عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

أمريكا تريد الحرب !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 17 فبراير 2022 - 08:19 م

رغم إخفاق توقعات الأمريكان ببدء الغزو الروسى لأوكرانيا يوم السادس عشر من هذا الشهر، إلا أن واشنطن مازالت متمسكة بأن بوتين ما برح  يستعد لهذا الغزو ، وتشكك فى إعلان موسكو سحب عدد من قواتها المحتشدة على الحدود الروسية مع أوكرانيا  بعد انتهاء مناوراتها العسكرية المشتركة مع قوات بيلاروسيا ، بل ويقول الأمريكان إن الروس زادوا من عدد قواتهم سبعة آلاف جندى جديد فوق المائة ألف جندى الذين سبق أن حشدوهم من قبل، ولذلك تستمر واشنطن فى تهديداتها للروس وتتوعدهم بعقوبات اقتصادية ضخمة اذا أقدموا على اجتياح الأراضى الأوكرانية . 


وهكذا تبدو أمريكا بتهديداتها للروس وكأنها حريصة على حماية أوكرانيا من غزو روسى وشيك كما يقول مسئولوها،  لكن المثير أن ثمة أصواتا بدأت ترتفع داخل وخارج أمريكا تقول العكس!..

أى تقول إن الأمريكان راغبون جدا فى الحرب ولا يريدون حلا سلميا للأزمة الأوكرانية ، بل إنهم بما أعلنوه عن الغزو الوشيك لأوكرانيا يحرضون الروس على القيام به حتى تفسد  العلاقات الأوربية الروسية بدلا من أن تقوى وتزدهر هذه العلاقات، وهو ما كانت تتوقعه مراكز أبحاث ودراسات أمريكية وغربية عديدة بعد تشغيل خط نورد ستريم ٢ الذى سينقل الغاز الروسى لأوربا عبر الأراضى الألمانية، حيث سيفتح هذا المشروع الكبير، الذى تعارضه أمريكا بشدة، الباب على مصراعيه لعلاقات ألمانية روسية متينة تقوم على المصالح المشتركة والمتبادلة، تكون مقدمة لعلاقات روسية أوربية متينة، وبعدها لن تكون أوربا محتاجة لحماية أمريكية، وهو ما سيكون له تداعياته السلبية  مستقبلا على دور أمريكا فى قيادة النظام العالمى الذى انفردت به بعد انهيار الاتحاد السوفيتى ..

أما اذا نشبت الحرب الروسية الأوكرانية فإن ألمانيا التى وافقت وتحمست   لتنفيذ مشروع خط نورد ستريم ٢ سوف تضطر فى نهاية المطاف لإيقاف هذا المشروع وعدم تشغيل هذا الخط ، وهو الأمر الذى ترفضه الآن، وبالتالى يتم إجهاض احتمال بزغ مع تنفيذ هذا المشروع فى علاقات روسية ألمانية وطيدة  تفضى مستقبلا لعلاقات روسية طيبة بين روسيا وأوربا كلها، وهو ما يخشاه الأمريكان.

 وهذا التحليل يلقى يوما بعد آخر قبولا استنادا إلى أن تحسن العلاقات الروسية الألمانية تحديدا كان  دوما هاجسا أمريكيا منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن، وفى ظل تجارب سعى أمريكا لتوريط العالم فى حروب سابقة لخدمة مصالحها والحفاظ على مكانتها الدولية، وهى المكانة التى تخشى أن تتضرر إذا ما تشكل نظام عالمى جديد.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة