خالد أبو البكر
خالد أبو البكر


خالد أبو بكر يكتب: من نجيب محفوظ، ومجدي يعقوب إلى كزبرة، وقناة الحدث، لوحة كبيرة وهذه مصر، وهؤلاء هم المصريون. 

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 13 فبراير 2022 - 02:32 م

هناك فرق بين الذي تتمناه وبين الواقع

كل مولود لأب، أو أم مصرية فهو مصري.. يكون إرهابيًّا أو ضابطًا في الصاعقة.. يكون عالمًا أو فاسدًا، يكون مؤمنًا أو كافرًا.. طويلًا أو قصيرًا هو في النهاية مصري، وهذه حقيقة عمر ما حد هيقدر يغيرها.

بس أحيانًا بنقول هذه ليست مصر؛ بسبب ناس مش حلوة من المصريين، وبنقول هذه هي مصر؛ بسبب الناس الحلوة.

كل منا يساهم في رسم صورة مصر، سواء كان شخصية مشهورة، أو عامل مصري بسيط ذهب إلى أي دولة في العالم باحثًا عن رزقه.

لوحة كبيرة كل منا يرسم فيها إما بخطوط جميلة تبهر العالم، أو بخطوط غير مفهومة، وسيئة تثير حفيظة كل من يراها.

لكن مشكلة هذه اللوحة؛ أنه لا يوجد بها محو للخطوط.. بمعنى أنه إن خط أحدنا خط فسيبقى في هذه اللوحة.. خيرًا كان أو شرًّا.. جميلًا كان أو قبيحًا.

فمن منا لا يتذكر صورة نجيب محفوظ وابنته، وهما يتسلمان جائزة نوبل.. أو لقاءات مجدي يعقوب مع ملكة إنجلترا.. أو غناء الشعب الإنجليزي لمحمد صلاح؟

ومن منا أيضًا لا يتذكر حرق المجمع العلمي.. وصورة الإخوان وهم يحاصرون المحكمة الدستورية.. ومحاكمة وزير ومحافظ في قضايا رشوة؟

كل هذه الأحداث مرسومة وباقية داخل اللوحة الكبيرة التي هي نتاج عمل المصريين كل المصريين.

طيب إذا كان كزبرة مصريًّا، وقناة الحدث مصرية، وسلوكيات سائقو التوكتوك مصرية، وبعض بنات التيك توك مصريات... وغيرهم الكثير.

من يكون مسئولًا عما يرسمه هؤلاء داخل اللوحة المصرية؟

الإجابة الصحيحة: وزي ما بيقول الكتاب أنها مسئولية تضامنية تقع على عاتق المصريين جميعًا.

لكن هذا كلام نظري.. والحقيقة أنه على الدولة دور كبير في خروج هذه اللوحة المصرية على الأقل دون تشويه.. طيب يعني الدولة تملك أيه غير تطبيق القانون؟

هناك دور غائب، هذا الدور لا أقول إنه قانوني أو أنه غير قانوني.. لكن في ظل هذا المجتمع الكبير المتعدد الثقافات، يجب أن يكون هناك شخصًا، أو مجموعة حكيمة وقوية ولها سلطة حكومية تقول هذا عيب، وهذا لا يصح، وتلك ليست الأصول،

وأنا هنا أتحدث عن مواجهة الأفعال التي لا تخالف القانون، وإنما هي تخالف الذوق العام واعتبارات اللياقة وشكل الشعب المصري.

فالأفعال التي تخالف القانون، النيابة العامة كفيلة بضبطها.

لكن هناك مثلًا تصريحات، خناقات، ألفاظ، تشبيهات

بعضها يخرج من شخصيات عامة، وبعضها يأتي على مواقع التواصل الاجتماعي من أشخاص عاديين.

وللأسف كل من هؤلاء شريك في اللوحة المصرية الكبيرة.

زمان كان العمدة لا ينفذ القانون فقط، لكن كان يقول هذا عيب، وهذا غلط وهذا لا ينطبق مع (سلو بلدنا).

محتاجون هذا النوع من الردع

لا أعرف كيف يمكن أن نحققه، فهو يختلف في المدينة عن القرية عن الصعيد، وعن بحري، لكن كل مكان له كبار لهم مكانة يستطيعون مساعدة القانون في صالح الحفاظ على اللوحة المصرية.

لكن الهروب من الواقع بمقولة هذه ليست مصر.. خطأ كبير؛ لأن للأسف صوت سائق التوكتوك في الانتخابات (مع احترامنا له)، مثل: صوت أستاذ الجامعة.. ولهما نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات كمواطنين.

نفسي أحضر اجتماع يضم كل رؤساء المباحث في مصر ووزيرة التضامن الاجتماعي، ووزير التعليم، والتعليم العالي (غريبة مش كده).. الحقيقة أنا عاوز أنقل واقع الشارع المصري دون خجل من أكثر الناس معايشة له إلى متخذي السياسات المجتمعية، مصارحة تامة، مناهج توضع وفقًا للواقع.

مناهج مختلفة من مدينة لأخرى، ومن ثقافة لأخرى.

والأهم من كل هذا أن نشعر بخطورة ما نحن فيه، سلوكيات غير مجرمة قانونيًّا.. لكن لا يليق أن تفرض نفسها على مجتمع كبير بحجم وتاريخ المجتمع المصري، لا يمكن ردعها بالقانون لكن بالعلم والثقافة، وده هيأخذ وقتًا كبيرًا.. وإلى أن نصل، أكرر لابد أن يكون هناك دورًا للعمدة بتاع زمان بالأصول؛ لأن في النهاية أولادنا سيرثون اللوحة المصرية كما هي بكل ما رسمناه نحن بأيدينا.

فإما أن نحافظ جميعًا على هذه اللوحة.. وإما أن نكتشف (قريبًا) أنها أصبحت لا تسر الناظرين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة