أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

الرجل الذى نسيته جامعة القاهرة!

أخبار اليوم

الجمعة، 18 فبراير 2022 - 07:01 م

مرت الذكرى الـ ١٥٠ لمولد مفكرنا الكبير د.أحمد لطفى السيد يناير الماضى مرور الكرام!!


قرن ونصف قرن كانت مناسبة فريدة للاحتفال بهذا العالم الذى أنار كل منبر اعتلاه، وشرف به كل منصب تولاه.. فقد سعت إليه المناصب، ولم يسع لأى منها.


مشوار علمى وسياسى ووظيفى حافل قطعه الدكتور لطفى السيد من العمل بالنيابة العامة، فالمحاماة، فالصحافة، ثم تكوين حزب سياسى سعيا إلى استقلال الدولة المصرية بدستور مستقل، ليترأس بعدها «دار الكتب»، فمترجما مرموقا، ثم منضما للزعيم سعد زغلول ورفاقه.


عقب ذلك تم تعيينه  مديرًا للجامعة المصرية بعد أن أصبحت حكومية، فاتسعت وتنوعت مشاعلها، وافتتحت كليات جديدة للهندسة والحقوق والتجارة والزراعة، والطب البيطرى ، وخلال هذه الفترة تخرجت فى الجامعة أول دفعة من طالباتها.


وفى خضم ذلك قاتل أحمد لطفى السيد دفاعا عن استقلال جامعته، فقام بتقديم استقالته منها مرتين.. الأولى فى ٩ مارس ١٩٣٢ احتجاجًا على قرار مجلس الوزراء بنقل د. طه حسين من الجامعة لعمل آخر حكومى، والثانية سنة ١٩٣٧ احتجاجًا على اقتحام الشرطة للحرم الجامعى.


بعدها تولى وزارتى المعارف والخارجية، فعضواً بمجلس الشيوخ،  ثم ترأس مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة ١٩٤٥ وظل يشغله حتى وفاته سنة ١٩٦٣.
عاش الرجل حياته عفيفا نقيا قويا فى الحق، وهو من أطلق المقولة الشهيرة أن «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية».


كان فارسا فى اختلافه.. يرى أن الاختلاف تنوع وثراء فى الأفكار، وهو أمر طبيعى أن يختلف الناس ولا يتطابقوا، بعكس مانراه اليوم من عدم قبول البعض للاختلاف حتى لو كان للصالح العام، فنرى البعض إذا خاصم فجر، وإذا اؤتمن خان!!


قرأت مرة رأيا للدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، يقول إن الفجور فى الخصومة هو البعد عن الحق والاحتيال لتحقيقه، فإذا خاصم أحدهم رجلا.. سلك معه كل السبل غير المشروعة، واحتال فيها باختلاق الاتهامات، وإطلاق الشائعات، ونهش الأعراض، والعناد فى الخصومة!!
كيف  يكون البعض أستاذا جامعيا ويكون بهذه الأخلاق؟!  رحم الله دكتورنا احمد لطفى السيد الذى نسيته جامعته فى ذكرى مولده!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة