صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مهربة ومغشوشة| خبراء يحذرون من تطبيقات الدواء

شاهندة أبو العز

الثلاثاء، 15 فبراير 2022 - 10:37 ص

انتشر مؤخراً تطبيقات دوائية عبر الإنترنت لبيع الأدوية إلكترونياً دون روشتة طبية أو صيدلي مختص، معتمدين على ظاهرة التجارة الرقمية واتجاه المواطنين للشراء أون لاين، حتى بات باب خلفي للعديد من الإنتهاكات التي تمارس ضد كل من المريض الصيدلي.

واستغلت تلك التطبيقات كياناتها الوهمية في ارتكاب عديد من المخالفات كبيع أدوية منتهية الصلاحية للمرضى، و ترويج لأدوية مهربة وغير معلومة المصدر، وبيعها للمرضى على أنها فيتامينات وأدوية مستوردة، تواصلت «بوابة أخبار اليوم» مع متضررين من التطبيقات الدوائية وسببت لهم مشاكل صحية.


منتهي الصلاحية


في البداية، اشتكت مها جابر من أحد تطبيقات لبيع الأدوية إلكترونياً، بسبب دواء منتهي الصلاحية منذ أكثر من شهرين، موضحة أنها قررت تحميل التطبيق لتسهيل عملية شراء الأدوية لإبنتها الصغيرة بعدما أصيبت بنزلة معوية حادة.


وتابعت مها، أنها طلبت مضاد حيوي وخافض للحرارة عبر التطبيق، ولكنها أكتشفت بالصدفة بعد إستلام الدواء أنه منتهي الصلاحية وعندما حاولت التواصل مع خدمة العملاء قاموا بالإعتذار لها شفوياً دون إعادة الأموال وكأنها حادثة متكررة.

وأوضحت السيدة الأربعينية نسرين إبراهيم، أن أبناءها أرشدوها لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية عبر تطبيق إلكتروني  لما يتميز به من سهولة وسرعة في التوصيل الطلبيات، بجانب الخصومات الكبيرة الذي ينفذها، وخوفاً عليها من الاختلاط بسبب فيروس كورونا المستجد ومتحوراته ، حيث قررت طلب منتجات عناية بالشعر وبعض الفيتامينات الطبية التي اعتادت على شرائها من صيدلية، بعدما رأت أن الخصم يصل إلى 50 جنيه عن سعرها الأصلي الأمر الذي جعلها لا تردد في إتمام الطلب.


منتجات مغشوشة


وأضافت نسرين، إن بعد إستلام الطلب أكتشفت أن منتجات العناية بالشعر مغشوشة وغير مغلفة، بالإضافة إلى إرسال مكملات غذائية على إنها فيتامينات طبية مستوردة.


بينما أنساق  محمد حسن 30 عاماً ، وراء إعلان إحدى تطبيقات بيع الأدوية، لعلاج الثعلبة والذي عرض فيه تركيبة تحت أسم "تركيبة رقم 2 60 مللي" خالية من الكورتيزون، يحفز نمو بصيلات الشعر وعلاج موضعي للثعلبة للأطفال والكبار.


علاج خطأ
يروي محمد، أن سعر الدواء الذي لا يتخطى 60 جنيه والإعلان الترويجي له جعله يسرع في طلب أكثر من علبة دواء في أمل علاج الثعلبة التي يعاني منها، حيث أعطى له مندوب ورقة بمواعيد الجرعات، منوهاً إلى تعرضه لهبوط في الدورة الدموية وضيق تنفس بعد أسبوع من الاستمرار على هذا الدواء الذي أسفر عنه الإنتقال إلى المستشفى.


أما عبر أحد الصفحات، وجدت الفتاة آية عبدالله 25 عاماً، عروض خاصة بالفيتامينات تحت مسمى "شفاء بوكس" والتي تحتوي على مجموعة من الأدوية والفيتامينات لتعزيز وتقوية مناعة الجسم، وبعد سؤال عن مصاريف الشحن كان رد الصفحة بأنها مجاناً مع أول طلب عبر التطبيق.


فيتامينات مهربة


تقول آية: " بعد طلب البوكس الخاص بالفيتامينات، أرسلت صورة للمنتجات لدكتورة الأمراض الجلدية التي أتابع معها، حتى استشيرها عن تأثير تلك المنتجات على نتيجة الليزك، لكن جاء ردها بأنها فيتامينات مستوردة ومهربة وتسبب مشاكل في الهرمونات ونصحتني بعدم تناولها".


ضارة بالمريض


ويعلق الدكتور أحمد أبودومة عضو نقابة الصيادلة، أن هذه التطبيقات ضارة بالمريض قبل أن تكون مضرة على مهنة الصيدلي، لأن الدواء الذي يشتري إلكترونياً لا يمكن التأكد من مدى سلامته ومصدره، بسبب عدم خضوعه للرقابة أو التفتيش الصيدلي، ولا يمكن محاسبتها في حالة وقوع أخطاء تضر بصحة المريض.


ويؤكد أبو دومة إن أغلب الأدوية المتداولة عبر هذه التطبيقات منتهية الصلاحية أو غير معلومة المصدر وتتخذ ستاراً إلكترونياً للترويج لأدوية محظورة، معتمدة على عدم معرفة من يدير تلك التطبيق أو موقعه، مضيفاً أن النقابة ستلاحقهم قانونياً حتى يتم إغلاق باقي التطبيقات.


سوق موازي


ويوضح الدكتور حاتم البدوي أمين عام شعبة الصيادلة بالغرف التجارية، إن 50% من الأدوية التي تباع عبر التطبيقات الإلكترونية لبيع الأدوية مهربة ومجهولة المصدر، ومعظمها أدوية مستوردة وليست مسجلة لدى وزارة الصحة كالفيتامينات والمكملات الغذائية، منوهاً إن هذه التطبيقات تعد باب خلفي للسوق الموازي لصناعة الأدوية في مصر ولتجارة الأدوية المغشوشة.


ويشير البدوي إلي عمل خصومات كبيرة على الأدوية على تلك التطبيقات يعد مخالف للقانون وشئ غريب، لأن الأدوية مسعرة جبرياً ولا يجوز عمل خصومات عليها، وهو أمر مناف لأدب مهنة الصيدلة، ومعنى وجود خصومات على الأدوية المسعرة أنها أدوية مغشوشة ومجهولة المصدر.


ويؤكد أمين شعبة الصيادلة على تقديم الشكاوي للأجهزة التنفيذية في الدولة ضد باقي التطبيقات والذي يبلغ عددهم 14 تطبيق حتى يتم إغلاقهم قريباً، ووفقاً لقانون مزاولة مهنة الصيادلة 127 لسنة 1955، فهذه التطبيقات مخالفة. 

متابعاً أن بعض التطبيقات تتحايل على القانون بتعاقد مع بعض الصيدليات، ولكنه مرفوض، لأنه ليس من المنطق أن تطبيق يخدم مصر بأجمعها يكون عبر صيدليتين فقط.

ويشير المحامي هاني سامح، إلى قانون مزاولة مهنة الصيادلة الذي يجرم تلك الممارسة والمزاولة حيث بعد ترخيص الصيدليات شخصي للصيدلي ويحظر ذلك النشاط على الشركات والأشخاص الاعتبارية حماية لفئة الصيادلة من توغل الكيانات الوهمية.


ويضيف سامح، إن هذه التطبيقات تتعامل مباشرة مع المريض وإتاحة الأدوية الوصفية المحظور صرفها إلا بروشتة طبية في إخلال واضح بالتعامل المباشر مع صيدلي مرخص له مزاولة مهنة الصيدلي، متابعاً أنه لا يسري الحكم  بإغلاق أحد التطبيق على باقي تطبيقات بيع الأدوية الإلكترونياً في مصر ولكنها بداية طريق لإغلاق باقي التطبيقات.

 

اقرأ أيضا : «فيزيتا العيادات» تتخطى الآلاف.. والأدوية للأثرياء فقط 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة