جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

فرص الحل قائمة.. رغم طبول الحرب!

جلال عارف

الثلاثاء، 15 فبراير 2022 - 06:02 م

وسط التصعيد الذى بلغ ذروته مع التوقع الغربى بأن يكون هناك غزو روسى لأوكرانيا اليوم استنادا إلى معلومات الاستخبارات الأمريكية وهو ما تنفيه روسيا.. لم تتوقف الاتصالات الدبلوماسية لتطويق الموقف الخطير، وتفادى حرب لن تتوقف عند حدود روسيا وأوكرانيا، بل سيكون تأثيرها الكارثى على العالم كله.


 ورغم ارتفاع صوت طبول الحرب فى الأيام الماضية، فإن إشارات عديدة كانت تقول إن التصعيد من جانب الطرفين الأساسيين «أمريكا وروسيا» يترافق مع جهد أوروبى لإبقاء الأبواب مفتوحة أمام الحل الدبلوماسى. كما كان يترافق مع حفظ أوكرانى على درجة التصعيد وتحذير من إثارة الذعر بين الأوكرانيين بحديث الغزو الذى تتوقعه أمريكا وتنفيه روسيا جملة وتفصيلا.


 فى هذا المناخ كان لافتا عدة تحركات أوكرانية.. منها اتصال وزير الدفاع الأوكرانى بنظيره فى بيلاروسيا الحليف الأساسى لروسيا فى هذه الأزمة. ومنها أيضا هذا التصريح المفاجئ من سفير أوكرانيا فى لندن بأن بلاده قد تتخلى عن الانضمام لحلف «الناتو» لتفادى الحرب «!!».


 ورغم أن السفير عاد للقول بأن تصريحاته أسيء فهمها وأن بلاده لن تسحب طلب انضمامها للحف «الناتو»..

فإن القصة كلها فتحت أبواب الحديث عن التنازلات المطلوبة من كل الأطراف وخاصة من الأطراف التى تعرف أنها هى التى ستدفع ثمن التصعيد إن استمر، وتكاليف الحرب إن اندلعت!


 قد يكون الإعلان بالأمس من جانب موسكو عن بدء سحب بعض قواتها على الحدود بادرة انفراج ولكن ـ فى كل لأحوال ـ سيبقى الموقف خطيرا حتى ينتهى حديث الاستنفار العسكرى ويترك الأمر للحل الدبلوماسى. وقد يكون ما طرحه السفير الأوكرانى عن علاقة بلاده بحلف «الناتو» مدخلا لمحادثات طويلة وشاقة وبعد تبريد الأزمة ـ من أجل الوصول لنظام جديد للأمن الأوروبى يراعى مصالح الجميع.


 المهم الآن أنه رغم كل مظاهر التصعيد، يأتى «يوم الغزو» المحتمل من جانب الغرب، والمستبعد من جانب موسكو بينما الجهود الدبلوماسية تتواصل والتقدير ـ عند أصحاب القرار ـ أن فرص الحوار لم تستنفد، لكنها لن تستمر للأبد إذا لم يتحرك الجميع بمسئولية وبرغبة حقيقية فى إبعاد شبح الحرب التى لن ينتصر فيها أحد!!
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة