس على المستوى القومى، بل على مستوى «الجهاويات»، فكل جهة لها مشاكلها، وكل جهة لها عدد من المسلمين من مختلف الجهات الأخرى، فلذلك هذه الفكرة قد اقترحتها على وزير الداخلية «جيرالد دارمنان» ولمستشار الداخلية المهتم بشأن الإسلام، على أن يجمع الأئمة والجمعيات فى كل ولاية حسب مساجدهم وخاصة الذين لهم نشاط على الأرض وغيرهم، ويجتمعون جميعًا فى شهر فبراير القادم أى قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية.


الإخوان والمساجد
ورغم التضييق الأمنى على جماعة الإخوان ومؤسساتها، إلا أن الإمام الفرنسى حسن شلغومى فجر مفاجأة، مؤكدا أن «المشكلة الكبرى، أن الإخوان مازالوا يسيطرون على 200 مسجد ومركز إسلامى تقريبا، فهناك دولة عربية مازالت تدعمهم بإعلامها ومواقعها الإخبارية، وحتى «ميلى جوروش» التابعة لدولة أجنبية، يسيطرون على حوالى 400 مسجد.


وأكد شلغومى؛ «لكن فى الوقت نفسه، التيارات الأخرى بدأت تضعف، لأن هناك قانونًا يسمى «الانفصالين»، ربما يهاجم أكثر الحركات السلفية وبعض الذين لهم خطابات معادية للمرأة، ومعادية للغرب أو معادية للعلمانية، وفى الأيام الأخيرة تم إيقاف أو غلق بعض المساجد التابعة لهم، مطالبا الحكومة بتحييد كل مجلس من الأئمة التابعة لتلك المؤسسات المسيسة، والتى  للأسف الشديد منقسمة وتخدم مصالحها وأجندتها الأجنبية أكثر من أن تقضى مصالح المسلمين.


وعن الحلول التى من الممكن أن تساعد المسلمين ومشاكلهم قال الإمام حسن شلغومى؛ «الحل الأول يكمن فى تحديد مشاكل المسلمين، وتحديد الأئمة المناسبين، وتكوين أئمة قادرين، بجانب إعطاء قيمة للإمام وللخطاب الدينى، فهذا الحل الأول، أما الحل الثانى فهناك مشكلة كبيرة تتلخص في تصفح الإنترنت والمواقع، فلابد من الدولة ومن الأئمة النيرين والمؤسسات حقيقة، أن تعمل على نشر الدين الصحيح، ذلك لأن هناك استقطابًا كبيرًا وخللا كبيرًا فى المواقع مضيفًا أن  «هناك 2500 موقع فرنكوفونى، نسبة كبيرة منها مواقع انترنت ومواقع إخوانية، وهناك على الأقل 46 ألف تويتة كثير منها تنتمى إلى التيارات الإخوانية، محذرا من قائمة الأسماء التى سوف يتم إرسالها لوزير الداخلية من المسئولين عن كل ولاية، لأن أغلبهم سيكونون أكثر المقربين للوالى، أو الذين لهم نشاط دينى سياسى، لأن نفس الأشخاص ستتكرر ولكن فقط غيروا وجهتهم، مؤكدًا أن أغلب المسئولين فى الفترة الحالية سيتجنبون الظهور مباشرة مع الإخوان لأن هناك رأيًا عاما، وهناك مرحلة انتخابية، ويخافون أن يقع استغلالهم من الأحزاب اليمينية المتطرفة مع «مارى لوبين» أو «زيمور» أو الأحزاب الجمهورية مثل «فاليرى ريبتريس»، لذلك سيتجنبون أن يظهروا معهم ولكن سيشاركونهم الكعكة.


وشدد شلغومى أن هؤلاء المسئولين لم يتعظوا من العمليات الإرهابية وجرائم العنصرية فى فرنسا، ويقولون أن هذه المؤسسات الإسلامية السياسية موجودة ولم تخترق القانون، مع أنها تبث سموم الكراهية والحقد والانقسام والأفكار التكفيرية، وللأسف الشديد الإخوان وأعوانهم حولوا حياة المسلمين إلى جحيم، والذين يعتبرون أكبر جالية فى فرنسا، ولم يجعلوا أى شيء يتقدم، فبسبب سمومهم جعلوا السجون مليئة بالمسلمين، وهناك15 ألف آخرين تحت المراقبة من قبل المخابرات الفرنسية بسبب الراديكالية، وذلك كله يرجع لعدم تنظيمهم وعدم إعطاء الأولويات للمسلمين، بل أولوياتهم أنفسهم، وكذلك مصالحهم الداخلية والخارجية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة