د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

احذروا.. رسائل الحرام!

محمد حسن البنا

الأربعاء، 16 فبراير 2022 - 07:22 م

«القرار يتخذ من يتخذه، وليس لنا إلا أن نجد الوسائل التى تمكننا من الدفاع عن أنفسنا»

إذا كنت تتلذذ بالحرام فمن حقى ألا تجبرنى عليه. المنادون بحقوق الإنسان كما يرونها، لا يعجبهم أن أتمسك بحقى فى العفة والطهارة. وكما تدعونى بشتى السبل، لارتكاب معصية تغضب ربى، لما لا تتيح لى فرصة دعوتك إلى الرشد والطريق السليم. أقول هذا لكل من يتصور أنه يريد أن تعم الفاحشة والفساد فى الأرض. وأيضا لكل من يريد فرض الهيمنة على الآخر، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو مجتمعيا وأخلاقيا وسلوكيا. أبسط مبادئ الحرية والديمقراطية التى تتشدقون بها علينا أن تتركونا ندبر أحوالنا بأنفسنا. وأن تتوقفوا، وفورا، عن نغمة حقوق الإنسان التى هى أبعد ما تكون عن حقوق وحريات البشر، إنما هى سيف مصلت للتدخل فى شئوننا.

ورسائل الحرام التى أقصدها ليست فقط الرسائل الأخلاقية مثل الشذوذ، بل هى رسائل عسكرية وسياسية واقتصادية ليست من حقوقهم بل هى لفرض الهيمنة والتدخل فى الشئون الداخلية للدول. من هنا أعجبنى بشدة الرد الدبلوماسى الصريح، الذى أعلنه وزير الخارجية سامح شكرى فى المؤتمر الصحفى مع وزيرة الخارجية الألمانية. وأعتقد أنه درس قاسٍ، حول ما يطالب به البعض فى ألمانيا بوقف صادرات الأسلحة وربطها بحقوق الإنسان. لكنه لن يوقف حملتهم ضدنا.

قال شكرى: «مصر أكدت فى كثير من المناسبات أنها لا تقيم علاقات على أساس المشروطية. ولكن على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول. ووفقا لقواعد وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية. عندما نتعاون يكون ذلك على أرضية من التفاهم المشترك للتحديات التى تواجهنا. وكان لجوء مصر إلى ألمانيا للحصول على احتياجاتها من التسليح بغرض حماية أمنها القومى وحدودها. العقيدة العسكرية المصرية مبنية على الدفاع عن أراضى مصر ومصر لا تقوم بأى عمل من أعمال الاعتداء. ووجود مصر قوية عسكريا أسهم بالتأكيد فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة بل وفى الإطار الأوروبى. فما تستطيع مصر أن توفره من أمن واستقرار فى هذه المنطقة كان له مردود مباشر على الأمن والاستقرار فى أوروبا. وبالتالى فان تعزيز قدرات مصر فى هذا الشأن يصب أيضا فى نطاق تعزيز الأمن الأوروبى. من ذلك ما قامت به القوات البحرية المصرية من جهود لإعاقة أى نوع من أنواع الهجرة غير الشرعية منذ سبتمبر 2016 إلى أوروبا هو من الأمور التى تهم الشركاء فى أوروبا. وأيضا عندما استطاعت مصر أن تواجه بدماء أبنائها من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين الأبرياء فى الهجمات الشرسة التى قامت بها التنظيمات الإرهابية التى استهدفت الأمن والاستقرار كان بفضل ما توفر لديها من تعزيز قدراتها العسكرية. مصر سوف تظل تلعب هذا الدور وأيضا تعقب نفاذ التنظيمات الإرهابية إلى الساحة الأوروبية والأثر المدمر للحالات التى نفذت على المواطن الأوروبى والألمانى. وإذا كانت هناك رغبة فى تخفيض قدرة مصر فى ذلك، فهذا القرار يتخذ من يتخذه، وليس لنا إلا أن نجد الوسائل التى تمكننا من الدفاع عن أنفسنا. وأن نستمر فى الاطلاع بدورنا المسئول فى حفظ السلم والأمن فى الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم من خلال شراكات إيجابية تقوم على المصالح المشتركة ومتفق عليها ومتسقة مع القوانين الدولية».
 كانت الوزيرة الألمانية قالت إن ألمانيا بصدد وضع سياسة تقييدية على صادرات الأسلحة الألمانية للدول التى تستورد منها الأسلحة، وأن هناك قانونا يجرى تشريعه ولم يصدر بعد.

موجة ضد الوطن
 هذا نموذج سيئ من الرسائل الحرام التى يوجهها أعداء مصر. وهناك نماذج أخرى تجرى فى محاولة لتقويض استقرار الوطن وخلخلة البنية الدينية والفكرية والقومية للأمة، كما يقول الصديق الكاتب المحترم العزب الطيب الطاهر:  نشهد تصاعدا مخيفا، والفضاءات أمامها متاحة على مصراعيها، سواء بالبرامج التليفزيونية أو الكتابة. وهى تعتمد على نفر يزعمون أنهم يجددون ويقدمون قراءة مختلفة للتاريخ والرموز والشخصيات المؤثرة فى تاريخنا. وتفسح قناة الحرة الأمريكية المجال لكاتب يهشم فيه دور وفعالية القائد العسكرى والصحابى خالد بن الوليد الذى وصفه  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  بأنه سيف الله المسلول ضمن سياق متجذر فيه لتشويه الرموز والصحابة. طبعا هذه موجة يشارك فيها هو مع آخرين فى المشهد الإعلامى وبعض من أصابهم العمى الفكرى بل والدينى لهز الثوابت، أقول الثوابت تنال بداية من الصحابة وصولا إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. طبعا هم يمضون على نهج الملحدين لتشويه الدين والفكر الإسلامى. نريد من علماء الأزهر الأجلاء تكثيف جهدهم العلمى والفكرى لتفنيد تهافت هذه المجموعات التى تزعم امتلاكها الحقيقة. بل أدعو إلى مؤتمر فكرى ينظمه الأزهر يخصص لبحث هذه الحالة وتشخيصها ومعالجتها وفق المنهجية العلمية والعقلانية حتى يمكن وقف هذه المخاطر على عقول العامة بالذات الأجيال الجديدة وسد المنافذ التى يخترقها هؤلاء».

رسائل الحرام تستهدف شبابنا. وتغزوهم من خلال الألعاب الإليكترونية، والأفلام والمسلسلات، والسوشيال ميديا وشبكات متعددة مثل نيتفلكس، وما فيلم أصحاب ولا أعز إلا حلقة من ضمن حلقاتهم. وهذه لن نستطيع إيقافها إلا بتحصين أبنائنا ضدها. وأقترح مؤتمرا علميا وفكريا، يحضره متخصصون وخبراء، يبحث الأزمة وحلولها، ويا حبذا لو يسبقه ورش عمل بحثية تعد له، حتى لا يتحول إلى مكلمة لا تفضى بشىء . اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

العزبى فى الجنة!
 تساءل فى كتابه العظيم «هل يدخل الصحفيون الجنة؟!». ولم يجب. لكننى أرى أن الصحافة مهنة ككل المهن، فيها الخطأ والصواب. فيها الخير والشر. وحسب الأعمال والنيات يدخل الصحفيون الجنة أو النار!. وبإذن الله دعائى لربنا أن يدخل أستاذنا محمد العزبى الجنة بعد عمر طويل، كما دعا لى فى إهدائه «يا رب تدخل الجنة»!. العزبى ذكرنى بالخير فى كتابه عند الحديث عن موقف مجلس نقابة الصحفيين ضد مراوغات الأستاذ محسن محمد رئيس مجلس إدارة الجمهورية عام 1987 لإعادة الكاتبين رياض سيف النصر وصلاح عيسى للعمل بعد خروجهما من المعتقل.

وإذا كانت أغلبية كتاب العزبى مقالات وخواطر سابقة له، إلا أنها تحمل بين طياتها عبق الذكريات عبر سنوات كفاح من أجل الحرية والكلمة الطيبة والتى هى مفتاح الجنة. لكن العزبى له فى قلبى مكان طيب لأنه أستاذ لأجيال عديدة من الصحفيين، وكاتب محترم، وفوق ذلك بلدياتى. قريته «العزيزة» وكانت فيما مضى «العجيرة» وبلدتى الكفر الجديد تسبقه ناحية المنصورة بـ 20 كيلومترا تقريبا. هو كاتب مميز فى تاريخ الصحافة. انتهى فى كتابه إلى خلاصة مهمة «الصحافة لم تعد صاحبة الجلالة «. بالرغم من سجنه وتعذيبه بسبب قناعات يسارية فى عهد عبد الناصر، إلا أنه لا يكرهه!. وكان من زملائه فى المعتقل صلاح عيسى وعبد الرحمن الأبنودى وجمال الغيطانى. الكتاب يستحق القراءة.

أصحاب القرار
 من إبداعات الكاتب الصديق سعيد الخولى «أصحاب القرار بين الجنة والنار»، أسعدنى أسلوب الرواية التاريخية بأسلوب الحكايات. فقد حول أحداث التاريخ إلى حكايات يسهل هضمها ولا تسبب عسرا فى الهضم. جمع شتاتا من الزعماء والقادة لكنه ألف بينهم. حيث ذكر من محاسنهم ومساوئهم ما يثير الخاطر ويقلب الفكر. وقد كشف عن سوءات البعض، سواء بقصد أو دون قصد. وأتوقف معه على المديح الذى كاله الأستاذ محمد حسنين هيكل للملك فاروق فى عيد مولده. قد أدرك غرض سعيد فى ذلك، لكنها كلمات تستحق الوقوف أمامها. كتب هيكل فى روزاليوسف عام 1944 «هذه هى الذكرى الثامنة لجلوسك يا مولاى على عرش مصر، ثمانى سنوات وأنت تحمل مسئولية هذا الوطن وهذا الشعب، كنت فيها نعم الملك الدستورى». ثم قال هيكل «تركت قصرك وعاصمة ملكك وذهبت إلى الصعيد لتزور جزءا من شعبك حلت به نكبة المرض. وهكذا أخذت عليك مصر كل تفكيرك لأنك تحبها ومصر يا مولاى تحبك». سعيد روى حكايات أخرى تستحق القراءة عن محمد نجيب وعبد الناصر والسادات وصدام.

الليمون والجرجير
 ليست نكتة، إنما حقيقة علمية أكدها الدكتور الألمانى هندريك شتريك عالم الفيروسات، والمتخصص فى مكافحة كورونا، قال: الجرجير أعلى نسبة حموضة لمقاومة فيروس كورونا. أوضح أن الرقم الهيدروجينى للفيروس التاجى (الكورونا) يختلف من 5,5 إلى 8,5، وأن علينا للقضاء على الفيروس، استهلاك المزيد من الأطعمة القلوية فوق مستوى الحموضة فى الفيروس، مثل الليمون الأخضر 9,9 درجة والليمون الأصفر  8,2، الأفوكادو 15,6 والثوم 13,2 والمانجو 8,7 والمندرين 8,5، البرتقال 9,2  والأناناس 12,7، أما الجرجير 22,7. ويؤكد أن الليمون مع ماء دافئ يقضى على الفيروس فى أوله قبل الوصول إلى الرئتين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة