الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق


علي جمعة يوضح عملية خروج الروح من الجسد أثناء النوم

مصطفى أحمد

الثلاثاء، 15 فبراير 2022 - 12:04 م

فسّر الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، قول الحق تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}، موضحًا عملية خروج الروح من الجسد.

وقال جمعة من خلال منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الوفاة هي خروج الروح من الجسد، ونحن لا ندرك تمامًا ما علاقة الروح بالجسد.. يعني هل الروح بداخل الجسد أم حول الجسد أم جزء داخل الجسد وجزء حوله؟.. لا نعرف؛ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} فعلمنا قليلا، وحاول الماديون كثيرًا أن يصلوا إلى وزنها وإلى شكلها بالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، ولم يصلوا لشيء، لكن على كل حال؛ ليس هذا هو الإشكال؛ الإشكال أن هناك وفاة؛ فما معنى الوفاة؟ علاقة الروح بالجسد إما أن تغادر الروح الجسد.

وأضاف جمعة: قد تغادر الروح الجسد مُؤقتًا؛ وهذا يتم عند النوم، وإما أنها تغادر الروح الجسد فُراقًا طويلًا؛ وهذا هو الذي يُحدث الموت.. إذًا هناك وفاة عند النوم، وهناك وفاة عن الموت، وعند النوم تُغادر الروح الجسد مُؤقتًا، وترجع مرة أخرى إلى الحياة المعيشة، وهناك عند الموت؛ تُغادر الروح الجسد، ولا ترجع إلا إلى يوم الدين {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}.

وتابع علي جمعة: إذن ربنا سبحانه وتعالى قضى في العلاقة بين الروح والجسد مرتبتين: مرتبة النوم،ومرتبة الوفاة؛ ولذلك نجد في الأثر «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»، كأننا في حالة نوم فعندما تغادر الروح الجسد مغادرة نهائية مغادرة طويلة تنتبه الروح، وهذا يُسلي قلب من أصيب في أبنائه أو في عزيزٍ لديه ؛إن الروح باقية وأنها في حالة أسعد من الحالة التي كانت في الجسد، طبعًا الفراق عزيز «إن العين تدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول ما يغضب الله»، لكن هذا أمر الله فماذا نفعل ؟ الصبر {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}، هذا الصبر الجميل ما مبناه ؟ إن الروح ليست فانية، وإنه يسمعني الآن، ولذلك كان أولياء الله الكبار يحدث لهم أحوال من إدراكهم الشديد وإيمانهم الشديد بالحقيقة؛ إن الروح عندما تُغادر وتترك الجسد؛ هي في الحقيقة تتحرر من قيود الدنيا، ومن قيود الجسد، ومن كثافة هذا الجسد، يأتينا في القصص أن الشبلي في مرة من المرات، مات ابن له فضحك؛ سألوه: ابنك مات لماذا تضحك ؟ قال: أضحك لما أعد الله لي من الخير في الجنة عندما جعل ابني يسبقني، فيأخذ بيدي يوم القيامة ويجعله شفيعًا لي.

وأشار علي جمعة إلى أننا نرى سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ يموت ابنه فلذة كبده حبيبه إبراهيم، فتراه يقول ﷺ: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون، ولا نقول ما يغضب الله سبحانه وتعالى.

واستكمل: يرسم سيد الخلق برنامجًا عاليًا للبشر كلهم، أن القلب ليحزن، وأن العين لتدمع؛ إذًا فهذا الدمع لا ينقص من التوكل ولا التسليم ولا الرضا، ولكن القلب محزون، ومحزون من أجل الفراق.هذا هو الحال العالي.

وتسائل جمعة: ما هذا الذي فعله رسول الله ﷺ، وما هذا الذي فعله الشبلي؟ رسول الله ﷺ أرقى وأعلى؛ لأنه عندما مات الولد فإن هذه علامة من عند الله سبحانه وتعالى، للفاهمين للعارفين أن الله يريد مني الحزن الآن {فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ المَوْتِ}.

اقرأ أيضاً| مكافحة الإدمان: 28 مركز علاجي بالمجان على مستوى 17 محافظة | فيديو

ونوه قائلاً: تخيل الحال الكامل هو لم يحزن جزعًا، ولم يحزن تبرمًا، ولم يحزن رفضًا لأمر الله في الكون، بل بالعكس يحزن؛ لأن الله قد أخذ ولده الآن، ومعنى هذا أنها رسالة من الله أنه عندما يأخذ الله الولد يحزن قلب الأبوين خاصة الأم، فهو كأنه يقول لي: احزن الآن، فامتثل لأمر الله، فحزن، وعندما يحزن القلب تفيض العين بالدمع.

واختتم علي جمعة، قائلا: إذن حال سيدنا رسول الله ﷺ هو الأعلى، وإن كان حال الشبلي هو حال من الأحوال؛ لكنه حال المتدني التابع وليس حال المتبوع عليه الصلاة والسلام؛ الذي هو قمة الرقي الإنساني العالي لأنه موافق لشكل عموم الناس، نسأل الله أن يبعد عنا المصائب كلها، وأن يُسلي قلوبنا عند نزولها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة