آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

من ينزع فتيل الحرب!

آمال المغربي

الأحد، 20 فبراير 2022 - 07:52 م

 

تزداد المخاوف يوما بعد يوم من غزو روسى محتمل لأوكرانيا كما يؤكد الغرب بعد أن حشدت كل من روسيا وأوكرانيا قواتهما العسكرية على الحدود وعزز حلف الناتو دفاعاته فى أوروبا الشرقية ووضع قواته فى حالة تأهب.


أمريكا ومعظم الحكومات الأوروبية طلبت من رعاياها مغادرة أوكرانيا فورا، بناء على المعلومات التى يروجون لها، ويؤكدون أنه لن يوجد وقت لإقامة جسور جوية لإجلاء هؤلاء على غِرار ما حدث فى أفغانستان. ورغم ان روسيا تؤكد أنها لا تريد الحرب، وكل ما تريده هو قُبول أمريكا وحلفائها بمطالبها الأمنية المحصورة فى مطلبين أساسيين هما عدم ضم أوكرانيا لحلف الناتو، وعدم نصب منظومات صواريخ استراتيجية نووية فى دول حلف وارسو السابق وهى (بولندا، رومانيا، بلغاريا، أوكرانيا)لانها تمثل الأمن القومى الروسي، الا ان واشنطن رفضت هذه المطالب.


واضح حتى الان ان الولايات المتحدة تريد توريط روسيا فى أوكرانيا، حتى تجد مبررا لاغراقها فى عقوباتٍ وأزمات اقتصادية خانقة . فى الوقت نفسه تواجه إدارة بايدن انقساما أوروبيا تجاه هذا السيناريو تتزعمه ألمانيا ولا تستطيع فرض عقوبات صارمة على روسيا بدعمٍ أوروبى دون إشعال فتيل هذه الحرب.


معروف ان أزمة أوكرانيا بدأت مع انهيار حلف وارسو وتفكك الاتحاد السوفيتي، وحصول أوكرانيا على استقلالها، إلى أن وصل مرحلته الراهنة بانقلاب عام 2014، وتشكيل نظام موالٍ لأمريكا والغرب، مما اضطر روسيا للقيام بعملية عسكرية لتأمين نفسها قدر الإمكان عبر السيطرة على المناطق الأوكرانية المتاخمة لها حيث استعادت شبه جزيرة القرم، وجزءا من شرقى أوكرانيا. ولم تهدأ المواجهات العسكرية الداخلية، إلا بعد اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار بعدها تشكلت جمهوريتان فى شرق أوكرانيا هما جمهورية دونتسك الشعبية، وجمهورية لوهانسك الشعبية، اللتان تدعمهما روسيا.


المشكلة أن إصرار أوكرانيا الموالية للغرب على الانضمام لحلف الناتو، يرى فيه بوتين تهديداً للأمن القومى الروسي، لا يمكن السكوت عليه وهو ما جعلها تحرك القوات لحدود أوكرانيا بما يوحى بالتحضير لهجوم عسكرى كبيركنوع من الضغط على اوكرانيا والحصول على تعهد أوكرانى أمريكى اوروبى بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو.


لم توافق واشنطن على أى من المطالب الروسية المتعلقة بأمنها القومي، وهددت روسيا بأشد العقوبات الاقتصادية والمالية وقامت مع حلفاء لها وخصوصاً بريطانيا، بتسليح جيش أوكرانيا بأسلحة متطورة جدا، تتعدى الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، إلى صواريخ باليستية متوسطة وقصيرة المدى. وبهذا اشتعلت الأزمة الأوكرانية إلى مستوى التهديد باندلاع الحرب .


ولهذا فإن الرئيس الروسى بوتين مضطر لاستمرار الحشد لفترة أطول لإبقاء خطر الحرب قائماً حتى الوصول لتسوية ترضيه وتسمح بنزع فتيل الحرب فى الأزمة الأوكرانية.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة