رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

رحل عاشق صحافة الخبر

رفعت فياض

الجمعة، 18 فبراير 2022 - 08:36 م

رحل أحد أبرز عشاق صاحبة الجلالة بعد أن أعطاها عمره كله منذ أن كان طالباً بالمرحلة الثانوية فأعطته الصحافة مكانة متميزة ليصبح أحد قياداتها وكتّابها على مدار معظم سنوات حياته.

رحل عن عالمنا الكاتب الصحفى الكبير جلال دويدار رئيس تحرير جريدة «الأخبار» الأسبق، عن عمر ناهز 86 عامًا، والذى تلمذت نفسى على يديه مع أننى لم أعمل معه بشكل مباشر لكونى منتسبا لجريدة «أخبار اليوم» وكان هو فى جريدة «الأخبار»، لكن تميزه فى العمل الصحفى فرض على وعلى كل أقرانى أن نسعد عندما يحالفنا الحظ بلقائه ونستمع لتوجيهاته ونتابع نشاطه الصحفى وانفراداته خاصة وأننى بدأت حياتى وأنا طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة متدربا بجريدة «الأخبار» مع الراحل حامد زيدان «بصفحة العمال «وقتما كان الراحل أحمد زين مديرا لتحرير جريدة «الأخبار» وكان جلال دويدار نائباً لرئيس التحرير، كان له مكانة متميزة بين قيادات جريدة «الأخبار»، معظم حياته الصحفية خاصة وأنه ظل لسنوات طويلة مسئولا عن السهرة لتغيير الطبعات الخاصة بالجريدة وكان الراحل موسى صبرى يثق فيه بشكل كبير جدا.

تميز جلال دويدار بشكل خاص فى صحافة الخبر، وكان من أشهر من تولى تغطية أخبار مطار القاهرة واستطاع خلال عمله هناك أن يحقق انفرادات صحفية مميزة إلى ان تم تعيينه رئيسا لقسم «الأخبار» عام 1968، وعندما اقتربت منه أكثر وأكثر بعد استقرارى فى العمل بجريدة «أخبار اليوم» بعد تخرجى عام 1976 كان كلما تصادف وإلتقينا معا أفاجأ بأنه يناقشنى فى أدق التفاصيل التى أنشرها فى الشأن الجامعى ويشجعنى على كل ما أكتبه خاصة فى حملاتى الصحفية التى كنت أقوم بها وكان السبب فى ذلك أننى اكتشفت أنه كان قد سبقنى فى تخصص الجامعات عندما بدأ هو التدريب بجريدة «الأخبار» وهو طالب بالمرحلة الثانوية مع الراحل لطفى حسونة فى قسم الجامعات الذى كان يشرف عليه، وبدأ يعمل مندوبًا لأخبار الجامعات من داخل جامعته، واستمر هكذا لمدة عام دون أن يتقاضى أى أجر، وعندما علم الراحل مصطفى أمين وكان يتابع نشاطه الصحفى بالجريدة قرر ضم جلال دويدار إلى قسم الأخبار، وأصدر قرار بتعيينه محررًا تحت التمرين بمرتب 12 جنيهًا.

وقد تولى الرحل قيادة جريد «الأخبار» كرئيس تحرير لمدة 15 عاماً، بدأ من إبريل 1991 وحتى يونيو 2005، حقق فيها انفرادات ضخمة ومتعددة فى مختلف المجالات، وقام بتغطية العديد من الأحداث العالمية المهمة، وكان الراحل دائماً يقف بجانب المواهب الشابة ويدعمها وكان ابرز من تبناهم وساعدهم فى إظهار تميزهم هو الراحل ياسر رزق الذى ظل يدين له هو الآخر بالوفاء والعرفان والتقدير حتى توفاه الله منذ أيام قليلة وظل دويدار يكتب بجريدة «الأخبار» حتى وافته المنية أمس ليرحل أحد فرسان الصحافة المتميزين.
رحم الله أستاذى وأستاذ الأجيال جلال دويدار.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة