صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أزمة الخمسينيات.. شهود زور للطلاق بـ«الأجرة»

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 18 فبراير 2022 - 05:24 م

كانوا السبب في ارتفاع نسبة الطلاق، وثبت أنهم يديرون معظم بيوت الأعمال المنافية للآداب ويرابطون أمام المحاكم الشرعية، ويتقاضى 20 أو 30 قرشًا عن كل شهادة زور يؤديها، بعدما يردد القسم: «والله العظيم أقول الحق».

وكان لـ«آخر ساعة» عام 1952 أن تكشف الستار عن المآسي التي تختفي وراء الرجل الذي يقف على باب المحكمة الشرعية، قائلا: عاوز شاهد؟!

وشاهد الزور يحفظ دائما هذه الجملة «والله العظيم أقول الحق»، وهو على استعداد أن يبيعها لأي واحد نظير التسعيرة المطلوبة، والتي تختلف باختلاف الزبون الذي يقع بين يدي شاهد الزور، ومعظم الضحايا من المطلقات اللاتي يجئن من أجل النفقة!

وكشفت المجلة وقتها أن شهود الزور يقسمون جميع المحاكم الشرعية فيما بينهم إلى مناطق نفوذ، ولا يستطيع الذي يمارس نشاطه أمام محكمة عابدين الشرعية مثلا أن يذهب لأداء شهادة أمام محكمة شبرا، وإلا تعرض للضرب لأنه تعدى على منطقة غيره.

وكان لكل محكمة شهودها الخصوصيون يتسكعون أمام أبوابها وإما يجلسون أمام مكاتب وكلاء الأعمال القضائية أو البوفيهات المتنقلة، وهناك نوع آخر من شهود الزور، وهم يعملون بالمشاركة مع فئات معينة من المحامين الشرعيين بعد أن يتفقوا على أن يحتكر الشاهد الزور أداء الشهادة في القضايا التي يترافع فيها المحامي نظير نسبة مئوية يدفعها شاهد الزور للمحامي أولا بأول!

كما كان يلعب شاهد الزور أدوارا هامة في قيمة النفقة التي يدفعها الزوج لمطلقته، حيث بعدما يقوم القاضي بإرسال خطاب إلى جهة العمل التي يعمل بها الزوج للإستفسار عن مرتبه بالضبط، وما إن يصل الرد للقاضي يصدر حكما للزوجة بمبلغ يوازي ربع هذا المرتب أو يزيد قليلا لو كان للمطلقة أبناء منه.

ولا تقتنع بعض المطلقات عادة بربع المرتب، فيلجأن إلى شهود الزور ليشهدوا بأن للزوج دخلا خارجيا غير مرتبه الحكومي، فيضطر القاضي بالحكم بزيادة النفقة، وفي إحدى المرات حدث أن امرأة مطلقة استعانت بشاهدي زور لزيادة النفقة، وبعد أن أقسما اليمين قال أحدهما: إنه لم ير الزوج مرة واحدة يركب الترام فكل تنقلاته بالتاكسي، وأن مطلقها كان يمتلك سيارة ثم باعها، وكان كل هذا الكلام من خيال الزوجة وشاهدي الزور!

وفي النهاية تبين أن هناك مهمة أخرى لشهود الزور وهي اصطياد المطلقات الساذجات من ساحات المحاكم وتحريضهن على الفسق بحكم وجودهم كل يوم في المحكمة، وبحكم اختلاطهم بالمطلقات، وأنهم يستطيعون على إقناعهم بوجة نظرهم بكره وأساليب ملتوية.

وبعد أن داهمت الشرطة أحد المنازل التي تقوم بالأعمال المنافية للآداب، وبناء على التحريات أفادت بأن اثنين ألقي القبض عليهما داخل المنزل يحترفان شهادة الزور أمام المحاكم الشرعية إلى جانب احترافهما هذه المهنة!

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة