خالد رزق
خالد رزق


مشوار

من الذى أغضب الدب؟

خالد رزق

الأحد، 13 فبراير 2022 - 07:57 م

بقلق بالغ يقف العالم اليوم وهو يترقب مجريات الأحداث المتصاعدة على الحدود الروسية الأوكرانية التى تشهد منذ أسابيع عملية حشد للقوات البرية الروسية تنذر باستكمال عناصر الفتح الميدانى اللازمة لشن غزو شامل لأراضى أوكرانيا.


ساحة الحرب المفتوحة ما بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ومعها حلف شمال الأطلنطى يسمع صداها فى الآلة الإعلامية الغربية التى تتهم روسيا وهى صاحبة واحدة من أعتى القوى العسكرية فى العالم بالتحرش بجارتها الأقل قوة والسعى إلى منعها من الالتحاق بحلف الناتو، وبدورها تتهم وسائل الإعلام الروسية ذات المصداقية والاعتبار العالميين المعسكر الغربى بدفع الأوضاع على الحدود الروسية الأوكرانية نحو التفجر من خلال تقديم مساعدات عسكرية نوعية متطورة لأوكرانيا تهدد أمن روسيا.
تصريحات المسئولين من الجانبين تكشف عن أن الساعى الحقيقى إلى الحرب هو الغرب، فبينما حددت روسيا شروطها لخفض التصعيد على لسان ماريا زخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فى تخلى أوكرانيا عن الأسلحة التى قدمتها لها الولايات المتحدة وإخراج المستشارين العسكريين الأجانب من أراضيها، أعلن الناتو أنه لن يدفع بقوات قتالية إلى أوكرانيا حال تعرضها للغزو وأعلن الرئيس الأمريكى بايدن الذى طالب قبل يومين الأمريكيين بمغادرة أوكرانيا على الفور.. ببساطة نحن أمام موقف شديد الغرابة من المعسكر الغربى؛ فبينما هو الذى قدم السلاح والمستشارين لأوكرانيا وأشعل الأمر كله بتهديد العمق الروسى نجده وحتى قبل انطلاق طلقة واحدة يعلن تخليه عنها، وكأنما هو يوجه رسالة ترحيب بالغزو الروسى المحتمل إن لم تكن رسالة تحريض.


وليس المعسكر الغربى واحداً موحداً فى موقفه وإنما تقف أوروبا الشمال (الاسكندناف) موقفاً مغايراً؛ ذلك أنها ستكون الأشد تأثراً باختلال تدفقات الغاز الروسى، لكن الصوت الأعلى فى الغرب هو للأقوى الولايات المتحدة وما تقول به مصالحها التى تبدو مناقضة لمصالح الغرب القديم.. عموماً لا يريد الحرب أو يسعى إليها إلا مجنون، والدب الروسى هو وبحق غاضب لكننا لم نعرفه مجنوناً، فإذا ما أقدم على الحرب فلا بد أن أسبابه ستكون حقيقية وواقعية جداً.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة