اليسون بعد القاء القبض عليها - اليسون قبل التحاقها بتنظيم داعش
اليسون بعد القاء القبض عليها - اليسون قبل التحاقها بتنظيم داعش


محاكمة مدربة أمريكية في صفوف “داعش”

أخبار الحوادث

الأحد، 20 فبراير 2022 - 04:09 م

دينا جلال

على مدار الفترة الماضية بسط تنظيم داعش الإرهابي نفوذه على وسائل الإعلام الأمريكي ليحتل العناوين الاولى بإعلان الرئيس الامريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أبو بكر القرشي في غارة أمريكية بالتزامن مع قضية شديدة الاهمية تنظرها المحاكم الامريكية بعد مثول سيدة أمريكية «تمامًا» كما يصفها الاعلام الغربي بتهمة قيادة كتيبة نسائية عسكرية لتنظيم داعش فى سوريا لعدة سنوات لتنتهي رحلاتها الإرهابية باعتقالها ومثولها للمحاكمة.
 

استعرضت الصحف الأمريكية تفاصيل قصة أليسون فلوك إكرن - 42 سنة- او امرأة كانساس التي  اعلنت وزارة العدل الأمريكية اعتقالها في سوريا ونقلها عبر قوات مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى فيرجينيا لتواجه اتهامات قضائية بتقديم الدعم المادي والمعنوي الكامل لتنظيم داعش والتآمر على الولايات المتحدة الامريكية، وصدرت لائحة اتهاماتها عبر الشرطة الفيدرالية لتؤكد تولي أليسون، معلمة امريكية من ولاية كانساس، مهمة تدريب النساء والأطفال على استخدام الأسلحة وارتداء السترات الانتحارية وهدفت تدريباتها إلى الهجوم على الأراضي الأمريكية عبر هجمات دموية في مراكز التسوق والحرم الجامعي المكتظة بالأشخاص.


غسيل مخ

تلقت أليسون منذ ايام قليلة حكمًا قضائيًا امام محكمة ولاية فيرجينيا برفض القاضي الإفراج عنها بضمان الكفالة لان الإفراج المؤقت عنها تهدد سلامة المجتمع، وأثناء المحاكمة اعرب القاضي إيفان ديفيس عن دهشته حول لغز تحول فتاة أمريكية تماما -أى لا تحمل أى جذور عرقية أخرى- إلى قائدة إرهابية تترك الحياة في امريكا بإرادتها بل وتكرهها وتتوجه إلى التنظيم الإرهابي بسوريا قائلا: «كيف تتحول فتاة مثل أليسون إلى شخص يرغب في القتل والانتقام إلى هذا الحد، وانتهت تساؤلاته بتأكيد تعرض أليسون إلى عملية غسيل مخ متقنة مثل آلاف المتطرفين الأجانب، ووصل الامر إلى حد تأكيد أحد المدعين الفيدراليين الأمريكيين امام المحكمة؛ أن آراء أليسون ومعتقداتها الإرهابية وصلت إلى درجة 11 أو 12 على مقياس التطرف الذي يبدأ من 1 إلى 10 لقياس مدى تطرف اى شخص، وفي حالة إدانتها تواجه عقوبة تصل إلى 20 عامًا في السجن.


قصة أليسون حملت تساؤلات عديدة اطلقها الاعلام الأمريكي حول سيناريو هروب وتجنيد أليسون وهى المدرسة الأمريكية المستقرة عائليًا وعاطفيا لتفاجئ الجميع بهروبها من زوجها الامريكي، جيمس فلوك وسفرها إلى سوريا برفقة ابنيها لتساوم والدهما وتطلب منه إرسال الاموال لاستعادة ابنائه دون جدوى، وتسبب تحولها إلى الإرهاب فى حالة ذهول لدى معارفها واقاربها وحتى معلميها السابقين ممن التقتهم الصحف للتعرف على شخصيتها في الماضي، أكدوا ان سنوات مراهقتها وشبابها في مدينة توبيكا الصغيرة بولاية كنساس كانت مثل أى فتاة امريكية بل تتميز بذكائها وجذبها لمن حولها فلم يكن لديها أى توجهات متطرفة أو إرهابية بل كانت تسعى للحصول على شهادة جامعية للتدريس المتخصص.


زيارات إرهابية

كشفت السلطات الأمريكية والسجلات العامة تفاصيل لائحة اتهامات صدرت عام 2019 أشارت إلى أن أليسون تنقلت بين امريكا ودول الشرق الاوسط مع زوجها واطفالها في زيارات متكررة قبل انضمامها بشكل كامل إلى تنظيم داعش، وفي عام 2012 التحقت أليسون بصفوف التنظيم وفي عام 2014 انتقلت عبر محطة العبور الاشهر لدى المتطرفين الاجانب او تركيا، ومنها الى سوريا بقصد «الاستقرار في أرض الجهاد» كما زعم الإرهابيون في ذلك الوقت حيث كان عام 2014 ذروة نفوذ وانتشار تنظيم الدولة الإرهابي على الصعيد العالمي بعد الاستيلاء على مدينة الموصل من الجيش العراقي ومدن عديدة في سوريا، وتشير جريدة ديلي ميل إلى زواج أليسون فى ذلك الوقت من شاب ينحدر من عائلة ثرية ذات نفوذ كبير فى تركيا.


أليسون كانت الابرز بين نساء داعش، وصفوها بالمدربة الأجنبية أو الأمريكية، وفي عام 2016 انتقلت إلى مدينة الرقة التي اتخذتها داعش عاصمة لها، وقامت داعش فى تلك الفترة بتكوين كتيبة اطلقت عليها «كتيبة نسيبة» وهي كتيبة عسكرية تتكون من عناصر داعش من السيدات المتزوجات بغرض تحويلهن إلى مقاتلات داعشيات، وسرعان ما تولت أليسون دورًا قياديًا أبرزته لائحة الاتهام الموجهة لها عبر روايات شهود عيان ممن اكدوا أن أليسون درست فى فصول الكتيبة وتضمنت التدريب البدني والطبي والدروس الدينية، وطورت دورات قيادة السيارات المفخخة بالإضافة إلى طرق حزم وإعداد حقيبة سفر خادعة مليئة بالمتفجرات والأسلحة وغيرها من الإمدادات العسكرية، واكد أحد الشهود؛ أن قادة داعش واعضاء الكتيبة العسكرية كانوا فخورين بوجود مدرب أمريكي بينهم، وقامت أليسون بتدريب النساء على التسلل إلى مواقع العدو ببنادق او تفجير القنابل اليدوية والسترات الناسفة عند نفاد الذخيرة، وتولت قيادة كتيبة التنظيم عبر السفر إلى عدة مراكز تدريب منتشرة في جميع أنحاء الرقة وغيرها من المدن لتعليم نساء داعش كيفية الدفاع عن أنفسهن ضد أعدائهن.


مخططات أليسون

كشفت مصادر مكتب التحقيقات الفيدرالي عن إنفاق أليسون وزوجها المدرب القناص ضمن صفوف داعش عشرات الآلاف من الدولارات لشراء بنادق كلاشينكوف وقنابل يدوية وأسلحة أخرى، وكشف المصدر تفاصيل مخططات أليسون لتنفيذ هجمات ارهابية داخل الولايات الامريكية على الجامعات الامريكية بسبب ارتداء الشباب والطلاب ملابس غربية، واقترحت تنفيذ الهجمات بحقائب ظهر مليئة بالمتفجرات وبالاحزمة الناسفة، ووضعت خطط إيقاف سيارات مفخخة في الطابق السفلي أو جراج السيارات في المراكز التجارية، وكذلك التفجير بالهواتف المحمولة، واصرت على تنفيذ الهجمات فى المواقع التي تضم حشودًا كبيرة من الناس حيث تعتقد أن أي هجوم لا يستهدف أو يقتل عددا كبيرا من الاشخاص هو «ضياع للموارد المالية والبشرية» وكانت تخطط لدخول الولايات المتحدة عبر المكسيك بهوية مزورة لتنفيذ الهجمات، ووفقًا للمصادر لاقت خطط أليسون موافقة من زعيم التنظيم الإرهابي وقتها أبو بكر البغدادي والذي قتل في عملية أمريكية في عام 2019.


زيجات متكررة

تلقت أليسون دعمًا هائلا من التنظيم الإرهابي الذي كلف نساءه المتزوجات بحضور تلك التدريبات بشكل الزامي، واكتسبت ثقة كبيرة بسبب زواجها المتكرر من قادة ومسئولين فى التنظيم، وفي عام 2016 قتل زوجها في غارة جوية على مدينة تل أبيض السورية اثناء تنفيذه هجوم إرهابي، وبعد أشهر تزوجت من أحد أعضاء داعش المتخصصين في تصنيع وإطلاق الطائرات بدون طيار ومنها طائرات كانت تستخدم لإسقاط أسلحة كيماوية وتوفى بعد عام لتتزوج أليسون بعد أربعة اشهر من زعيم بارز في داعش مسئول زاد من فرصها لقيادة الصفوف الاولى لكتائب القتال النسائية.


ويبدو أن انشطة أليسون الإرهابية امتدت عبر مجالات عديدة حيث تواجه اتهامات بتدريب أطفال لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات وتتولى مهمة تعريفهم بطرق استخدام الرشاشات والتخطيط لتطبيق أسس الجهاد الدموي طبقًا لتعليمات التنظيم الإرهابي، اكد احد الشهود؛ أنه رأى أليسون وهى تتولى مهمة تدريب أحد أطفالها وعمره خمس سنوات أثناء حمله سلاح فى منزلهما فى سوريا، لم تكتف أليسون بالتدريب العسكري والتخطيط للهجمات فقط لتكشف التحقيقات الفيدرالية توليها مهام الترجمة لتسهم في نشر خطابات وبيانات ورسائل التنظيم على نطاق واسع عبر الإنترنت.


رفض عائلي

اخيرا ننتقل إلى فصل آخر من حياة أليسون وهو علاقتها بعائلتها فى امريكا حيث يشير أحد الشهود في لائحة الاتهام أن أليسون لجأت إلى حيلة إرسال رسالة إلى عائلتها لخداعهم حول مصيرها وايهامهم بوفاتها حتى لا تطاردها حكومة الولايات المتحدة والعثور عليها، واكد الشهود أنها لم ترغب في العودة إلى الولايات المتحدة على الاطلاق حيث كانت تكن كراهية لها ورغبة فى العودة فقط لتنفيذ الهجمات على الأراضي الامريكية الا انها رغبت في الموت في سوريا بعد إتمام مهامها الإرهابية، وبعد اعتقال أليسون رفضت عائلتها التواصل معها وطلبوا منها الامتناع عن الاتصال بهم او التواصل معهم.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة