صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

المسار الليبى إلى أين؟

صالح الصالحي

الأربعاء، 16 فبراير 2022 - 07:15 م

بنبرة هادئة يتحدث فتحى باشاغا المكلف من قبل مجلس النواب الليبى بتشكيل الحكومة عن احترامه لجميع الأوساط السياسية والشعبية فى ليبيا.. واحترامه لشخص عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الانتقالية الليبية المؤقتة، باعتباره شخصية مدنية محترمة على حد وصفه.. وعلى الجانب الآخر فكل ما يصدر عن عبد الحميد الدبيبة يؤكد تمسكه بعدم تسليم السلطة.. متحججاً بأنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة.. فى الوقت ذاته وقع 54 عضوا من المجلس الأعلى للدولة الليبية على وثيقة برفض تولى باشاغا رئاسة الحكومة.. ويزداد الرفض الشعبى المتصاعد ويطالب بحل الهياكل التى توجه لها اتهامات بالعمل من أجل مكاسبها الخاصة.

وبذلك تزداد التوترات السياسية والأمنية فى ليبيا.. وتزداد الأمور سوءا يوما بعد يوم.. ويصبح المشهد عبثيا تختلط فيه الأوراق بصدور بيانات تأييد ورفض للحكومتين.. وسط دعوات إلى جميع الأطراف الفاعلة والمؤسسات للحفاظ على الهدوء على الأرض من أجل وحدة ليبيا واستقرارها.. وضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة فى أقرب وقت ممكن.. خاصة وأن تقديرات المراقبين تشير إلى إمكانية احتواء الموقف إذا ما تم تكثيف الجهود على المستويين الاجتماعى والسياسى داخل مصراتة لتصبح ورقة ضغط على الدبيبة لتسليم السلطة حال انتهاء باشاغا من تشكيل الحكومة.. تمهيدا لإجراء الانتخابات وعبور المرحلة الانتقالية التى زادت عن ١٠ سنوات.. والقضاء على التوترات السياسية التى قد تدفع ليبيا لحافة الهاوية.

لكن فى الوقت الذى يعلن فيه باشاغا إجراء مشاورات لتشكيل الحكومة، يؤكد الدبيبة إعداد خطة متعلقة بالانتخابات وموعد إجرائها سيتم الإعلان عنها خلال ساعات.. مما يضع ليبيا فى حالة ترقب حذر ومخاوف من اندلاع مواجهات بين أنصار الطرفين بظهور رئيسى وزراء متنافسين على حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة.. والذى طالب بسرعة إجراء الانتخابات احتراما لــ 2٫8 مليون مواطن ليبى.

على أية حال  المشهد الليبى لايزال يسير ناحية التعقيد فى ظل مواقف دولية غير واضحة لحسم الأمر، وإيجاد ضمانات لإجراء الانتخابات فى أسرع وقت وتنفيذ خارطة الطريق.. مما يعطى الضوء الأخضر لمزيد من الانقسامات الداخلية فى ليبيا على جميع المستويات والتى قد تدفع الأمور لأكثر من ذلك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة