السر في «التفصيل».. أحذية مصرية مطلوبة بالاسم في أوروبا
السر في «التفصيل».. أحذية مصرية مطلوبة بالاسم في أوروبا


حكايات| السر في «التفصيل».. أحذية مصرية مطلوبة بالاسم في أوروبا

شاهندة أبو العز

الإثنين، 21 فبراير 2022 - 02:17 م

في أحد أيام العام 1959، فوجئ شاب مصري بصديق إيطالي يبعث رسالة له يطلب منه إلى عنوان أحد محال الأحذية في منطقة وسط البلد، يطلب منه شراء حذاء بمواصفات محددة والمفاجأة أن هذا المحل يتمتع بشهرة عالمية.

 

أمين ومحمود أبو العينين شقيقان توارثا حرفة صناعة الأحذية اليدوية عن والدهما، الذي قرر تأسيس مصنع لمنافسة الحذاء الأوروبي في الأسواق المصرية في أوائل الخمسينيات، بعد زيارته لمصنع «بلي» في سويسرا والذي يعد حينها من أشهر مصانع العالم في تصنيع أحذية الجلد الطبيعي اليدوي التي تتسم بالجودة والأناقة. 

 

وبعد 20 عامًا من افتتاح أبو العينين لمصنع الأحذية الخاص به في عام 1952 وانتشار أحذيته في كافة ربوع مصر والعالم ومشاركة المصنع بأحذيته المصرية يدوية الصنع، في معارض دولية بنيويورك وأسواق شيكاغو الأمريكية وميلانو وباري بإيطاليا، قرر الأخوان محمود وأمين العمل بالمصنع لتطويره والحفاظ على حرفة صناعة الأحذية المصرية.

 

اقرأ أيضًا| أول «فوتوجرافر» كفيفة.. تعتمد على البصيرة وحساب المسافات

 

لسنوات طويلة، ظل المصنع المصري الصغير الكائن بأحد شوارع منطقة وسط البلد يتمتع بشهرة عالمية جعلت أبناء روما يرسلون له برقية خاصة من إيطاليا.. برقية أرسلها واحد من أبناء روما يدعى سيمون سمسونيان في يوليو عام 1959 إلى صديقه بمصر يطالبه بالتوجه إلي منطقة وسط البلد حيث يقع مصنع الأحذية اليدوية وشراء 12 حذاء له ولزوجته وإرسالهم إليه في عنوانه بروما .

 

يعود عُمر أقدم مصنع لصناعة الأحذية اليدوية والذي يتواجد بممر كوداك بشارع عدلي في منطقة وسط البلد بالقاهرة، لأكثر من 62 عامًا حتى الآن.. يصنع ويصمم الأحذية يدويًا دون إدخال أي معدات تكنولوجيا، ويفتح أبوابه لاستقبال زبائنه من كافة الفئات محاربًا شبح التطوير في صناعة الأحذية معتزاً بالهوية المصرية والحرفة اليدوية التي يتوارثها الأجيال.

 

يقول أمين أبو العينين صاحب المصنع: «المصنع بيفصل أحسن أحذية في مصر، معتمداً على خامات الجلد الطبيعي في التصنيع، والخياطة اليدوية للنعل التي تريح العميل، وكان بعض المشاهير المصريين دائمي الشراء منا مثل عاطف صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق، والممثل محمود المليجي وفريد شوقي والفنانة مديحة سالم».

 

 

ويشرح أبو العينين مراحل تصنيع الأحذية، التي تبدأ بتصميم ورسم الموديل المطلوب على أوراق، وقص خامات الجلد الطبيعي عليها لتنفيذ التصميم، ثم تأتي مرحلة وضع الجلد على (القوالب) لإعداد مقاسات مختلفة، لتظل 4 أيام كحد أدنى، حتى يأخذ الجلد شكل القالب والمقاس، ثم مرحلة ما قبل الأخيرة وهي تجهيز النعل المناسب للحذاء للصقه عليه، وتأتي آخر مراحل التصنيع وهي خياطه الحذاء يدوياً، حيث تستغرق مدة تصنيع الحذاء الواحد 10 أيام.

 

ويروي أن أسعار الأحذية تتراوح ما بين 400 جنيه إلى 800 جنيه، نظراً لجودتها العالية في التصنيع والتفصيل، كما أن جميع فئات المجتمع تتردد عليه لتفصيل أحذية يدوية، بجانب الأجانب المقيمين بمنطقة وسط البلد.

 

 

وينوه أبو العينين إلى قلة نسب الإقبال على الشراء خلال السنوات الأخيرة لتصل 40%، وذلك لصعوبة استمرار حرفة الأحذية اليدوية بسبب زيادة أسعار الكيماويات المستخدمة في صناعة الأحذية مثل الغراء، مع قلة إنتاجية المصنع بنسبة 60%، لعدم توافر عمالة كافية، وانتشار المعدات والآلات الحديثة التي تلعب على الكثافة الإنتاجية وإنتاج عدد وفير من الأحذية في يوم واحد فقط.

 

أكثر ما يؤرق أبو العنين هو قلة العمالة في قطاع الحرف اليدوية فأغلب الشباب يسعون وراء الإنتاج الكثير الذي يوفره الآلات والمعدات الحديثة، لذا وصل عدد العمال بالمصنع إلى 15 عاملا فقط، وهم أقدم عمال المصنع أعمارهم قد تصل إلى 50 عامًا، ولكنهم ما زالوا يعتزون بحرفة صناعة الأحذية اليدوية.

 

لا يعترف الشقيقا أبو العينين بالموضة والفاشون، فشعار المصنع في الأحذية الراحة أولاً، حيث يتمتع المصنع بوجود تصميمات تناسب شكل وطبيعة الأرجل من حيث العرض والطول والارتفاع، لتظل لأطول فترة ممكنة بحالتها الأولية.

 

 


 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة