يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

أعمال نجيب محفوظ الكاملة

يوسف القعيد

الخميس، 17 فبراير 2022 - 08:23 م

 

بعد انتهاء معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الأخيرة، يتبقى لعُشاق القراءة ومحترفى الكتابة ما يحتفظوا به من الأعمال التى حصلوا عليها من خلال المعرض.

ولولاه ما كانوا وصلوا إليها بسهولة ويسر وبنسب تخفيض بالأسعار ليست قليلة أحياناً.

وهكذا يتمثل حصاد المعرض كل عام بالنسبة لى فيما أُضيف إلى مكتبتى من كُتبه المهمة. وأتوقف بالذكر أمام الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ، التى تقع فى مجلدات أنيقة وجميلة وتفتح النفس على القراءة، أصدرتها دار الشروق صاحبة الحق فى إصدارها.

ونجيب محفوظ لمن يعرف أو لمن لا يعرف هو المؤسس الحقيقى لفن الرواية العربية فى أدبنا العربى الحديث.

وليس الدكتور محمد حسين هيكل صاحب رواية: زينب، الشهيرة.

كما جرى العرف على ذلك.

ولكن الروائى العربى الوحيد صاحب المشروع الروائى المتكامل هو نجيب محفوظ برواياته ومجموعاته القصصية ونصوصه المسرحية وكلها تعكس مغامرة إبداعية فى الكتابة الأدبية غير مسبوقة، وربما أيضاً غير ملحوقة.

ورغم أن قولى غير ملحوقة فيه مصادرة للمستقبل، فأنا أعتقد ذلك بصدق، وبعد متابعة مستمرة ودؤوبة للنتاج الروائى العربى المنشور والمتاح على الأقل فى حدود قدرتى على المتابعة التى أشهد لها بالمثابرة والدأب والاستمرار والتواصل.

فى المجلد الأول روايات نجيب محفوظ التاريخية الثلاث الأولى: عبث الأقدار، نصه الروائى التاريخى الأول، ورادوبيس، وكفاح طيبة.

ومعهم روايتى: خان الخليلى، والقاهرة الجديدة.

ويقول لنا التاريخ الأدبى الذى سمعناه من نجيب محفوظ نفسه فى حياته إنه فى البداية كان لديه مشروع روائى لكتابة تاريخ مصر بالنصوص الروائية.

وعلى هذا الأساس بدأ من مصر القديمة، ولا أقول الفرعونية.

فالفراعنة كانوا الحُكَّام.

أما الشعب المصرى فيمكن وصفه بالقديم إشارة إلى ذلك الزمان البعيد، ولكن نجيب محفوظ بعد هذه الروايات الثلاث اكتشف أن جورجى زيدان سبقه فى هذا، وكتب روايات تاريخ الإسلام، وكانت مشروعاً كاملاً متكاملاً، ورواياته معروفة، تجدها فى المعرض فى أكثر من مكتبة، رغم أن دار الهلال هى صاحبة الحق الوحيد فى طباعة أعمال جورجى زيدان باعتباره منشئها ومؤسسها، لكن تلك حكاية أخرى..

أعود إلى نجيب محفوظ الذى اكتشف بعد روايات ثلاث فقط تدور أحداثها فى مصر القديمة أن هناك من سبقه فى هذا المجال وهو جورجى زيدان، الذى كتب عن مصر الإسلامية وما حولها. رواياته الغزيرة والكثيرة والمتنوعة، فكانت لدى نجيب محفوظ شجاعة التوقف عن المشروع والاتجاه فوراً إلى الواقع المعاصر، وكتابة أعمال روائية حديثة، لا تأخذ من التاريخ قناعاً لها لتقول ما تريد قوله أو ما يريد الروائى حكايته من خلال هذا القناع.

وهكذا نجد فى المجلد الأول من مؤلفات نجيب محفوظ روايتين حديثتين؛ هما: خان الخليلى، والقاهرة الجديدة. حيث انطلق نجيب محفوظ بعد ذلك إلى الواقع المعاصر ليكتب عنه بشفافية وشجاعة وجرأة نادرة وبُعد فنى حافظ عليه فى جميع الأعمال، ووضعه نصب عينيه.

لذلك فقولى إنه المؤسس لفن الرواية العربية الحديثة ليس انحيازاً له، بقدر ما هو وقوفٌ مع الحقيقة العلمية والتاريخية المجردة..

إنها أهم تذكارات وهدايا معرض القاهرة الدولى للكتاب الأخير ودار الشروق.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة