الإثنين، 14 فبراير 2022 - 06:04 م

موقف مصر الثابت من الأزمة فى ليبيا ينطلق من ان حل الأزمة لابد أن يكون بيد شعب ليبيا وحده دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبأن هذا الحل لابد أن يكون سياسياً بعيداً عن الصدام العسكرى الذى دفع شعب ليبيا ثمنه الفادح فى السنوات الماضية.

بعد الفشل فى إجراء الانتخابات التى كان محدداً لها 24 ديسمبر الماضى دخلت ليبيا مرحلة شائكة كان استمرارها يهدد بالأسوأ، قبل أيام كان هناك اختراق سياسى هام فى المشهد الليبى. حيث اختار البرلمان رئيساً جديداً للحكومة هو فتحى باش أغا بتوافق فاجأ الكثيرين مع المجلس الأعلى. وهو ما يعنى تطوراً هاماً على طريق إنهاء ثنائية المواجهة بين محور بنى غازى ومحور طرابلس.

ورغم أن رئيس الوزراء السابق عبد الحميد الدبيبة أعلن تمسكه بالبقاء فى منصبه، فإن الأوضاع أقرب للحسم السلمى فى وقت قريب. فقد وصل باش أغا فور تكليفه الى العاصمة وباشر عملية تشكيل الحكومة. وتبنى خطاباً تصالحيا، متعهداً بأن عملية التسليم والتسلم ستكون سلمية، ومعرباً عن تقديره لسلفه «الدبيبة» وبأنه لن يكون عائقاً أو من أنصار الحروب، ومؤكداً أن تشكيل الحكومة سيتم ضمن المهلة الدستورية (خلال أسبوعين) وأنه لن ينافس فى الانتخابات الرئاسية القادمة.

المخاطر كبيرة، لكن هناك فرصة للتوافق الوطنى حول قرار تم بإرادة ليبية واستند لتفاهمات داخلية لعل أهمها ما تم انجازه عبر اللجنة العسكرية (5+5) التى جمعت الطرفين العسكريين النظاميين فى بنى غازى وطرابلس، كما استفاد من بعض التوافق بين الاطراف الاقليمية والدولية التى تضع جميع الأطراف الليبية أمام مسئولياتها لعبور هذه المرحلة دون عودة مرفوضة لقتال عانى شعب ليبيا من أهواله، ولفتح الطريق لمواجهة التحديات بتعاون الجميع لتنفيذ المهام الصعبة لمرحلة انتقالية نأمل جميعاً أن تصل بليبيا إلى بر الأمان.