وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


شد وجذب

التكريم قبل الممات

وليد عبدالعزيز

الإثنين، 21 فبراير 2022 - 05:37 م

 

على مدار الأسابيع الماضية تحولت صفحات الفيس بوك وصفحات الجرائد إلى سرادق عزاء ..تكتشف أن هناك أناسا يتمتعون بقدر كبير من حب واحترام الناس ومع الأسف هذه المحبة والعرفان بالجميل تظهر بعد الموت فقط وكأننا نستحى أن نعبر عن مشاعر الحب والاحترام لمن هم على قيد الحياة .. تكتشف أن قطار العمر يمر سريعا وأن من حولك يتناقصون ويسبقون غيرهم إلى دار الحق وتكتشف أيضا أنك أصبحت تنتظر دورك وتقرأ المشهد بكل تمعن ..تكتشف حقا أن السيرة أطول من العمر وأن من زرع خيرا يجنى خيرا ..

تكريم الأشخاص بعد الممات أمراً محموداً ولكن تكريم الشخص وهو على قيد الحياة هو عرفانا وتقديرا لما قدمه وقد يكون إرثا قيما لأسرته وايضا يشعر بتقدير من حوله لما قدمه من عطاء بإخلاص جعل الجميع  يشيدون برحلة العطاء وهو على قيد الحياة ..ليس مطلوبا أن نعترف بفضل الغير بعد مغادرة الحياة ولكن المطلوب عطاء كل ذى حق حقه وهو على قيد الحياة ..بالأمس القريب انتقل إلى رحمة الله الأستاذ جلال دويدار الرجل صاحب الأيادى البيضاء على الجميع بشهادة الجميع ..الكل تسابق فى كتابة قصص وحواديت عن الراحل ومواقفه الإنسانية على الرغم من أن الرجل كان يجلس فى مكتبه ولم يفكر أحد أن يقوم  بتكريمه على رحلة العطاء الناجحة وهو على قيد الحياة ..نعم كان يتمتع بحب واحترام الجميع ولكن لو تم تكريمه بنفس طريقة التكريم بعد وفاته كان سيشعر بسعادة كبيرة لأن ما قدمه خلال رحلة العطاء كان محل تقدير من الجميع  ..دعونا نفكر فيما هو قادم ونبحث عن أساليب جديدة للعرفان بالجهد والعطاء لمن هم على قيد الحياة  قبل أن يفارقونا ..

لو كانت الصدقة الجارية هى جسر العطاء والحسنات للمتوفى فدعونا كأبناء دار أخبار اليوم نتشارك جميعا فى عمل صدقة جارية لجميع الزملاء الذين فارقوا الحياة وتكون خير دليل على الحب والعرفان بالجميل ..اعتقد أننا قادرون على تحويل مشاعر الحب التى ظهرت على صفحات الجرائد إلى خير وثواب يستفيد منه من فارقونا وتكون استكمالاً لمسيرة التكريم ..رحم الله الأساتذة جلال دويدار وياسر رزق والشاب ياسين ومصطفى بلال وعبد القادر محمد على ومحمد أبو ذكرى  ووحيد السنباطى وعماد عبد الرحمن ومحمد الهجرسى وأشرف اكرام وعلى المغربى وبدرأدهم وهشام العجمى  وغيرهم من الزملاء الذين سبقونا إلى دار الحق ..أتمنى أن نستفيد من الدرس وأن نُقدم جميعا على تكريم من هم على قيد الحياة على قدر العطاء والتفانى والإخلاص فى العمل ..اسألكم الفاتحة على روح جميع الزملاء أبناء مؤسسة أخبار اليوم العريقة ..

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة