سميرة محسن
سميرة محسن


سميرة محسن: الوسط الفني ناكر للجميل !

أخبار النجوم

الأحد، 20 فبراير 2022 - 02:08 م

محمد بركات
 

حينما تعود لمكتشف عدد من نجوم الساحة حاليا مثل أحمد عز وخالد النبوي وماجد الكدواني وغيرهم، ستجد ورائهم اسم الفنانة والمنتجة سميرة محسن، التي دعمت تلك الأسماء في بداية مشوارهم، بل ومنحتهم فرصة البطولة الأولى، لكن رغم ذلك فهي تعاني الآن من الغياب عن الساحة، واصفة الوسط الفني بأنه “ناكر للجميل”، ومؤكدة في ذات الوقت أنها أعتزلت العمل الفني كممثلة ومنتجة نهائيا.. 
 

هل قررت العودة مرة أخرى للتمثيل بعد غياب لعدة سنوات؟

هذا غير صحيح، أعتزلت التمثيل منذ سنوات، والقرار جاء في  الوقت المناسب، لأن قواعد العمل الفني تغيرت، وأنا تربيت على أسس ومبادئ أتبعتها طوال مشواري، وهي قواعد كل جيلي أيضا، لكن الآن التمثيل غاب عنه الإلتزام، وأصبح المنتج سيد العمل بدلا من المخرج، والسيناريوهات أصبحت “سلق بيض”، وأصبحت تعتمد على ورش كل شخص فيها يكتب حلقتين، بل يتم كتابة الحلقات أثناء التصوير، وهذا عكس العمل في الماضي، حيث كنا ندخل العمل بعد دراسة كل الحلقات وطبيعة شخصيتنا، لذلك فمن الصعب أن أعمل في تلك الأجواء الغير صحية، فمن غير المقبول المشاركة في عمل أنتظر فيه ممثلة شابة للحضور لمدة 3 ساعات!


 بدايتك الفنية كانت من خلال المسرح.. هل لديك اشتياق للعودة للعمل المسرحي مرة أخرى؟

لدي إكتفاء ذاتي بمهنة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية، فهي تمنحني “إشباع فني”، ويكفي أنني أصنع جيل جديد من الفنانين، وأشاهد معهم عروض من مختلف أنحاء العالم.


 ما رأيك في حال المسرح المصري؟

“هو فين المسرح؟”.. أين العروض التي تدفعني للذهاب إلى المسرح، قد يكون لـ”كورونا” جزء من التأثير، لكن أيضا أين المخرجين والكتاب؟، أتذكر أنني بدأت حياتي الفنية مع مخرجين كبار على رأسهم كمال ياسين، نبيل الألفي، حسن عبد السلام وغيرهم، ومؤلفين كبار أمثال نعمان عاشور، عبد الرحمن الشرقاوي، وصلاح عبد الصبور، مؤخرا كان هناك عدد من العروض الجيدة ضمن إنتاجات “كايرو شو”، لكن سعر التذكرة غير متاح لأغلب الجمهور، ما يعني أنها عروض للطبقة الغنية والسياح العرب. 


 أول مرة تقف على خشبة المسرح كان من خلال مشاركتك في مسرحية “خيال الظل” مع القديرة سميحة أيوب.. كيف كانت كواليس العمل؟

بدايتي المسرحية كانت مع الراحل عبد الله غيث والمخرج نبيل الألفي، وكنت وقتها طالبة في المرحلة الثانية بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم رشحني المخرج كمال ياسين لتقديم دور “هدية” في مسرحية “خيال الظل”، وقتها وافق د. رشاد رشدي - عميد المعهد وقتها - على مشاركتي، ودعمتني وقتها “سيدة المسرح”، سميحة أيوب، التي كسرت حاجز الخوف بيني وبينها حينما قالت لي: “إنتي خليفتي في المسرح”، وهذه الجملة تاج على رأسي أفتخر به حتى الآن.


 هل وجدت إعتراض من الأسرة على عملك بالفن؟

أثناء دراستي في كلية الآداب قسم علم نفس وإجتماع جامعة عين شمس، رفض خالي عملي بالتمثيل إلا بعد إنتهاء دراستي، ثم قدمت في المعهد العالي للفنون المسرحية وأنا طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب، وجمعت بين المعهد وكلية الآداب، ثم حصلت على ليسانس الآداب، وبعد حصولي على الماجستير والدكتوراة، رحبوا بعملي في الفن، والحمد لله لم أقدم عمل أندم عليه أو أتبرأ منه. 


 ما رأيك في مستوى الدراما التليفزيونية مؤخرا؟

المسلسلات تطورت كثيرا، سواء على مستوى الإخراج أو التمثيل أو التصوير أو الإنتاج، وفي العام الماضي شهدت عدد من الأعمال المميزة، منها “الاختيار 2، هجمة مرتدة، لعبة نيوتن، القاهرة كابول”، وكلها أعمال أثبتت قدرات نجوم مصر، لكن تميز بشكل خاص النجوم منى زكي وحنان مطاوع وطارق لطفي.. وأنا سعيدة أيضا بتعدد الأعمال المسلسلات الوطنية التي أنتجت مؤخرا، فالجيل الحالي يحتاج إلى “جرعة إنتماء”.


لماذا اختفت الأعمال التاريخية والدينية عن الدراما المصرية؟

لأنها تحتاج ميزانية ضخمة، والوضع الاقتصادي بعد “كورونا” لا يسمح بذلك، كما أن تلك المسلسلات تحتاج إلى توفير الميزانية الأكبر للملابس والجرافيك والإكسسوارات، في حين أن الجزء الأكبر من ميزانيات الأعمال الآم يذهب إلى الأجور المبالغ فيها للفنانين.


ما رأيك في تكرار تحويل الأفلام السينمائية الكلاسيكية إلى مسلسلات؟

هذا إفلاس في التأليف، كما أن تلك الأعمال لا تحقق نجاح لأنها تكون مجرد “نسخ مشوهة” من أصل ناجح. 


أختفى مؤخرا بعض النجوم الكبار عن الساحة الفنية.. ما سبب ذلك؟

معظم الكُتاب أو ورش الكتابة لجأت إلى كتابة المسلسلات لممثلين شباب، ويتم الإستعانة بالنجوم الكبار كضيوف شرف أو في أدوار صغيرة، وأنا حزينة من تواجد ممثلين شباب بكثافة لا يجيدون نطق الكلام بشكل سليم، بينما يوجد عدد كبار النجوم يجلسون دون عمل.. مثلا “أين توفيق عبد الحميد وسهير المرشدي وعبد الرحمن أبو زهرة وغيرهم؟”.. الممثلون الكبار أصبحوا مثل  “خيل الحكومة” يضرب بالنار عندما يشيخ.


 هل ساهمت في دعم نجوم شباب من أبناء المعهد؟

دعمت عدد كبير من النجوم في بداية مشوارهم، وتنبأت بنجوميتهم وقتها، مثل أحمد عز الذي أسندت له دور البطولة في فيلم “ملاكي إسكندرية”، وأيضا خالد النبوي وأحمد السقا ورامز جلال ومجدي كامل وإلهام شاهين وحسن الرداد وماجد الكدواني ورانيا فريد شوقي وسوسن بدر وروجينا ود. أشرف زكي وكمال أبوراية، كل هؤلاء النجوم قدمتهم في أدوار البطولة في بدايتهم، وأصبحوا الآن نجوم، وسعيدة بأنهم مازلوا يعترفون بهذا الأمر، وآخر إكتشافتي الفنية كانت الممثل طارق صبري، الذي تخرج من كلية الهندسة ثم إلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية. 


 هل يمكن أن تعيد تجربة الإنتاج مرة أخرى؟

“بمن سأعمل لو قررت ذلك؟”.. كما ذكرت الأجيال الجديدة بعضهم لا يجيد نطق الكلام بشكل صحيح، والبعض الآخر لا أعرف حتى أسمائهم، وأنا سعيدة بما قمت بإنتاجه من أعمال تركت بصمة، منها فيلم “سنة أولى نصب” لأحمد عز وخالد سليم ونور وداليا البحيري، وهو أول فيلم شبابي، وحقق وقت عرضه نجاح كبير، أيضا فيلم “ملاكي إسكندرية” لأحمد عز ونور ومحمد رجب وغادة عادل، وهو أحد أفضل في تلك الفترة وأكثرها نجاحا، وأيضا فيلم “غرفة 707”، لكن حاليا لا أفكر في تلك التجربة. 


 ساهمت في دعم بعض النجوم في بداية مشوارهم الفني..  لماذا لم تستعين بهم كنوع من رد الجميل؟

من تتحدث عنهم هم نجوم الساحة حاليا، وهو أمر يسعدني كثيرا،  وأن لا أستطيع دفع أجورهم في الوقت الحالي، لأنها أصبحت فوق مستوى قدراتي كمنتجة، كما أنني لا يمكن أن أحرج نفسي بطلب مشاركتهم بأجور قليلة كنوع من رد الجميل، “لأن مفيش حاجة عندنا في الفن إسمها رد الجميل”.. أنظر مثلا لمحمد رمضان أجره في أي عمل الآن يتخطى الـ40 مليون جنيه.. كم منتج يمكنه دفع هذا الأجر. 


 على ذكر محمد رمضان.. هل بالفعل لازال يدرس في الفرقة الثانية بالمعهد العالي للفنون المسرحية؟
بالفعل، حيث يقوم بدفع مصاريف الإعادة لكن لا يحضر، وأعتقد أن رمضان يحتاج يرشده إلى التصرف بشكل سليم، ونحن كان لدينا أساتذة من كبار النجوم يرشدونا إلى الطريق الصحيح في الفن، لكن لأن رمضان حصل على البطولة مبكرا ليس لديه الثقافة والوعي في التعامل مع الآخرين، ولا يسمع لنصائح أحد، وصنع العديد من الأعداء في الوسط الفني بسبب نقص خبرته وغياب الذكاء، وفي حين تجد كل الوسط الفني - خاصة الشباب – مرتبطين بعلاقات صداقة، ستجد رمضان وحيدا دون أصدقاء، وذلك بسبب تصريحاته التي تثير غضب النجوم الكبار والشباب على السواء، مثل تصريحه أنه يحصل على أجر أكبر من “الزعيم” عادل إمام.. وأنا أرد عليه كيف تقارن نفسك بقيمة مثل عادل إمام، لا يوجد في الفن ما يطلق عليه “نمبر وان”، وتذكر أن الغرور يقتل صاحبه، حتى ولو كان موهوب. 


 وأخيراً.. يرى البعض أن الكثير من المهرجانات أصبحت جوائزها بلا قيمة، وبعضها تحول إلى عروض أزياء للنجمات.. ما رأيك في هذا الرأي؟
سابقا كنا نذهب لمهرجان القاهرة السينمائي في الأوبرا بكامل أناقتنا، حيث كان الفنان المصري واجهة لبلده أمام العالم، وكذلك المهرجان كان يعرض أعمال من مختلف أنحاء العالم ذات قيمة كبيرة، والحضور الجماهيري كان ضخم وليس مهرجانات للفنانين، لكن في المقابل لا يمكنني أن أتدخل في حرية أي فنانة ترى أن المهرجانات السينمائية مجرد عرض للأزياء. 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة