نحت بعنوان حورس للفنانة شيماء رجب
نحت بعنوان حورس للفنانة شيماء رجب


التحليق بأجنحة من خشب l أحلام جيل من المبدعين فى صالون الشباب

آخر ساعة

الأحد، 20 فبراير 2022 - 01:56 م

رشيد غمرى
 

«الحلم أرض الإبداع» هو عنوان الدورة 32 من صالون الشباب لهذا العام، الذى افتتحته وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، ورئيس قطاع الفنون التشكيلية، الدكتور خالد سرور، واستمر حتى منتصف فبراير فى قصر الفنون بساحة الأوبرا، ويشارك به ما يقرب من 200 فنان شاب فى الفروع المختلفة، فكيف عكس المعرض واقع التشكيل المصرى لدى الجيل الجديد؟ وما أهم الأفكار، والاتجاهات، والأحلام التى ظهرت فى أعمالهم، استجابة لعنوان المعرض؟
 

بداية يثير العنوان تساؤلا حول ما إذا كان الحلم أرضا للإبداع، أم أنه سماء أو فضاء له. خصوصا أن أكثر ما ينتظر من الصالون هو الإدهاش، والتجريب، وطفرات الرؤى والأساليب، عبر تحليق الخيال إلى أبعد مدى ممكن، بينما الأرض هى الواقع المتاح، وأحيانا الجاذبية التى تهدد المحلقين والحالمين بالسقوط. وبالقفز على هذه الملاحظة، وبتقصى العنوان فى الأعمال المعروضة، يمكن أن نلاحظ حالة من التعقل، وافتقاد الجرأة والمغامرة، والميل للتحقق عبر الالتزام بما هو متفق عليه جماليا، وفكريا. ومع ذلك فهو لا يفتقد تجارب، ومواهب جديرة بالالتفات. 

 

على المستوى الأدبى والخطابي، يبدو الحلم الأكثر تكرارا هو الطيران والتحليق. وهو حلم إنساني، قدم ببراءة، ليعبر عن توق التحرر من المادى إلى الروحى أو المعنوي، ومن الفانى إلى الخالد. وأحيانا يبدو كحلم طفولي، يعبر عن سعادة الدهشة الأولى باكتشاف العالم، أو تنبيه اللاوعى إلى أهمية الاستقلال الشخصي. وفى أحيان قليلة ظهر فى شكل ميل للفرار، ولو إلى المجهول، وفق مناهج التحليل عند فرويد ويونج وكلفين، وغيرهم. كما يظهر قليل من الأعمال فكرة السقوط، أو لحظة القفز التى ليس مؤكدا إن كانت ستنجح، ما يعكس شعورا بالعجز، وعدم القدرة على مواجهة الواقع، وفق «هانز هويف»، أو الخوف من الفشل عند «كلفين».
وانطلاقا من الملاحظات العامة، يمكن الإشارة إلى بعض الأعمال المميزة، منها ما قدمه أحمد شعبان أبو العلا «تصوير» فى عمل بالأكريلك وورق الذهب يصور قاربا بعين طائر، قادر حتى على رؤية ما تحت الماء.

 

وما قدمه أحمد عبد الحميد الشافعي، فى لوحته «الحديقة الملكية» لمائدة وسط حديقة مثمرة، يجلس فيها الإنسان تاركا طعامه للطيور. كذلك وجوه أحمد محمود سعيد فى الظلام، التى تذكرنا بوجوه جويا. ولوحة سارة محمد خير لوجه امرأة فى مرآة، تتسلقها القطط، مع فراشات غير ملونة تتطاير هنا وهناك. كذلك لوحة كريم رأفت الذى يحلق برداء فرعونى على متن سمكة آلية حاملا الكوكب. ولوحة دائرة الحرية لماجى عاطف مريد، وحاملو الكلاب لمحمد أحمد أمين، والعمل المميز «لست أنا» لمحمود عبد الشافى بيومى الذى يظهر قردا، يجلس عاليا ليراقب حشدا من المهرجين. كذلك لوحة مى يس أحمد، لفتاة، ولوحة يمنى رمضان السيد التى تقدم بعين طائر لوحة «وقت الفتيات» داخل غرفة البنات. واللقطة المربكة ليوسف إدريس عبده بعنوان «البحث عن الهوية» لشخصين يقفزان فى الفراغ.

 

وما يقدمه جورج سامح صبحى من رؤية بريئة للحلم فى صورة نحت يجسد الأمومة، أو منحوتة سارة ماهر قاسم التى تقدم الحلم كفتاة تترقب. أما شيماء رجب عبد الرؤوف، فاختارت التحليق بأجنحة من خشب على هيئة كائن آلى له جناحان، ويعمل ميكانيكيا بطريقة بدائية، ويحمل اسم حورس. وقدمت فاطمة محمد خالد منحوتة من الرخام بعنوان الصحوة عبارة عن طائر مدجن بلا أجنحة تقريبا، ولكنه مزهو بذيله. وقدمت ميسون مصطفى الزربة أجنحة غليظة للاحتضان وليس للتحليق. وفى مجال الخزف قدم محمد رشدى جابر كواكبه المحلقة فى الفضاء، وقد غزتها الحشرات. فى حين تقدم نوران عبد الحميد شلبى أحلامها على شكل ملابس خزفية معلقة، وتسمى العمل «ستصبح حقيقة». أما نوران محمد الغباشى فتقدم أحلامها الملونة فى هيئة طائرات ورقية خزفية. والفكرة نفسها قدمتها بشكل آخر هاجر مراد بالخزف دون كثير من الألوان. وفى لوحة من فن الجرافيك، تقدم شروق طارق خليل - الطائر بوصفه أنيسا لوحدة فتاة على مقعد يغرق، ولا نعرف من منهما يلوذ بالآخر. أما منى مجدى الشحرى فتحاول الطفو من القاع عبر منطاد، معلق بسمكة، فى عمل من الجرافيك أيضا، وتمسك هبة نظمى موسى طائرها بخيط ليطير دون أن يحلق بعيدا بينما تراقبها العيون من كل مكان. وفى مجال الفنون الرقمية يقدم زياد طارق على فتاة تطيّر بالونها الذى سرعان ما أصابته السهام. 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة