خالد رزق
خالد رزق


مشوار

استعارة المنهج اللبنانى

خالد رزق

الأحد، 20 فبراير 2022 - 07:58 م

من بين شعوبنا العربية يقف اللبنانى متفرداً بروح الإقدام و المغامرة فى الترحال و الهجرة إلى وجهات و مقاصد غير معهودة ويشاركهم فى ذلك و بدرجة أقل السوريون ، الحقيقة هذه يشهد بها الوجود الكثيف المؤثر و الفاعل للجاليات اللبنانية فى دول إفريقيا وبلاد أمريكا الجنوبية . قبل أكثر من 10 سنوات و كنت فى رحلة إلى كوت ديفوار (ساحل العاج) فى أقصى الغرب الأفريقى وكانت رحلتنا تتوقف لفترة قصيرة بمطار كانو النيجيرى قبل أن تستكمل مسارها إلى العاصمة الإيفوارية ابيدجان تصادف أن كان على المقعد المجاور لى شاب صغير السن عرفت بعدها بأنه لم يكمل بعد عامه السابع عشر ، المهم دار بينى و بين الشاب الذى كنت أظنه مسافراً رفقة أسرته وفصلت بينهما ترتيبات مقاعد الطائرة حديث علمت منه أنه لبنانى و مسافر إلى نيجيريا ـ حيث لا يعرف أحد هناك ـ طلبا للرزق .


كلام الفتى اللبنانى أثار دهشتى و كأى أب مصرى انتابنى القلق على مصيره سيما و هو يسافر وحيداً و لا يعرف أحداً ليستقبله فى ترحاله إلى حيث المجهول ، لكن التفاؤل الذى كان بادياً من حديثه جعلنى أحجم عن الإفصاح بمخاوفى فكفى بالفتى ما هو بصدده فعلاً من بواعث للقلق إن لم يكن الهلع . هبطنا فى نيجيريا حيث محطة وصول الشاب و غادرنى و أنا يحكمنى مزيج من الشفقة على مصيره و الإعجاب بجسارته وإقدامه على المغامرة. فى ابيدجان التى كنت أحل بها للمرة الأولى كان بانتظارى ما يفسر الوجهة غير المألوفة التى اختارها الشاب للهجرة فمع سوء نوعية الطعام التى كانت متاحة بالفندق سيما اللحوم التى لم استطع و من رافقونى بالرحلة تحديد نوع الحيوان مصدرها بحثت عن مكان آخر لتناول الطعام و دلنى بعضهم على مطعم قال بأنه يقدم مأكولات عربية ، وبوصولى الى المكان كانت دهشتى الأكبر إذ وجدت نفسى وسط واحد من أكبر شوارع أبيدجان و قد احتلت جانبيه مطاعم و محال كتبت أسماؤها عليها بالعربية ، شارع كامل بين الأهم فى عاصمة ساحل العاج عربى المظهر و الجوهر و بالتعامل عرفت أن أصحاب المطاعم و المحال و عمالهم كلهم من المهاجرين اللبنانيين.. باختصار يحتاج شبابنا وبعد ان سدت أمامهم تقريبا ابواب الهجرة إلى الغرب إلى استعارة المنهج اللبنانى فى تجارب السفر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة